50 ألف بلا مأوى في غزة.. والقصف يحوّل المدينة إلى أرض قاحلة

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الأحد شن هجمات متفرقة على مختلف مناطق قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 48 فلسطينيًا، بينهم أشخاص كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، وفق مصادر طبية محلية.

استهداف للمنازل والنازحين

الهجمات تركزت على منازل وتجمعات لمنتظري المساعدات. فقد أفادت مستشفيات غزة باستشهاد 32 شخصًا في مدينة غزة وحدها. وأعلن مستشفى القدس استشهاد 7 وإصابة آخرين في غارات على حي تل الهوى جنوبي المدينة، بينما جُرح 20 آخرون برصاص الاحتلال في محيط شارع 8.

كما قُتل فلسطيني وأصيب آخرون في قصف شارع الجلاء وسط غزة، في حين استشهد 4 أشخاص بغارة استهدفت خيمة للنازحين في ملعب فلسطين غربي المدينة.

وفي دير البلح، استشهد 6 بينهم نساء وأطفال بقصف خيمة تؤوي نازحين، بينما أودى القصف بحياة 8 آخرين في محيط محور نتساريم. وفي المنطقة ذاتها، قُتل 5 من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات، فيما أُعلن عن استشهاد 4 وإصابة 25 قرب مركز آخر شمالي رفح.

من جهة أخرى، أكد مجمع ناصر الطبي في خان يونس استشهاد فلسطينيين اثنين في قصف بطائرة مسيرة على وسط المدينة ومنطقة المواصي.

تدمير أبراج سكنية ومبانٍ تعليمية

الهجمات الإسرائيلية طالت كذلك البنية السكنية والتعليمية. فقد دُمّر برج الكوثر في حي الرمال بعد إنذار سكانه، إضافة إلى برج مهنا في حي تل الهوى. كما جرى استهداف مبنى داخل الجامعة الإسلامية كان يأوي نازحين، إلى جانب إنذارات بإخلاء مدارس ومبانٍ في شوارع رئيسية وسط غزة.

الدفاع المدني أعلن أن 50 ألف شخص باتوا بلا مأوى خلال أقل من أسبوع، فيما وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما يجري بأنه “تدمير ممنهج وإبادة جماعية وتطهير عرقي”.

كارثة إنسانية

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) حذرت من أن غزة تتحول إلى “أرض قاحلة غير صالحة للعيش”، مؤكدة أن الأطفال يتضورون جوعًا والعائلات تُهجّر قسراً وسط الرعب.

المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة أوضح أن 70% من مدينة غزة قد دُمّر بالكامل، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والمدارس التي كانت تُستخدم كمراكز إيواء. وأشار إلى أن مليون فلسطيني حُشروا في مساحة لا تتجاوز 15 كيلومترًا مربعًا، فيما يفتقر جنوب القطاع لأبسط مقومات الحياة، محذرًا من مخاطر تهجير السكان عبر البحر أو الجو بعد رفض مصر فتح معبر رفح لهذا الغرض.

وأكد أبو حسنة أن استمرار الوضع سيجعل الأضرار في غزة “غير قابلة للإصلاح”، داعيًا إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة