أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة المحاصر، يوم الاثنين، أن المجاعة التي تفرضها دولة الاحتلال على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، تسببت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط في استشهاد 14 شخصًا، بينهم رضيع، ما يرفع عدد ضحايا المجاعة إلى 147 شهيدًا منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 88 طفلًا.
وتحذر جهات طبية ومحلية من أن الأزمة مرشحة للتفاقم في ظل حرمان أكثر من 40 ألف رضيع من حليب الأطفال، ما يعرّضهم لخطر الموت الوشيك.
وقال مسؤولون في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، إن الرضيع محمد إبراهيم عدس، ارتقى صباح الاثنين نتيجة سوء تغذية حاد ونقص حليب الأطفال، في ظل تدهور كارثي في المرافق الصحية والبنية التحتية بسبب الحرب.
وحذر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، في تصريح لقناة الجزيرة من أن “آلاف الأطفال يواجهون مصيرًا مشابهًا، مع دخول جميع مناطق قطاع غزة مراحل حرجة من الجوع”.
وأضاف: “الأطفال في غزة أصبحوا مجرد هياكل عظمية… والنقص الحاد في حليب الأطفال يشكل خطرًا حقيقيًا”، مشيرًا إلى أن “سوء التغذية في مراحل الطفولة سيترك آثارًا مدمرة على جيل كامل في المنطقة”.
وفي بيان صدر يوم الاثنين، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن “أكثر من 40 ألف رضيع ممن لم تتجاوز أعمارهم العام الواحد يواجهون خطر الموت البطيء بسبب الحصار الإجرامي والخانق المفروض من قبل دولة الاحتلال، والذي منع دخول حليب الأطفال لأكثر من خمسة أشهر”.
ووصف البيان حرمان الأطفال من الغذاء والدواء بأنه “عمل من أعمال الإبادة الجماعية الصامتة”.
وعلى الأرض، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح، إذ قُتل ما لا يقل عن 41 فلسطينيًا حتى ظهر الاثنين، بينهم ثمانية أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الإنسانية، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
وبحسب إحصائيات رسمية، فقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 59,800، بينهم نحو 17,000 طفل، فيما أصيب أكثر من 144,000 شخص بجروح متفاوتة.
تضليل و”مسرحية هزلية”
في مواجهة الإدانات الدولية المتزايدة، أنكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، إيفي ديفرين، وجود مجاعة في غزة، مدعيًا أن الجيش “يعمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية” عندما تصل الأمور إلى “عتبة خطيرة”.
وأعلن عن تنفيذ “وقفات إنسانية” لتسهيل إنشاء ممرات إغاثة، دون تقديم تفاصيل حول عدد الشاحنات المسموح بدخولها، كما أشار إلى نية استئناف عمليات الإسقاط الجوي، وهي آلية لطالما انتقدتها منظمات الإغاثة الدولية باعتبارها غير فعالة ولا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
في المقابل، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوم الأحد، أن الوضع يزداد تدهورًا،
وذكر البيان أن 73 شاحنة فقط دخلت غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، معظمها تعرض للنهب تحت غطاء طائرات الاحتلال المسيّرة، فيما لم توفر ثلاث عمليات إنزال جوي إسرائيلية سوى ما يعادل شاحنتين من المساعدات، سقطت إحداها في مناطق قتال، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص.
ووصف المكتب الإعلامي تلك الإجراءات بأنها “مسرحية هزلية، يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد سكان غزة الجائعين من خلال الوعود الكاذبة والمعلومات المضللة”.
وشدد على أن ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا مطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي ينذر بكارثة أكبر.
وختم البيان بدعوة عاجلة لفتح المعابر “بشكل فوري وغير مشروط”، ورفع الحصار الجائر، وتسليم المواد الغذائية وحليب الأطفال “قبل فوات الأوان”، مشددًا أن “العالم يواجه مسؤولية تاريخية” تجاه ما يحدث في غزة.