غزة تختنق بلا وقود: تحذيرات أممية من انهيار الخدمات الأساسية تحت الحصار

حذرت الأمم المتحدة من أن نقص الوقود في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر سوف يؤدي إلى انهيار الخدمات الإنسانية، وذلك بعد إصدار المستشفيات ووكالات الإغاثة في غزة نداءات عاجلة للتدخل الدولي لتأمين توصيل الوقود.

وصل الأمر إلى اضطرار المرافق الطبية إلى قطع الكهرباء في بعض الأقسام وتعليق علاجات مثل غسيل الكلى، مما ينذر بخطر على حياة المرضى على أجهزة دعم الحياة.

من جانبها، أكدت الأمم المتحدة بأن إسرائيل سمحت بدخول شحنة محدودة من الوقود إلى غزة، وهي الأولى منذ أكثر من 4 أشهر، إلا أن  كمية الـ 75.000 لتر التي تم تسليمها لم تكن كافية على الإطلاق، حيث فشلت في تغطية احتياجات يوم واحد.

في بيان مشترك، حذرت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن إمدادات الوقود في غزة “وصلت إلى مستويات حرجة”، فيما أعلنت بلديات وسط قطاع غزة، حيث يحتمي مئات الآلاف من النازحين، عن التوقف الكامل لكافة الخدمات الأساسية بسبب نفاد الوقود بشكل كامل.

“أكثر من 9 آلاف شخص توفوا حتى الآن بسبب عدم توفر العلاج وإغلاق المعابر الحدودية وغياب الوقود اللازم للعمليات الجراحية المنقذة للحياة، وأكثر من نصف مليون عملية جراحية عاجلة لا تزال قيد الانتظار في مستشفيات غزة، ولكن من دون وقود، يصبح القيام بها أمراً مستحيلاً” – إسماعيل ثوابتة- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة

قالت الأمم المتحدة في بيانها: “نفاد الوقود يشكل عبئاً إضافياً لا يطاق على السكان الذين يتأرجحون على حافة المجاعة، وبدون الوقود الكافي، من المرجح أن تضطر وكالات الأمم المتحدة التي تستجيب لهذه الأزمة إلى وقف عملياتها بالكامل، مما سيؤثر بشكل مباشر على جميع الخدمات الأساسية في غزة، وهذا يعني عدم وجود رعاية صحية أو مياه نظيفة أو قدرة على توصيل المساعدات الإنسانية”.

عجز الدفاع المدني

في حديثه لموقع ميدل إيست آي، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، بأن المناشدات المتكررة لتوفير الوقود خلال الأسابيع الأخيرة لم تتم الاستجابة لها، مما يعرض فرق الطوارئ والمدنيين للخطر بشكل متزايد.

وأوضح بصل بأن الأزمة أعاقت بشكل فعال قدرة القطاع على العمل، مما يعرض فرق الإنقاذ والمدنيين لخطر متزايد، مشيراً إلى أن الدفاع المدني يحتاج إلى ما لا يقل عن 500 لتر من الوقود يومياً لمواصلة العمليات الأساسية.

وبحسب بصل، لم تقدم إسرائيل أي مخصصات وقود رسمية للدفاع المدني في غزة فيما فشلت المنظمات الإنسانية الدولية في سد الفجوة، ومع إغلاق طرق الإمداد واستنفاد احتياطيات الوقود، تعتمد أطقم العمل الآن على التبرعات أو المشتريات من السوق السوداء أو الوقود الاصطناعي المصنوع من البلاستيك المعاد تدويره، وهو بديل غير آمن وغير مستدام.

حذر بصل قائلاً: “لقد لجأنا إلى استخدام الوقود الاصطناعي المنتج محلياً، لكنه يسبب أضراراً جسيمة لمركباتنا الهشة أصلاً”.

وقد أجبر النقص الدفاع المدني على اتخاذ خيارات مؤلمة، حيث يضطر في كثير من الأحيان لاختيار الحالات الطارئة التي يجب الاستجابة لها وتلك التي يجب تركها دون إجابة، قال بصل: “نحن نقوم بتقليص استجاباتنا بشكل كبير في محاولة لتجنب الإغلاق الكامل لمركباتنا وخدماتنا، فلك أن تتخيل حساب كل كيلومتر من مهمة الإنقاذ، والقلق حول ما إذا كانت الـ 20 لتراً الموجودة في الخزان كافية للعودة إلى الحياة”.

في بعض الحالات، تتعطل مركبات الإنقاذ في منتصف المهمة بسبب نقص الوقود، مما يؤدي إلى تقطع السبل بأطقمها داخل مناطق الضربات النشطة، حيث يقول بصل: “إذا نفد الوقود من المركبة في منتصف المهمة، فإننا سنكون عالقين في منطقة الخطر، ونصبح أمام خيارين، إما ترك السيارة والفرار أو دفعها باليد خارج منطقة الضربة وكلاهما غير آمن”.

مستشفيات غزة على وشك الإغلاق 

في مقابلته مع ميدل إيست آي، حذر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة،  من أنه رغم الدخول المحدود للوقود مؤخراً، إلا أن الإمدادات المنتظمة لا تزال محظورة، مما يدفع نظام الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار، واصفاً الحصار الإسرائيلي المستمر بأنه “انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ويعرض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر”.

أوضح ثوابتة في حديثه بأن معظم المستشفيات على وشك الإغلاق الكامل، مع توقف الخدمات الحيوية بسبب نقص الوقود، وأضاف: “أكثر من 9 آلاف شخص توفوا حتى الآن بسبب عدم توفر العلاج وإغلاق المعابر الحدودية وغياب الوقود اللازم للعمليات الجراحية المنقذة للحياة، 

وأكثر من نصف مليون عملية جراحية عاجلة لا تزال قيد الانتظار في مستشفيات غزة، ولكن من دون وقود، يصبح القيام بها أمراً مستحيلاً”.

جدد ثوابتة في حديثه أيضاً مناشدته للمجتمع الدولي والعربي بالتدخل قبل أن يتفاقم الوضع أكثر، فقال: “يجب إدانة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المستشفيات ونظام الرعاية الصحية، كما يجب رفع الحصار وفتح المعابر فوراً والسماح بدخول الوقود والمساعدات الطبية دون تأخير”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة