سلمت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم السبت، ثلاثة أسرى إسرائيليين، أحدهم يرتدي الزي العسكري، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وعلى خلاف الدفعات السابقة، استُهلت عملية التسليم ببيان لأحد عناصر القسام، أعلن خلاله بدء “مراسم الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين معتقلين لديهم في معركة طوفان الأقصى”، حيث وصفت الكتائب للمرة الأولى الأسرى الإسرائيليين بصفة “المعتقلين”.
وظهر الأسرى الثلاثة بحالات مختلفة؛ إذ كان اثنان من كبار السن يرتديان زياً موحداً باللون البني، يحمل صورة للأسير وكلمة “أسير لدى كتائب القسام” بالعبرية، بينما خرج الثالث مرتدياً الزي العسكري الإسرائيلي. كما بدا الأسرى نحاف الأجساد مقارنةً بالدفعات السابقة، وهو ما أرجعه مراقبون إلى الظروف القاسية التي عانى منها الفلسطينيون في قطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الغذائية.
وجرت عملية التسليم بعد توقيع طاقم الصليب الأحمر على محضر التسليم الذي أعدته كتائب القسام، ليغادر الطاقم الموقع بعد استلام الأسرى الثلاثة. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الأسرى أصبحوا في عهدة قواته ويتم نقلهم إلى إسرائيل، حيث سيخضعون للعلاج الطبي الأولي.
وجرت العملية وسط حضور مئات الفلسطينيين وانتشار مكثف لعناصر القسام، الذين ظهروا بأسلحة متنوعة، بينها رشاشات ثقيلة وأسلحة محلية الصنع مثل قناصة “الغول” وقذيفة “الياسين 105”. وعلى المنصة الرئيسية لموقع التسليم، رفعت القسام لافتة كُتب عليها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية: “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”، في إشارة إلى استمرار المواجهة مع الاحتلال.
كما زُينت المنصة بصور قادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب، ومن بينهم القائد العام للقسام محمد الضيف، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، إلى جانب صور رئيسي المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وأعضاء المجلس العسكري للقسام مروان عيسى، أيمن نوفل، غازي أبو طماعة، ورائد ثابت.
ولم تخلُ الساحة من الرموز السياسية والعسكرية ذات الدلالة، حيث وُضعت على جانب المنصة صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل مثلث أحمر مقلوب، وهو يضع يده على خده، بجوار صور دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة، وعبارة “النصر المطلق” بالعبرية، في مشهد يعكس رسائل سياسية وأمنية حول توازن القوى في غزة.