أطفال بلا وجوه في غزة… إسرائيل تفتك بما تسميه “منطقة آمنة”

بقلم أحمد عزيز من غزة

ترجمة وتحرير مريم الحمد

في منطقة المواصي في خانيونس جنوبي غزة، وهي المنطقة التي ادعت إسرائيل أنها آمنة، كان هناك نساء وقد تجمعن حول جدة تبكي، فقد فقدت جيلين، ابنتها و5 أحفاد، بين عشية وضحاها!

في حديثها مع ميدل إيست آي، بكت وهي تقول: “طفلتي العزيزة، حبيبتي، لقد ركضت خلف أخيها وأبيها، لم يفعلوا شيئاً فقد كانوا مجرد أطفال”. 

رغم كونها ما يسمى “منطقة آمنة”، إلا أنه تم استهداف المواصي بشكل متكرر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي

أما شقيق الأم المتوفاة لخمسة أطفال، أحمد المجايدة، فقد أكد لموقع ميدل إيست آي، بأن أبناء أخته تتراوح أعمارهم بين 4-16 عاماً، فقال: “عندما وصلنا للتعرف عليهم، أقسم بالله، لم نتمكن من التعرف عليهم”، حيث فقد أحد الأطفال رأسه في الهجوم، ولم يتم التعرف عليه إلا من خلال وحمة على ما تبقى من أذنه، ولم يتم التعرف على بقية الأطفال إلا من خلال الملابس التي يرتدونها، فيما لا تزال أختهم واثنين من أبناء عمومتهم تحت الأنقاض.

يقول أحمد مجايدة: “هذا ما يخرج إلى كل وسائل الإعلام، أقسم بالله أن الأطفال لا ملامح لهم ولا وجوه ولا رؤوس ولا شيء”، معرباً عن يأسه لأن العالم “لا يستمع” إلى ما يحدث في غزة.

يقول أحمد: “نحن الآن في حالة صدمة، لقد فقدت أخي للتو منذ ثلاثة أشهر وكانت زوجته حامل بابنهما في ذلك الوقت، والآن جاء ابنه إلى هذا العالم وهو لا يعرف والده ولا يعرف عنه شيئاً، الحمد لله على كل شيء، الحزن يسافر حول العالم ويأتي ليسكن هنا في غزة”.

هذا المشهد ليس الوحيد في المواصي، فقد تكرر مراراً، حيث روى أحمد عليان، وهو مراسل من غزة، وهو يقف بجوار جثة ابنته الرضيعة مسك، ليلة مرعبة، موضحاً بأنهم كانوا نائمين عندما ضربت غارة إسرائيلية الخيمة القريبة دون أي سابق إنذار حوالي الساعة 11 مساء، وأصابت شظايا الهجوم ابنته وزوجته في رأسيهما.

أظهرت الإحصاءات التي نشرتها وزارة الصحة المحلية في غزة بأن ما يقرب من ثلث الوفيات منذ شهر مارس هم من الأطفال

قُتلت طفلة عليان مسك في الهجوم، فيما تم نقل زوجته إلى العناية المركزة، فقال عليان وهو يشير إلى طفله: “هذه من يشنون الحرب عليها”، مضيفاً في حديثه لموقع ميدل إيست آي: “إنها الآن طائر في السماء، صحيح أن هناك الكثير من الألم بسبب الخسارة، لكنني محظوظ لأنني سألتقي بها في الجنة يوماً ما إنها روحي”، وأضاف: “جاءت زوجتي إلى هذا العالم يتيمة، وأتمنى أن يشفيها الله، وولدت ابنتي أثناء الحرب والآن استشهدت في الحرب”.

باب جهنم جديد

رغم كونها ما يسمى “منطقة آمنة”، إلا أنه تم استهداف المواصي بشكل متكرر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعد المنطقة موطناً لآلاف النازحين الفلسطينيين، مثل عائلتي مجايدة وعليان.

ومع ذلك، فالقصف لا يستثني أي منطقة في غزة، ففي دير البلح وسط غزة استشهد 6 على الأقل في قصف على مقهى، حيث أظهرت لقطات الشهداء هم ملقون حول الكراسي والطاولات المقلوبة في مقهى الصفطاوي، فيما تناثرت الدماء على الأرضيات واجتاح الدخان المنطقة. 

وعلى صعيد آخر، وخلال حديثه في منتدى الأمن العالمي 2025 في الدوحة، وصف المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، استئناف إسرائيل لحربها على القطاع منذ 18 مارس الماضي بأنه “جحيم جديد”.

قال كرينبول بأن غزة “تشهد الموت والإصابات والتهجير المتكرر وبتر الأعضاء والانفصال والاختفاء والجوع والحرمان من المساعدات والكرامة على نطاق واسع، فعندما دفع وقف إطلاق النار البالغ الأهمية الناس إلى الاعتقاد بأنهم نجوا من الأسوأ، انفتح عليهم باب جحيم جديد، وأنا أعتقد أن هذا الرعب سوف يطاردنا لعقود قادمة”.

منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار، قتلت أكثر من 2,222 فلسطينياً وما لا يقل عن 52,314 منذ أكتوبر عام 2023، فيما أصيب ما لا يقل عن 117,792 منذ بدء الحرب قبل 18 شهراً، كما أظهرت الإحصاءات التي نشرتها وزارة الصحة المحلية في غزة بأن ما يقرب من ثلث الوفيات منذ شهر مارس هم من الأطفال.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة