أكدت منظمة العفو الدولية أن بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة لم تعد موجودة، بعد أن سوتها القوات الإسرائيلية بالأرض خلال أسبوعين فقط في مايو/أيار 2025، معتبرة ذلك “شاهداً صارخاً” على حملة التدمير الممنهج التي تتبعها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وأوضحت المنظمة في تقرير استند إلى تحليل صور أقمار صناعية ومقاطع فيديو موثقة، أن ما حدث في خزاعة ليس تدميرًا مبررًا عسكريًا، بل جريمة حرب مزدوجة، تجمع بين العقاب الجماعي والتدمير غير المبرر للبنى التحتية، مما يستدعي تحقيقًا دوليًا عاجلاً.
وأشارت إلى أن حجم الدمار يفوق أي مبرر عسكري، ويهدف بشكل واضح إلى جعل البلدة غير صالحة للسكن، ضمن خطة أوسع لتحويل غزة إلى أرض قاحلة. وأكدت أن هذا التدمير شمل أيضًا الأراضي الزراعية الخصبة والبنى الأساسية الضرورية للحياة، بما يعكس نية متعمدة لإخضاع السكان لظروف معيشية قاتلة.
من جهتها، قالت إريكا غيفارا روساس، مديرة البحوث والسياسات في منظمة العفو الدولية، إن تسوية خزاعة بالكامل هي مثال حي على نهج إسرائيلي مستمر يهدف لتدمير المجتمع الفلسطيني من جذوره، وأضافت: “هذه ليست مجرد انتهاكات؛ بل هي إبادة جماعية، ويجب وقفها فوراً.”
ويأتي تقرير العفو الدولية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب الآلاف من المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل دعم أمريكي مطلق للحملة العسكرية الإسرائيلية.