تشريح جثمان طفل فلسطيني يكشف استشهاده جوعًا في سجون الاحتلال

أظهرت نتائج عملية تشريح طبي لجثة طفل فلسطيني استشهد في سجون الاحتلال إلى أن استشهاده كان نتيجة التجويع حتى الموت.

وأفادت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين أن وليد خالد عبد الله أحمد، 17 عامًا، استشهد في نهاية مارس/آذار نتيجة ما يُرجح أنه علامات “الجوع، والجفاف الناجم عن الإسهال بسبب التهاب القولون، ومضاعفات معدية، تفاقمت جميعها بسبب سوء التغذية المطول والحرمان من التدخل الطبي المنقذ للحياة.

وأشار طبيب حضر تشريح الجثة نيابة عن عائلة أحمد إلى أن فحص ما بعد الوفاة يشير إلى أن أحمد عانى من هزال شديد في العضلات والدهون، كما يتضح من حالة بطنه الغائر.

وقال خالد الباشا والد الطفل الشهيد لموقع “ميدل إيست آي”: “أُبلغنا بوفاته عبر مكتب الارتباط الفلسطيني في 24 مارس/آذار، ففوجئنا وصدمنا بالخبر لأنه لم يكن يعاني من أي مرض، وقد تقرر عقد جلسة استماع في المحكمة في منتصف أبريل/نيسان”.

وتقول السلطة الفلسطينية أن أحمد هو أول طفل يستشهد في سجون الاحتلال من بين 63 أسيراً قضوا نحبهم داخل المعتقلات منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتواجه سلطات الاحتلال انتقادات مكثفة بسبب معاملتها الوحشية للأسرى الفلسطينيين الذين تدهورت أوضاعهم بشكل ملحوظ خلال حرب غزة.

وكثيرًا ما قدم المعتقلون شهادات عن تعرضهم للضرب والتعذيب والعنف الجنسي والاكتظاظ ونقص الرعاية الطبية وتفشي الأمراض وسوء الظروف الصحية.

وفيما تنفي سلطات السجون أي انتهاكات ممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، فإن وزارة الأمن القومي في حكومة الاحتلال، التي تشرف على السجون والتي تولى إدارتها مؤخرًا اليميني المتطرف إيتامار بن غفير، كثيراً ما تتفاخر بتضييق ظروف المعتقلين الفلسطينيين “إلى الحد الأدنى الذي يقتضيه القانون”.

يذكر أن أحمد كان يقبع رهن الاعتقال دون تهمة في سجن مجدو، وهو منشأة اتُهم القائمون على إدارتها سابقًا بإساءة معاملة الفلسطينيين.

وكان الشهيد أحمد يعاني من طفح جلدي ناتج عن الجرب على ساقيه ومنطقة الفخذ، بالإضافة إلى تقرحات على أنفه وصدره ووركه الأيمن.

أظهر تشريح الجثة أيضًا وجود تجمعات هوائية كبيرة في صدر أحمد وتجويف بطنه، والتي تقول منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال (DCIP) إنها “على الأرجح ناجمة عن صدمة حادة”، إلى جانب علامات التهاب قد تكون مرتبطة بعدوى.

وكشف التشريح أيضاً عن وجود شبهات بأن يكون أحمد قد تعرض للضرب على أيدي حراس السجن بسبب وجود وذمة واحتقان في أمعائه الغليظة، وهو ما يتوافق مع الإصابة الرضحية (التي تنجم عادة عن الاصطدام بالأجسام الحادة).

وخلص الفحص، الذي أُجري في معهد أبو كبير للطب الشرعي في تل أبيب، إلى أن أحمد كان يعاني من “سوء تغذية شديد، يُحتمل أنه استمر لفترة طويلة”، وأنه ربما كان يعاني من التهاب في القولون، مما تسبب في إسهال متكرر وجفاف، كما عُثر على جرح في رقبته.

كان رياضياً

وكان أحمد طالب مدرسة في سنته الدراسية الأخيرة، وكان يتمتع بصحة جيدة، وكان رياضيًا، يلعب بشكل احترافي مع فريق كرة القدم في مسقط رأسه، وكان يطمح للعب مع المنتخب الوطني الفلسطيني، لكن حواجز الاحتلال منعته من ذلك.

وعن كيفية اعتقال أحمد، أخبر الباشا موقع “ميدل إيست آي” أن جيش الاحتلال داهم منزل العائلة في بلدة سلواد شرق رام الله، في 30 سبتمبر/أيلول، ودمّر محتوياته وحطّم نوافذه، ثم قام الجنود بالتحقق من بطاقات الهوية لأفراد العائلة وأبلغوا ابنه وليد بأنه رهن الاعتقال.

وأضاف الوالد أن الجنود كبلوا يدي وليد وعصبوا عينيه أمام عائلته، ومنعوه من ارتداء ملابسه، رغم توسلات عائلته، ثم اقتادوه، ولم تسمع عائلته عنه شيئًا حتى محاكمته الأولى في 8 أكتوبر/تشرين الأول، عندها، لم يتمكنوا من رؤيته إلا عبر شاشة فيديو.

وفي بيان لها، أعلنت مصلحة السجون في دولة الاحتلال أن التحقيق جارٍ في ملابسات استشهاد وليد أحمد، وأضافت: “توفي أمس في السجن معتقل أمني يبلغ من العمر 17 عامًا، من سجن مجدو، من منطقة الضفة الغربية، وحالته الصحية تحت حماية الخصوصية، ولا يزال التحقيق جاريًا”.

ويرجح أن عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من الضفة الغربية يزيد عن 14 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب على غزة، يتم احتجاز معظمهم في الاعتقال الإداري، الذي يسمح بالاعتقال الاستباقي للأشخاص بناءً على أدلة غير معلنة.

مقالات ذات صلة