كيف تفاعل العالم مع الهجوم الأمريكي على إيران؟

مع ساعات فجر الأحد، شنّت القوات الأمريكية هجومًا على ثلاثة مواقع نووية إيرانية إثر تزايد ضغوط المسؤولين في دولة الاحتلال للمطالبة بالتدخل الأمريكي.

وقد صرّح الرئيس دونالد ترامب بأن الطائرات الحربية الأمريكية “دمرت” المواقع، ودعا إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، غير أن الضربات خلفّت قلقًا دوليًا، حيث أدانت عدة دول الهجوم وحثّت جميع الأطراف على عدم الانزلاق نحو المزيد من التصعيد.

وفيما يلي عرض لمواقف الدول تجاه العدوان:

إيران والاحتلال

أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الغارات الأمريكية، متهمًا واشنطن بارتكاب “انتهاك جسيم” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي.

وكتب عراقجي على منصة X: “أحداث هذا الصباح شنيعة وستكون لها عواقب وخيمة، وعلى كل عضو في الأمم المتحدة أن يشعر بالقلق إزاء هذا السلوك الخطير للغاية والخارج عن القانون والإجرامي”.

وأضاف عراقجي أنه بموجب أحكام الدفاع عن النفس في ميثاق الأمم المتحدة، فإن إيران “تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها”.

وعلى الطرف الآخر، أشاد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بترامب لإصداره الأمر بشن الضربات، واصفًا ذلك بأنه “قرار جريء” مدعوم بـ”قوة الولايات المتحدة الجبارة والعادلة”.

وزعم نتنياهو في خطاب مصور أن هذه الخطوة “ستغير التاريخ، وسيسجل التاريخ أن الرئيس ترامب تصرف لحرمان أخطر نظام في العالم من أخطر الأسلحة في العالم”.

دول الجوار العربي

وأثارت الهجمات الأمريكية ردود في جوار إيران العربي من دول الخليج والعراق، حيث أعربت قطر عن قلقها إزاء الضربات الأمريكية، محذرة من عواقب إقليمية وخيمة.

وأعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها عن “أسفها لتدهور الوضع” عقب القصف، وقالت أن الدوحة “تتابع بقلق بالغ التطورات التي تستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة”، محذرة من أن التوترات الراهنة قد تؤدي إلى “تداعيات كارثية” إقليميًا ودوليًا.

كما أعربت المملكة العربية السعودية عن “قلقها البالغ” عقب الهجمات، ونشرت وزارة خارجيتها بيناً على منصة X قالت فيه أن المملكة “تتابع بقلق بالغ التطورات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، والمتمثلة في استهداف الولايات المتحدة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية”.

وطالب البيان بــ “ضرورة بذل كل الجهود لضبط النفس وتهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد”، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود في هذه “الظروف بالغة الحساسية” للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة.

من جهتها، أدانت سلطنة عُمان، التي كانت تتوسط في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بشدة الضربات الأمريكية.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن الدولة الخليجية “تعرب عن قلقها العميق واستنكارها وإدانتها للتصعيد الناجم عن الضربات الجوية المباشرة التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

كما حذّر العراق الولايات المتحدة من أن الهجمات على جارته إيران تهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، حيث قال المتحدث باسم الحكومة باسم العوضي: “يشكل هذا التصعيد العسكري تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن في الشرق الأوسط، ويشكل مخاطر جسيمة على الاستقرار الإقليمي”.

المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي

وفي الغرب، وصف رئيس الوزراء البريطاني البرنامج النووي الإيراني بأنه “تهديد خطير للأمن الدولي”، لكنه لم يُدن تصرفات ترامب.

وقال كير ستارمر: “لا يمكن السماح لإيران أبدًا بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات للتخفيف من هذا التهديد، الوضع في الشرق الأوسط متقلب، والاستقرار في المنطقة أولوية، وندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة”.

أما كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فقد حضت على خفض التصعيد والعودة إلى المفاوضات.

وكتبت كالاس على منصة X: “أحث جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات ومنع المزيد من التصعيد”، مضيفةً أنه يجب منع إيران من تطوير سلاح نووي، وأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع يوم الاثنين.

الصين تحذر

وفي مقال نشرته وكالة شنخوا CGTN الصينية، تساءلت عما إذا كانت الولايات المتحدة “تكرر خطأ العراق في إيران”.

وأشار المقال الإلكتروني للشبكة التي تعتبر الذراع الناطقة باللغة الأجنبية لهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، إلى أن الضربات الأمريكية تُمثل نقطة تحول خطيرة.

وأضافت: “لقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أن التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط غالبًا ما تُسفر عن عواقب غير مقصودة، بما في ذلك صراعات مطولة وزعزعة استقرار المنطقة”، مستشهدةً بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وأشارت إلى أن اتباع نهج دبلوماسي مدروس يُعطي الأولوية للحوار على المواجهة العسكرية يُمثل أفضل أمل للاستقرار في الشرق الأوسط.

أستراليا ونيوزلندا

من جهته، صرح متحدث باسم الحكومة الأسترالية بأن برامج إيران النووية والصاروخية الباليستية تُشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

وقال المتحدث: “نُحيط علمًا بتصريح الرئيس الأمريكي بأن الوقت قد حان للسلام”، مُقرًا بالوضع الأمني “المتقلب للغاية” في المنطقة، وأضاف: “نواصل الدعوة إلى خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية”.

وفي الجوار، أعرب وزير الخارجية النيوزيلندي، وينستون بيترز، عن قلق بلاده العميق إزاء التطورات الأخيرة، بما في ذلك إعلان ترامب عن ضربات أمريكية على منشآت نووية إيرانية.

وقال بيترز: “استمرار العمل العسكري في الشرق الأوسط أمرٌ مقلق للغاية، ومن الضروري تجنب المزيد من التصعيد”.

وأضاف أن نيوزيلندا “تدعم بقوة الجهود الدبلوماسية”، وحثّ جميع الأطراف على العودة إلى المفاوضات، مشيرًا إلى أن “الدبلوماسية ستُفضي إلى حلٍّ أكثر استدامةً من المزيد من العمل العسكري”.

المكسيك وأمريكا الجنوبية

بدورها دعت وزارة الخارجية المكسيكية إلى حوار دبلوماسي عاجل في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وقالت في بيان نُشر على منصة X: “تماشيًا مع مبادئنا الدستورية والتزام المكسيك الراسخ بالسلام، نؤكد مجددًا دعوتنا إلى تهدئة التوترات في المنطقة، فاستعادة التعايش السلمي بين دول المنطقة لا تزال على رأس أولوياتنا”.

أما وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل فقد أدن بشدة الغارات الجوية الأمريكية، واصفًا إياها بعمل عدواني خطير، وحث على الوقف الفوري للأعمال العدائية، وحذر من العواقب الوخيمة لمزيد من التصعيد.

وقال جيل في منشور على تليجرام: “تدين جمهورية فنزويلا البوليفارية بشدة القصف الذي نفذه الجيش الأمريكي، بناءً على طلب دولة إسرائيل، على منشآت نووية في جمهورية إيران الإسلامية، بما في ذلك مجمعات فوردو ونطنز وأصفهان”.

كما أدان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بشدة القصف الأمريكي، قائلاً إنه يُشكل “تصعيدًا خطيرًا” وانتهاكًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة، و “يُغرق البشرية في أزمة ذات عواقب لا رجعة فيها”.

مقالات ذات صلة