نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال حول موافقته على تنفيذ خطة هجومية ضد إيران، مؤكدًا أنه لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن كيفية التعامل مع طهران.
وكان تقرير الصحيفة قد أفاد بأن ترامب أعطى موافقته الأولية على خطة عسكرية تستهدف منشآت إيرانية، لكنه علّق تنفيذها بانتظار رد طهران على مطالب إنهاء برنامجها النووي.
ورد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” قائلاً: “صحيفة وول ستريت جورنال لا تعرف شيئًا عن أفكاري بشأن إيران”. ورغم نفيه المعلن، لم ينفِ بشكل صريح صحة فحوى التقرير، مما أبقى الباب مفتوحًا على تأويلات مختلفة. مسؤولون في إدارته أكدوا أن الرئيس ما يزال يدرس الخيارات المتاحة.
وخلال لقائه الصحفيين يوم الأربعاء، تهرّب ترامب من الإجابة عن سؤال حول احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، مكتفيًا بالقول: “قد أفعل، وقد لا أفعل. لا أحد يعرف ما سأفعله.” وأضاف بلهجة لافتة: “إيران تواجه مشاكل كثيرة وتريد التفاوض. لكن لماذا لم يتفاوضوا قبل كل هذا الموت والدمار؟”
وعقد ترامب اجتماعين متتاليين هذا الأسبوع مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، على خلفية التصعيد الإقليمي بين دولة الاحتلال وإيران.
تهديدات وتلميحات متصاعدة
وفي الوقت الذي لم تشارك فيه واشنطن مباشرة في الهجمات ضد إيران حتى الآن، يزداد الخطاب الأميركي حدة. وقد صعّد ترامب من لهجته تجاه طهران، مستهدفًا المرشد الإيراني علي خامنئي في منشورات على وسائل التواصل، ما أثار مخاوف من تمهيد لتدخل عسكري محتمل.
وأشار الرئيس الأميركي إلى وجود “إشارات” من الجانب الإيراني تدل على استعدادهم للحوار، وحتى احتمال عقد لقاء في البيت الأبيض. لكنه عبّر عن استغرابه من تأخر هذا الانفتاح، مشيرًا إلى أن تنظيم مثل هذا اللقاء “لن يكون سهلاً لوجستيًا”.
مراقبون: استراتيجية ترامب لم تتغير
ويرى مراقبون أن موقف ترامب لا يختلف كثيرًا عن استراتيجيته في ولايته السابقة، حيث دمج بين الضغط العسكري والتصريحات المفتوحة للتفاوض، وهي السياسة التي أطلق تحتها حملة “الضغط الأقصى” على طهران، وانسحب من الاتفاق النووي عام 2018.
وفي ظل التصعيد الحالي في الشرق الأوسط، يبقى موقف واشنطن غامضًا، وتتزايد التساؤلات: هل يسعى ترامب حقًا لتفادي الحرب؟ أم أن التصعيد هو ورقة تفاوض جديدة قد تنقلب إلى مواجهة مفتوحة؟