أطلق جيش الاحتلال يوم الثلاثاء حساباً باللغة التركية على موقع “إكس” وعيّن المسؤول العسكري الكبير أرييه شاروز شاليكار كمتحدث باسمه.
وعُرف شاليكار بماضٍيه المثير للجدل، حيث شارك في أنشطة العصابات في ألمانيا، بما في ذلك حادثة طعن فيها منافساً تركياً.
وأعلن شاليكار على المنصة: “مرحباً بكم في حساب إكس الرسمي لقوات الدفاع الإسرائيلية! سيتم استخدام هذه المنصة لتوفير تحديثات موثوقة وفورية حول التطورات المتعلقة بجيش الدفاع الإسرائيلي”.
ويأتي قرار فتح منصة باللغة التركية في الوقت الذي برزت فيه تركيا كلاعب رئيسي في سوريا بعد انهيار حكومة بشار الأسد.
ويقال إن دولة الاحتلال تشعر بالقلق إزاء الحكام الجدد لدمشق، المقربين من أنقرة والذين تصفهم بالمتطرفين الإسلاميين، على الرغم من حقيقة أنهم لم يهددوا الإسرائيليين أو يستفزوهم بشكل مباشر.
وتشير التقارير إلى أن دولة الاحتلال كانت تمارس ضغوطاً على واشنطن وموسكو للحد من نفوذ تركيا المتزايد في المنطقة.
وقد لفتت خلفية شاليكار الانتباه بشكل كبير، فقد ولد في ألمانيا عام 1977 لأبوين يهوديين إيرانيين، ونشأ في منطقة ويدنج في برلين، حيث انخرط في عصابة شبابية سيئة السمعة.
ووفقاً لوسائل الإعلام الألمانية، كانت عصابته متورطة في الكتابة على الجدران والقتال والسطو، حيث ذكرت صحيفة برلينر تسايتونج أن شاليكار كان يحمل سكينا ذهبيا قابلا للطي بشفرة طولها 15 سنتيمترا ولم يكن يخشى استخدامه.
وعندما كان في السابعة عشرة من عمره، قام شاليكار بطعن عضو في عصابة تركية منافسة أثناء قتال بين الجانبين، حيث ذكرت صحيفة تاج شبيجل أن الهجوم وقع بعد أن طارده 15 عضواً في العصابة وضربوه.
ويتذكر شاليكار: “لقد أخرجت سكيني وطعنت الضحية مرتين إلى ثلاث مرات في الفخذ والظهر”، ونجا التركي، ولم يتم القبض على شاليكار من قبل الشرطة، لكن الحادث عزز سمعته في عالم العصابات.
وفي معرض تأمله في شبابه، اعترف شاليكار: “كنت متورطًا في الجريمة، ومتورطًا في حياة العصابات، في كل الأعمال التي تقوم بها العصابات عادةً”.
وأوضح أن والدته كانت تبكي كل ليلة، وأن والده طرده من المنزل عدة مرات، قائلاً له: “أنت لم تعد ابني”.
وعلى الرغم من ماضيه الإجرامي، كان لدى شاليكار أيضاً أصدقاء أتراك وأكراد في ويدنج، وبعضهم قام بحمايته من الهجمات المعادية للسامية، وحافظ على صداقات وثيقة مع صديقين تركيين سُنّيين، لا يزالان في حياته اليوم.
ومع ذلك، فقد شعر أن الحياة في حيه أصبحت خطيرة للغاية لدرجة أنه بات مقتنعاً بأن مسألة قتله لم تعد أكثر من مجرد وقت، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وفي عام 1999، تلقى شاليكار دروساً في اللغة الروسية والتركية قبل زيارة دولة الاحتلال لأول مرة، وتخرج لاحقًا من المدرسة الثانوية وأكمل التدريب الأساسي في الجيش الألماني.
وفي عام 2001، هاجر إلى إسرائيل، حيث أدى خدمته العسكرية الإلزامية، ثم درس العلاقات الدولية وتاريخ الشرق الأوسط والسياسة في الجامعة العبرية في القدس، وتخرج منها في عام 2009، ثم أصبح متحدثًا عسكريًا إسرائيليًا.
وقوبل إعلان شاليكار عن الحساب الجديد باللغة التركية بانتقادات واسعة النطاق، بما في ذلك الإهانات وردود الفعل العنيفة.
وتساءل كثيرون عن سبب إطلاق جيش الاحتلال مثل هذه القناة الآن وعدم تعيين متحدث أصلي باللغة التركية متحدثًا باسمه.
المتحدث المثير للجدل
ولم يكن أداء شاليكار كمتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة الألمانية ناجحاً، فقد ورد أنه نشر على حسابه الخاص إهانات وشتائم حادة ضد صحفيين ألمان معروفين بسبب تقاريرهم عن غزة.
ووفقًا لصحيفة Neues Deutschland الألمانية، وصف شاليكار خلال الشهر الماضي العديد من الصحفيين الألمان، إلى جانب سياسي يوناني من Mera25 ومذيع، بأنهم “أفضل 10 مروجين لكراهية اليهود”.
ومن بين المستهدفين مراسل دويتشه فيله مارتن جاك، والصحفي التلفزيوني ستيفان هالمان، ومدون الفيديو تيلو يونج وهم معروفون جميعاً بتقاريرهم المهنية عن عدوان الاحتلال على غزة، والتي غالبًا ما تسلط الضوء على وجهات النظر الفلسطينية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها شاليكار الجماهير التركية، ففي يناير/كانون الثاني، أصدر مقطع فيديو باللغة التركية، في محاولة لإقناع المشاهدين بأن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية لم تكن تهدف إلى إيذاء الفلسطينيين، بل استهداف حماس، التي وصفها بأنها منظمة إرهابية.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي لموقع ميدل إيست آي: “هناك العديد من الإسرائيليين الذين يعرفون اللغة التركية لأنهم يحبون المسلسلات التلفزيونية التركية، ومن المعروف أن الشعبين التركي والإسرائيلي كانا دائماً صديقين وكان لديهما دائمًا تقدير عميق لبعضهما البعض”.
وأضاف: “لهذا السبب قد تسمع العديد من الإسرائيليين الذين يتحدثون التركية أيضًا، حيث يتعلمون اللغة من خلال هذه المسلسلات”.