نتنياهو يخطط لاحتلال غزة بالكامل وسط خلافات مع الجيش وتحذيرات من كارثة إنسانية

في تطور خطير يكشف نوايا تصعيدية غير مسبوقة، كشفت تقارير إعلامية عبرية النقاب عن اعتزام رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو احتلال قطاع غزة بالكامل، في خطوة تهدد بإغراق المنطقة في فوضى دموية جديدة وتفجير ما تبقى من آمال التهدئة.

ونقلت قناة “12” العبرية عن ما وصفتهم بـ”مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء” قولهم: “لقد اتُخذ القرار، ودولة الاحتلال تتجه نحو احتلال قطاع غزة”.

وأكدت القناة أن نتنياهو استخدم مصطلح “احتلال القطاع” بشكل صريح خلال محادثاته مع عدد من وزرائه، في إشارة إلى أن التوجه الجديد لم يعد مجرد خيار مطروح، بل قرار يجري الإعداد لتنفيذه.

وبحسب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت “Ynet”، فإن الخطة تتضمن “توسيع العمليات البرية” لتشمل مناطق لم تصلها قوات الاحتلال منذ أكثر من عام، وعلى رأسها غرب مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع، وهي المناطق التي يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون فيها.

تصعيد مدروس أم انهيار سياسي؟

وغالباً ما تُفسر هذه التسريبات، التي نقلتها وسائل إعلام عبرية عن “مصادر مقربة من نتنياهو”، بأنها تعكس رغبة شخصية من رئيس الحكومة نفسه في اختبار ردود الفعل قبل اتخاذ خطوات رسمية. 

ويأتي ذلك بعد ظهور تسريبات مماثلة الأسبوع الماضي، أشارت إلى أن نتنياهو يعتزم “ضم أجزاء من غزة” في حال تعثر اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

ولم يتسن لموقع ميدل إيست آي التحقق بشكل مستقل من صحة هذه المصادر، إلا أن تزامنها مع التصعيد السياسي والأمني على الأرض يضيف لها مصداقية ضمن سياق الاحتلال المعروف باستخدام التسريبات كأداة ضغط وتوجيه للرأي العام.

الجيش يعارض ونتنياهو يتشبث

ووسط هذه التطورات، نشرت وسائل إعلام عبرية تقارير عن توتر متصاعد بين نتنياهو وقائد أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، الذي عبّر عن معارضته لتوسيع الهجوم البري، محذرًا من تداعيات ذلك على “سلامة الأسرى والإرهاق المتزايد بين القوات”.

وبحسب قناة “كان 11” العبرية، فإن المؤسسة الأمنية “ترفض التوغل في مناطق يحتجز فيها الأسرى” خشية تعريضهم للخطر، فيما ألمحت مصادر سياسية إلى أن نتنياهو “يصر على الخطة” رغم هذه التحفظات، بل قيل إنه يرى أن زامير “يجب أن يستقيل إذا لم يوافق على احتلال غزة”.

وفي مفارقة لافتة، أفاد موقع “Ynet” أن نتنياهو “حصل على “الضوء الأخضر” من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوسيع الهجوم، رغم أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تؤكد هذا الموقف بشكل علني، وتُتهم أحيانًا بلعب دور مزدوج في دعم العدوان وتجميل صورته دبلوماسيًا.

وفي هذا السياق، ذكرت قناة “كان” أن نتنياهو سيعقد اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى يوم الثلاثاء، لمناقشة آفاق التوغل البري الكامل في القطاع.

اتفاق ينهار ودماء تتدفق

في خلفية المشهد، كانت مصادر أمنية قد كشفت النقاب عن أن دولة الاحتلال كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكن “الحكومة تراجعت على عجل”، بحسب ما نقلته القناة 12 عن مصدر مطلع على المفاوضات.

وجاء ذلك بعد جولة محادثات غير مباشرة بين الجانبين، برعاية إقليمية ودولية، والتي انسحبت منها كل من دولة الاحتلال والولايات المتحدة فجأة، رغم مؤشرات كانت تدل على تقدم ملموس.

وتأتي هذه التطورات الميدانية والسياسية في وقت تجاوز فيه عدد الشهداء الفلسطينيين حاجز الـ60 ألف شهيد ارتقوا منذ بدء الحرب التي دخلت شهرها الثالث والعشرين، من بينهم ما لا يقل عن 18 ألف طفل، في حرب وصفتها مؤسسات دولية بأنها “إبادة جماعية”.

وتواجه دولة الاحتلال اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب، من بينها استهداف المدنيين عمدًا، وقصف المستشفيات، واستخدام سلاح التجويع، وهدم البنية التحتية المدنية بشكل ممنهج.

ويُشار إلى أن نتنياهو مطلوب حاليًا للمحكمة الجنائية الدولية، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني المحيط بأي تحرك عسكري جديد.

مقالات ذات صلة