تركيا تكثّف دورياتها الجوية بعد غارات الاحتلال على الدوحة وتلوّح بتحركات دبلوماسية أوسع

علم موقع ميدل إيست آي أن طائرات عسكرية تركية أقلعت من قاعدتين جويتين في ديار بكر وملاطية يوم الثلاثاء، عقب غارات الاحتلال التي استهدفت قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

وأفاد شهود عيان في ديار بكر برؤية عدة طائرات في الجو بعد ظهر ذلك اليوم، بالقرب من إحدى القواعد الجوية الرئيسية في تركيا.

وأفادت مصادر عليمة لموقع ميدل إيست آي أن القوات الجوية التركية أرسلت طائرات إضافية خلال الليل، وزادت من كثافة دورياتها الجوية فوق المجال الجوي التركي.

وقال مصدر: “لم يصدر أي إعلان عن أي حالة تأهب، ولكن تم تكثيف الدوريات الروتينية في المناطق القريبة من المجالين الجويين السوري والعراقي”.

ويعتقد خبراء أن قوات الاحتلال الجوية ربما تكون قد عبرت المجالين الجويين السوري والعراقي، وحلقت بالقرب من الحدود السعودية قبل أن تصل إلى الدوحة بدعم من طائرات التزود بالوقود.

واتخذت تركيا إجراءات مماثلة خلال جولة القتال الإيرانية مع دولة الاحتلال في يونيو/حزيران، بعد أن رصد الرادار نشاطًا عسكريًا للاحتلال في المنطقة.

وصرح غورسيل توكماك أوغلو، الرئيس السابق لإدارة الاستخبارات الجوية التركية، لموقع ميدل إيست آي بأن تكثيف الدوريات الجوية إجراء احترازي اعتيادي للجيش التركي ردًا على مثل هذه التطورات الإقليمية.

وأضاف توكماك أوغلو: “ربما يكون سلاح الجو قد نشر أيضًا طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم (أواكس) للحصول على رؤية أوضح للمجالات الجوية المجاورة”، مشيرًا إلى أن الجيش لن يُصدر تنبيهًا على مستوى البلاد نظرًا لعدم وجود تهديد محدد موجه إلى تركيا.

استضافة حماس في تركيا

وأثارت غارات الاحتلال ضد قادة حماس في الدوحة تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تستهدف شخصيات من حماس في إسطنبول.

وأنشأت حماس مكتبًا لها في تركيا عام 2011، كجزء من المفاوضات التي ضمنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وتستضيف تركيا حاليًا حوالي 40 عضوًا من حماس بموجب هذا الاتفاق.

وأكد توكماك أوغلو أن تركيا لن تتحرك بناءً على تكهنات تتعلق بأمنها، وقال: “هذه النظريات تُتداول دون أي أساس حقيقي. 

وأضاف: “لن يتخذ الجيش التركي أي خطوات رد فعل ردًا على هذه الترهات، فتخطيطه ومفاهيمه الدفاعية وقدراته مُصممة بشكل مستقل، ولا تتأثر بالتصريحات المُضللة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

في غضون ذلك، أشارت وسائل إعلام الاحتلال إلى أن تل أبيب كانت تتعقب قادة حماس منذ فترة، منتظرةً انتقال العديد منهم من تركيا إلى الدوحة قبل تنفيذ الضربة.

وزعم تقريرٌ حديثٌ لموقع Ynet الإخباري أن تركيا تسمح لقادة حماس بالبقاء في البلاد لمدة أقصاها ثلاثة أشهر لكل زيارة.

ودأب المسؤولون الأتراك على تأكيد أن أنقرة تستضيف القيادة السياسية لحماس فقط، ولا تُقدم لها أي دعم عسكري.

هذا وتصاعدت التوترات بين تركيا ودولة الاحتلال في الأشهر الأخيرة، حيث أنهت تركيا التجارة مع تل أبيب العام الماضي، ودعت الدول الشهر الماضي إلى تعليق عضوية دولة الاحتلال في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة.

وفرضت تركيا مؤخرًا قيودًا إضافية على السفن المملوكة للاحتلال والتابعة لها، ومنعتها من الرسو في الموانئ التركية.

وتأتي هذه الإجراءات الملاحية في أعقاب إعلان أنقرة الشهر الماضي عن ست عقوبات على دولة الاحتلال، تماشيًا مع البيان المشترك لمجموعة لاهاي الصادر عن المؤتمر الطارئ بشأن فلسطين في بوغوتا.

وخلال العام الماضي، انضمت تركيا إلى قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً دولة الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية. 

ومنذ ذلك الحين، لجأت أنقرة بشكل متزايد إلى المنصات الدولية لبناء تحالف ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الدولة العبرية في غزة.

مقالات ذات صلة