6 أسئلة مفصلية بعد الغارات الإسرائيلية على الدوحة: أين تتجه المنطقة؟

يمكن تفسير الضربات الإسرائيلية التي استهدفت أعضاء قيادة حماس في ضواحي الدوحة في قطر في وضح النهار ليس فقط على أنها تصعيد كبير، بل هي جريمة حرب، حيث قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص، من بينهم عضو في جهاز الأمن الدبلوماسي القطري وابن رئيس الحركة في غزة، خليل الحية، فيما نجا أعضاء القيادة العليا لحركة حماس المستهدفون.

من جانبه، أفاد البيت الأبيض بأنه تلقى إشعاراً قصيراً جداً بالهجوم من قبل الإسرائيليين، وبعد ذلك شرع في إبلاغ القطريين، فيما أشارت وزارة الخارجية القطرية بأن الرسالة جاءت متأخرة للغاية.

وفي وقت لاحق، اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ليخبره بأنه “يشعر بشعور سيء للغاية” وأن هذا لن يحدث مرة أخرى، مضيفاً بأن مثل هذا الهجوم “لا يخدم مصالح إسرائيل أو أمريكا”.

وتعد قطر الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس، والآن أكثر من أي وقت مضى، قد يتغير هذا الدور، ومن هنا يمكن التوقف عند عدد من الأسئلة طرحها موقع ميدل إيست آي على 5 خبراء إقليميين حول هذه التطورات لتحديد السياسة والاستراتيجية الجيوسياسية والنتائج الواقعية للمرحلة القادمة:

يمكن القول بأن قطر هي واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم، فهل يمكن أن يبقى هذا الشعور بالأمان في المنطقة إذا تمكنت إسرائيل، كما قال المبعوث الأميركي توم باراك مؤخراً، من “الذهاب إلى أي مكان تريده”؟

  • قالت ياسمين الجمل وهي محللة السياسة الخارجية ومستشارة البنتاغون السابقة لشؤون الشرق الأوسط: “لا أحد ولا مكان في المنطقة آمن في ظل حكومة نتنياهو هذه، وهذه هي الرسالة الأساسية هنا، وهذه ليست المرة الأولى التي يأمر فيها نتنياهو بضرب دولة ذات سيادة، وفي كل مرة يفعل ذلك، تتجاهله الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى أو تشجعه أو تدعمه”.
  • قال شالوم ليبنر وهو مستشار سابق للحكومة الإسرائيلية، يعمل الآن في المجلس الأطلسي: “من المفهوم أن يشعر الناس بالقلق كلما بلغت ذروة العنف وكيف يمكن أن يتصاعد هذا العنف، ومن حسابات إسرائيل، خاصة بعد الهجوم الذي وقع يوم الاثنين في القدس حيث قُتل ستة أشخاص، كانت إسرائيل ترسل برقية مفادها أن قيادة حماس ليست محصنة من الرد، ورغم الكيفية التي حدث بها هذا الأمر بالفعل، إلا أن هناك أمل في أن يؤدي ذلك إلى مكان أكثر إيجابية”.
  • قال غلين كارل وهو خبير الأمن القومي الذي عمل لمدة 25 عاماً في الخدمات السرية لوكالة المخابرات المركزية: “إسرائيل لا تلاحق الجميع بشكل عشوائي في الشرق الأوسط، لكنه بالتأكيد نوع مختلف من العمل، أعتقد أن ذلك سوف يثير الرأي العام ضد إسرائيل بشكل أكبر في كل مكان، وسوف يجعل الحكومات أكثر حذراً من الانحياز إلى إسرائيل بأي شكل من الأشكال”.

نفت قطر علمها المسبق بالهجوم، لكن هل هناك احتمال أنها سمحت بحدوثه؟

  • قالت دانيا ظافر وهي المدير التنفيذي لمنتدى الخليج الدولي: “لا أعتقد أن هذا معقول من وجهة نظر دول مجلس التعاون الخليجي، فالأولوية الأولى بالنسبة لهم وللبنية التحتية وموقعهم ورؤيتهم الاقتصادية هي الأمن، ولن يتنازلوا عن ذلك مقابل أي شيء”.
  • قال جوش بول وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية: “أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال سوف تتجلى في ماهية الرد ومدى قوة الرد، ليس فقط من قطر، ولكن من جميع أنحاء العالم العربي”.
  • قالت ياسمين الجمل: “أعلم أن هناك نظريات مفادها أن قطر أرادت طرد حماس، لكنها كانت تخشى التعرض للانتقاد بسبب قيامها بذلك من قبل أنصار الحشد المؤيد للفلسطينيين أو الحكومات الأخرى، ولذا فقد كانت هذه طريقة سهلة لهم ليقولوا (أوه، علينا الآن أن نفعل هذا)، لكن لا يوجد سبب فعلي للاعتقاد بأن قطر كانت ستسمح بالهجوم”.

ما هو حجم الثقل الذي لا يزال يتمتع به القانون الدولي، في ضوء الانتهاكات المتكررة للسيادة؟

  • قال جوش بول: ” يبدو الأمر كما لو أن بريطانيا قامت خلال الثمانينيات بقصف واشنطن العاصمة لقتل جيري آدامز، رئيس الشين فين آنذاك، فما حصل مجرد استهزاء بالنظام برمته، وأعتقد أنه لا ينبغي أن يترك دول الشرق الأوسط تشعر بعدم الأمان فحسب، بل يطرح تساؤلاً أيضاً عن قيمة وأهداف أي تطبيع إضافي مع دولة مستعدة للتصرف على هذا النحو”.
  • قالت ياسمين الجمل: “القانون الدولي مات في غزة، فعندما كانت إسرائيل تنتهك هذه الدول ذات السيادة، وعندما كانت تغتال الناس في لبنان وإيران، وعندما كانت تقصف سوريا، كان العالم يغض الطرف، فلماذا لا يرى نتنياهو أنه يمكن أن يفلت من فعل ذلك لحليف للولايات المتحدة؟”
  • قال شالوم ليبنر: “قادة حماس ليسوا محصنين ضد هذا النوع من النشاط من جانب إسرائيل، وأعتقد أن الضربة كانت جراحية إلى حد ما، وكان من الواضح أنه كان هناك جهد لعدم توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من حدود المهمة الفعلية نفسها، على أمل تمكن الأطراف من إعادة الاشتباك”.
  • قال غلين كارل: “إن القوة الحقيقية الوحيدة التي تستطيع فرض القانون الدولي هي الولايات المتحدة، وقد قضى ترامب على كل ذلك، فهو يتصرف بشكل أحادي”.

ما هي تداعيات هذا الهجوم على بقية دول الخليج؟

  • قالت دانيا ظافر: “كان لدى السعودية رد فعل مثير للاهتمام، فقد صرحوا بأنهم سوف يمضون قدماً في إرسال موارد لمساعدة قطر بأي طريقة ممكنة، وأعتقد أن هذه رسالة مهمة، فأكبر دولة خليجية وأبرز دولة خليجية في كثير من النواحي، السعودية هي  التي تدعم قطر بهذه الطريقة، وتلك إشارة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تتخذ جبهة أكثر اتحاداً من قبل”.
  • قال غلين كارل: “ربما كان هناك اتفاق سلام بين إسرائيل و السعودية ودول أخرى في الخليج، والآن أعتقد أنه أصبح من غير المرجح أن توافق الدول الإسلامية على التطبيع مع إسرائيل، فكيف يمكنهم أن يفعلوا ذلك وقد حولت إسرائيل فلسطين إلى كومة من الركام؟”.
  • قال جوش بول: “قد يعتقد المرء أن الرد سيكون على الأقل عقد جلسة طارئة لجامعة الدول العربية ومحاولة تعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وهذا سوف يكون بالتأكيد مكاناً مناسباً للبدء”.

إذا استمرت إسرائيل في محاولة قتل المفاوضين، فهل كانت جادة في البدء بالمفاوضات بالأصل؟

  • قالت ياسمين الجمل: “إذا نظرت إلى العامين الماضيين، فسوف تجد أنه وعند كل منعطف، كان نتنياهو يبتعد عن المفاوضات أو يخربها، وفي نهاية المطاف، هذا هو الشخص الذي يدين بالفضل للمتطرفين في حكومته الذين يهددون بانهيارها في كل مرة يشارك فيها في محادثات وقف إطلاق النار، سواء كانوا بحسن نية أم لا، إذا انهارت الحكومة فسوف يذهب نتنياهو إلى السجن، أليس كذلك؟ لذا فهو لا يستطيع أن يترك حكومته تنهار”.
  • قال شالوم ليبنر: “في الأساس، حماس تريد البقاء في مكانها وعدم تسليم أسلحتها، وتقول إسرائيل بأننا لن نوقف هذا الأمر حتى يتم تشكيل حكومة أخرى في غزة، فقد كان الأمر بمثابة خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء”.
  • قال جوش بول: “هذه خيانة مطلقة لرهائن إسرائيل في غزة، الذين تبدو لهم هذه المفاوضات السبيل الوحيد المعقول نحو الحرية، وهكذا فإن الحكومة الإسرائيلية بأكملها تضع مصالحها السياسية الخاصة فوق مصالح مواطنيها”.

تستضيف قطر القيادة المركزية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وقد أبقت مكتب حماس مفتوحاً لاتصالات مع واشنطن، فما حجم تآكل الثقة الموجود الآن بين هذين البلدين؟

  • قالت دانيا ظافر: “ما زلنا لم نصل إلى نقطة الانهيار حيث يوجد بديل أفضل من الأمن الأمريكي، لذا، فهو نوع من المعضلة بالنسبة لقطر، فكونك وسيطاً يعني أنك صانع للسلام وقادر على عقد صفقات عبر صراعات مختلفة، ولكنها أيضاً طريقة لإخراج نفسك من مرمى النيران، لذلك فقد تكون هناك بعض الأسئلة حول ما إذا كان ينبغي عليهم الاستمرار في لعب دور الوسيط هذا أم لا”.
  • قال غلين كارل: “قاعدتنا الجوية تقع على أراضيهم، وكان الأمر دائماً مثيراً للجدل بالنسبة للشعب القطري، وهذا من شأنه أن يزيد من توتر العلاقات بين القطريين والأمريكيين، فكلانا في موقف نحتاج فيه لبعضنا البعض، هم بحاجة إلينا بسبب إيران ونحن بحاجة إلى مكان ما إذا أردنا أن نكون في الشرق الأوسط”.
  • قالت ياسمين الجمل: “الإمارات والسعودية سوف تنظران إلى هذا الأمر عن كثب، وتتساءلان عما يحدث، فما حصل خطوة للوراء بالنسبة لهما، خاصة في ظل محاولة التأكد من أنهم حلفاء الولايات المتحدة في هذه كل القضايا، فالافتراض الأساسي لديهم كان أنهم بأمان، فإذا ما تبين أن هذا الافتراض لم يعد صحيحاً، فما فائدة التحالف مع الولايات المتحدة؟ ولماذا لا يذهبان إلى الصين؟ لماذا لا يقتربان من إيران؟”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة