حصلت المصورة الصحفية الفلسطينية سمر أبو العوف يوم الخميس على جائزة صورة الصحافة العالمية لعام 2025 عن صورة التقطتها بكاميرا هاتفها في يونيو/حزيران 2024 ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز.
وكانت أبو العوف قد التقطت الصورة للطفل محمود عجور، البالغ من العمر تسع سنوات، والذي فقد ذراعيه في غارة جوية شنها طيران الاحتلال على مدينة غزة في مارس/آذار 2024.
وبدأت قصة الصورة حين وجدت أبو العوف نفسها مقيمةً في ذات المجمع السكني الذي كان يقيم فيه الصبي الفلسطيني عجور مع عائلته أثناء تلقيه العلاج الطبي في العاصمة القطرية الدوحة.
ويُعدّ عجور من المحظوظين القلائل الذين نُقلوا جواً لتلقي الرعاية الطبية، وقد وثّقت أبو العوف العديد من تجاربهم في رحلاتهم نحو الشفاء.
وتحدّت المصورة الفلسطينية المستقلة سمر أبو العوف الصعابَ للعمل على جميع القصص الرئيسية في القطاع منذ عام 2010 وحتى مغادرتها لقطاع غزة في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وسبق أن فازت أبو العوف ابنة غزة بجائزة بولك المرموقة عام 2023 من بين مجموعة أخرى من الجوائز عن صورها التي أصبحت واحدة من أكثر الصور شهرةً وتميزًا في حرب الاحتلال على غزة.
وتعود الصورة الفائزة لأطفال كانوا يختبئون في مدرسة بغزة وينظرون إلى السماء بخوف، وهم يسمعون دوي القنابل تتساقط من حولهم.
وفي عام 2024، حازت أبو العوف على جائزة أنيا نيدرينغهاوس للشجاعة في التصوير الصحفي من المؤسسة الدولية لإعلام المرأة عن سلسلة من 12 صورة التقطتها بتكليف من جهة عملها الرئيسية، صحيفة نيويورك تايمز، توثق أثر الحرب على نساء وأطفال غزة.
وساهمت أبو العوف بالعديد من الصور لتعزيز تغطية موقع ميدل إيست آي عام 2019، سواءً فيما يتعلق بقتل الاحتلال للأطفال خلال الاحتجاجات السلمية، أو تخفيضات الرواتب الناجمة عن الخلاف الطويل بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، أو الترقب المؤلم الذي كانت تعيشه إحدى العائلات لعودة جثمان أحد أحبائها الشهداء الذين كانت دولة الاحتلال تحتجز جثامينهم.
وخلال لقاء سابق لها مع موقع ميدل إيست آي عام 2016، قالت أبو العوف إن الشروع في العمل الذي أحبته في غزة كان صعبًا وغير آمن، وربما الأهم من ذلك كله، كان غير مُقدّر.
وأضافت: “للأسف، بدلًا من تلقي الدعم والتقدير على عملنا، لا أحد يبدي أي اهتمام بنا، ولهذا السبب بالتحديد أود توجيه رسالة إلى جميع منظمات حرية الصحافة التي ترفع شعارات حماية الصحافة، لكنها لا تفعل شيئًا لحمايتنا على أرض الواقع، مفادها أن عليهم البدء في الانتباه إلى الواقع هنا”.
ورغم مرور ما يقرب من عقد على تلك المقابلة الصحفية، فإن أقوال أبو العوف فيها لاتزال تنطبق على واقع الصحفيين الفلسطينيين اليوم.
فقد أحصى المسؤولون في غزة أكثر استشهاد أكثر من 2020 إعلاميًا في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما يجعلها أعنف حرب على المهنة في المائة عام الماضية، وفقًا لمشروع “تكاليف الحرب” في جامعة براون.
وفي عام 2026، صُوّرت أبو العوف لموقع ميدل إيست آي وهي ترتدي خوذة صحافة صنعت من قدر طعام، وسترة صحافة مصنوعة من أكياس بلاستيكية، لأنها لم تكن قادرة على شراء معدات حماية حقيقية آنذاك.
وقالت أبو العوف للموقع: “نحن، كصحفيين مستقلين، لا نملك أي حماية، ولا أحد يوفر لنا إجراءات السلامة والحماية، وعندما نتعرض للإصابة، غالبًا نلوم أنفسنا”.
ولا يزال هذا الشعور قائمًا حتى اليوم، سواء كان الصحفيون شبابًا مستقلين أو صحفيين مخضرمين يرتدون معداتهم الصحفية ويعملون لدى بعض أكبر المؤسسات الإخبارية في العالم.