لأول مرة منذ عقود… إلغاء مسيرة العودة بسبب تهديدات الاحتلال

أعلنت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين داخليًا (أدرِيد) عن إلغاء مسيرتها السنوية التي ترمز إلى حق العودة للفلسطينيين، وذلك لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، بسبب القيود والتهديدات من سلطات الاحتلال.

ويقيم الفلسطينيون فعالية مسيرة العودة سنوياً داخل دولة الاحتلال وخارجها لإحياء ذكرى تهجيرهم وتطهيرهم العرقي منذ عام 1948، حيث أعلن المنظمون في بيانٍ لهم أنهم قرروا إلغاء المسيرة هذا العام “بسبب ضغوط شرطة الاحتلال وفرض مطالب غير معقولة”.

وأوضحت جمعية “أدرِيد” أن إلغاء الفعالية كان الخيار الأكثر أمانًا، مشيرةً إلى “العراقيل المنهجية والشروط التعجيزية غير المسبوقة”، بالإضافة إلى “حملة التحريض العنصري” من وزراء الحكومة و”العدوان الوحشي على شعبنا في غزة”.

وأضافت المنظمة غير الحكومية: “كل هذا عزز شكوكنا بوجود مؤامرة مُدبّرة لإيذاء المشاركين”، مضيفةً أنها اختارت الحفاظ على “سلامة وأمن شعبنا”.

وقال أدهم جبارين، عضو الجمعية، لموقع عرب 48 أن عشرات المتطوعين “عملوا ليل نهار” على التحضير للمسيرة التي كان من المقرر إقامتها في قرية كفر سبت شرق الجليل الأدنى.

وتابع: “إلا أن جهود الحصول على تصريح لتنظيم المسيرة باءت بالفشل بسبب ضغوط الشرطة ومطالبها غير المعقولة”.

ومن بين هذه الشروط تحديد عدد المشاركين بـ 700 شخص، علماً بأن عشرات الآلاف اعتادوا على المشاركة في المسيرة في السنوات الماضية، ومنع رفع العلم الفلسطيني.

وأضاف جبارين أن الشرطة هددت أيضًا بالتسلل إلى المسيرة لفرض القيود، ونشر طائرات مسيرة فوق المشاركين.

تشديد القيود

ومنذ تأسيسها عام 1948، تعمل دولة الاحتلال على حصر مواطنيها الفلسطينيين، الذين يشكلون أكثر من 20% من السكان، في مجتمعاتهم المكتظة، مقابل زيادة مساحة الأراضي المتاحة لليهود بطرق مختلفة من أهمها إنشاء نظام تصاريح، يشمل السفر والعمل والإقامة.

ومنذ بدء عدوان الاحتلال على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واجه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وكذلك سكان الدولة العبرية منهم قيودًا متزايدة.

وفي ضوء هذا الضغط من قبل سلطات الاحتلال، أكدت أدريد للمشاركين استمرار إقامة فعاليات أخرى من بينها ذكرى النكبة والمسيرة الوطنية إلى جانب أنشطة بديلة ستنظمها المجتمعات المحلية.

وفي 15 مايو/أيار من كل عام، يُحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة، عندما طُرد حوالي 750 ألف فلسطيني قسرًا من ديارهم على يد الميليشيات الصهيونية لإفساح المجال أمام قيام الدولة العبرية.

ويقول الفلسطينيون أن النكبة لازالت مستمرة إلى اليوم بأشكالٍ مختلفة من الحرب والاحتلال والحصار وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وغيرها.

وكغيرها من المنظمات الفلسطينية، ناضلت أدريد من أجل حقوق الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية وخارجها، وقد ورد في بيانها: “ندعوكم جميعًا لحضور المسيرات القادمة والمشاركة الفاعلة في إنجاح هذه الأنشطة الوطنية، لا تراجع عن حق العودة”.

مقالات ذات صلة