الأونروا تدين “حملة التضليل” التي تتعرض لها تزامناً مع حظرها من قبل إسرائيل

بقلم سين ماثيوز

ترجمة و تحرير مريم الحمد

لم تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس في قطاع غزة، لكنها تمضي قدماً في خطتها للقضاء على عدو معلن آخر، وهو وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

مؤخراً، بدأت إسرائيل في الحد من قدرة الأونروا على العمل في القطاع الذي مزقته الحرب، وذلك بعد دخول قانونين سنتهما حيز التنفيذ، حيث يحظر الأول عمل الوكالة داخل “المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية”، في حين يحظر الآخر أي اتصال بالوكالة، فيما أكدت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوحدة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق عمليات تسليم المساعدات إلى غزة، بأنها سوف تمتثل للقانون.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد سخرت من الوكالة التابعة للأمم المتحدة لسنوات، فكانت محاولتها الأولى لحظر الأونروا قد بدأت قبل عقدين على الأقل عندما قامت الأونروا ببناء مجمع في القدس، فإسرائيل تعتبر الأونروا بمثابة تهديد وجودي لها، لأن المنظمة تعترف باللاجئين الفلسطينيين، وقد أعلنت دعمها لحق العودة لأحفادهم.

“منع الأونروا من العمل قد يؤدي إلى تخريب وقف إطلاق النار في غزة، مما يؤدي مرة أخرى إلى إحباط آمال الأشخاص الذين عانوا من معاناة لا توصف” – فيليب لازاريني- مدير الأونروا

بعد 7 أكتوبر عام 2023، قامت إسرائيل بتسريع حملتها ضد الأونروا، حيث تعرضت المنظمة، التي تقدم المساعدات والصحة والتعليم للملايين في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة، لضربات عديدة خلال الحرب على غزة.

لقد شنت إسرائيل هجمات دامية على منشآت الأونروا خلال حربها التي استمرت 15 شهراً على غزة، حيث أكدت الوكالة أن ما لا يقل عن 272 من موظفي الأونروا قتلوا، كما لحقت أضرار بـ 205 مواقع تابعة للأونروا.

وتتمحور ذريعة إسرائيل حول أن حماس قد استخدمت مرافق الأونروا كقواعد لها،حيث تم تحويل الغالبية العظمى من مرافق الأونروا، مثل المدارس والعيادات الصحية، إلى ملاجئ لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين خلال الحرب، ومع ذلك لم تسلم من الضربات الدموية!

الأونروا تدين “حملة التضليل” التي تعرضت لها

على سبيل المثال، في يونيو الماضي، أدت غارة إسرائيلية إلى استشهاد ما لا يقل عن 40 شخصاً في مدرسة تابعة للأونروا في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ورغم الادعاءات الإسرائيلية بوجود حماس في المنشأة، إلا أن المدنيين الذين لجأوا هناك رفضوا هذه المزاعم،مؤكدين أنه لم يكن هناك أي مسلحين في المدرسة.

وفقاً لشاهد عيان: “إنهم يقولون أنهم كانوا يستهدفون المقاتلين، عن أي مقاتلين يتحدثون؟ ليس لدينا أي أسلحة، لقد جئنا إلى هنا بحثاً عن الأمان وليس لدينا أي شيء سوى خيمنا والملابس التي نرتديها”.

تقول المتحدثة باسم الأونروا، جولييت تومبا، أن “التدمير الذي حدث لمنشآت الأونروا بحجة أنها بيئة معادية هي حملة تضليل شرسة”، حيث زعمت إسرائيل خلال الحرب بأن موظفي الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر، فقامت الأونروا بفتح تحقيق وفصلت 9 موظفين قالت أنهم “ربما كانوا متورطين في الاعتداء”.

وتعتبر الأونروا أكبر منظمة إنسانية في قطاع غزة، حيث يعمل لديها حوالي 13,000 موظف في أكثر من 300 منشأة.

مرافق مهجورة للأونروا

تعرضت الوكالة لمزيد من الضغوط مؤخراً، وذلك بعد أن كتبت والدة الرهينة الإسرائيلية التي تم إطلاق سراحها مؤخرًا على موقع اكس، بأن ابنتها أبلغت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنها محتجزة في منشأة تابعة للأونروا.

من جانبه، صرح مدير عام الأونروا، فيليب لازاريني، بأن الأونروا اضطرت إلى إخلاء كافة منشآتها في شمال قطاع غزة، ولم يكن لديها “أي سيطرة” عليها، كما اضطر موظفوها إلى إخلاء مرافق الأونروا عندما أصدرت إسرائيل أوامر التهجير القسري. 

في حديثه لموقع ميدل إيست آي، أشار أحد كبار العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة، إلى أنه من مصلحة حماس ضمان عدم معرفة الرهائن بمكان احتجازهم، ولكن من الممكن أن تسعى الجماعة إلى حماية الرهائن من خلال إبقائهم في مركز احتجاز تابع للأمم المتحدة. 

من جانب آخر، فقد أكد مسؤول في الأمم المتحدة لموقع ميدل إيست آي، بأن هذا الادعاء لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغط على الأونروا في الوقت الذي تكافح فيه للبقاء في قطاع غزة.

تدافع الدول العربية  لدعم الأونروا

لقد قطعت الولايات المتحدة بالفعل مساعداتها عن الأونروا عام 2024، في الوقت الذي يسارع فيه وزراء الخارجية العرب من شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر، إلى دعم الوكالة الدولية.

مؤخراً، وعقب اجتماع في القاهرة، وصفت الدول العربية في بيان مشترك دور الأونروا بأنه “محوري ولا غنى عنه ولا يمكن استبداله”، مؤكدين “رفضهم بشكل قاطع أي محاولات لتجاوزها أو التقليل من دورها”.

من جانبها، حذرت الأونروا من أن القوانين الإسرائيلية الأخيرة تهدد بتقويض وقف إطلاق النار في غزة، مما يعقد عملية تسليم المساعدات إلى القطاع، فقد أكد لازاريني في منشور له على موقع اكس، بأنه وخلال الأيام الثلاثة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، قامت الأونروا بإحضار ما يكفي من الغذاء لإطعام مليون شخص وقام عمالها بتوزيع حصص الإعاشة على 300,000 شخص.

وفي نفس الوقت، حذر لازاريني من أن “منع الأونروا من العمل قد يؤدي إلى تخريب وقف إطلاق النار في غزة، مما يؤدي مرة أخرى إلى إحباط آمال الأشخاص الذين عانوا من معاناة لا توصف”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة