قطر تدعو إلى “رد جماعي” على الهجوم الإسرائيلي على العاصمة الدوحة

تعهدت قطر باتخاذ “رد جماعي” على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عاصمتها الدوحة يوم الثلاثاء، وأسفر عن استشهاد ستة أشخاص بينهم العريف القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، وخمسة من أعضاء حركة حماس، من بينهم همام الحية نجل القيادي خليل الحية ومدير مكتبه جهاد لبد.

قمة مرتقبة لبحث الرد

قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع شبكة CNN، إن بلاده تجري مشاورات إقليمية لعقد قمة عربية إسلامية في الدوحة خلال الأيام المقبلة، بهدف إقرار مسار رد جماعي لردع إسرائيل.

وأضاف: “المنطقة الخليجية بأكملها أصبحت في خطر بعد هذه الغارات… سيكون هناك رد من المنطقة، يجري حالياً التشاور والنقاش حوله مع شركائنا الإقليميين”.

وتابع: “نأمل أن يكون الرد فعّالاً ويمنع إسرائيل من الاستمرار في هذا التنمّر… لقد تعرضنا للخيانة”.

ووصف الهجوم الإسرائيلي بأنه “إرهاب دولة”، مشيراً إلى أن الضربة “قضت على أي أمل للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”.

فشل محاولة اغتيال قادة حماس

وقالت مصادر مطلعة لموقع “ميدل إيست آي” إن القصف الإسرائيلي استهدف اجتماعًا لوفد حركة حماس التفاوضي برئاسة خليل الحية، كان يناقش أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار قدّمه الرئيس دونالد ترامب، لكن جميع القادة المستهدفين – وبينهم خليل الحية، خالد مشعل، وزاهر جبارين – نجوا من الهجوم.

وشنّت جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 12 غارة جوية على مبانٍ سكنية في العاصمة القطرية قرابة الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق في منطقة قريبة من مدارس وسفارات.

قطر: سنرد قانونياً وسياسياً

أكد رئيس الوزراء القطري أن بلاده بدأت في تشكيل فريق قانوني خاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على الهجوم، مشدداً على أن “كل شيء عن الاجتماع مع قادة حماس كان معروفاً جيداً للإسرائيليين والأمريكيين… ولم يكن هناك ما يبرر اعتبار ذلك إيواءً للإرهاب”.

وفي بيان منفصل، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الفريق القانوني عقد اجتماعه الأول الأربعاء، واستعرض “جميع المسارات القانونية المتاحة أمام الدوحة”، مؤكدة “التزام قطر الراسخ بأحكام القانون الدولي، وعزمها على صون سيادتها والدفاع عن حقوقها بكافة الوسائل المشروعة”.

انتقادات لنتنياهو واتهامه بتقويض السلام

اتهم بن عبد الرحمن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى “تقويض أي فرصة للاستقرار والسلام”، مؤكداً أنه يحاول تقديم محاضرات قانونية رغم “انتهاكه القوانين الدولية وتجويعه سكان غزة وتهديده دولاً لم تشكل له أي خطر”.

وقال: “يجب تقديم نتنياهو للعدالة، فهو مطلوب أصلاً للمحكمة الجنائية الدولية”.

ورأى أن الهجوم على قادة حماس في الدوحة “لن يوقف بلطجة إسرائيل إلا برد جماعي وحقيقي”، مضيفاً أن استمرار نتنياهو في سياساته “يضعف فرص التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق النار”.

إدانات عربية ودولية

أثار الهجوم الإسرائيلي إدانات عربية ودولية واسعة، وسط دعوات لردع تل أبيب ووقف اعتداءاتها التي تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي.

وبهذا الهجوم، وسّعت إسرائيل دائرة اعتداءاتها في المنطقة؛ إذ شنت في يونيو/حزيران الماضي عدواناً على إيران، وتواصل منذ عامين تنفيذ إبادة جماعية في غزة والضفة الغربية، إلى جانب غارات جوية متكررة على لبنان وسوريا واليمن.

مقالات ذات صلة