السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يصف الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها إبادة جماعية

بعد عامين تقريباً من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، صرح السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز بأن إسرائيل مذنبة بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وقد جاء اعتراف ساندرز بعد أن أصدرت الأمم المتحدة تقريراً أوضحت فيه ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في القطاع المحاصر، حيث قُتل أكثر من 65 ألف فلسطيني.

من جانبه، أكد ساندرز في مقال رأي على موقعه على الإنترنت، بأنه يتفق مع الأمم المتحدة وتقييمات منظمات حقوق الإنسان الأخرى، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وبتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل.

“أدرك أن الكثير من الناس قد يختلفون مع هذا الاستنتاج، ولكن الحقيقة هي أنه سواء كنت تسميها إبادة جماعية أو تطهيراً عرقياً أو فظائع جماعية أو جرائم حرب، فإن الطريق إلى الأمام واضح، ويجب علينا، كأمريكيين، أن ننهي تواطؤنا في ذبح الشعب الفلسطيني” – بيرني ساندرز- نائب أمريكي ديمقراطي

كتب: “النتيجة لا مفر منها: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، والقادة الإسرائيليون أوضحوا نواياهم”، فيما انتقد التقدميون الذين دافعوا عن ساندرز على مر السنين السيناتور من ولاية فيرمونت لرفضه استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” قبل إعلان الأمم المتحدة.

لقد تجنب ساندرز استخدام هذا المصطلح رغم استخدامه على نطاق واسع من قبل العديد من خبراء وباحثي حقوق الإنسان، فكان قد أشار في مقابلات سابقة إلى أنه رفض الانجرار إلى تعريفات واختار وصف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين بأنها “تطهير عرقي” و”جرائم حرب”.

كتب ساندرز في مقالته: “يتم تعريف الإبادة الجماعية على أنها أفعال يتم اتخاذها بقصد التدمير، كلياً أو جزئياً، لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، وتشمل الإجراءات قتل أعضاء المجموعة أو إخضاع المجموعة عمداً لظروف معيشية تهدف إلى تدميرها الجسدي كلياً أو جزئياً، وتتوقف المسألة القانونية على النية”.

يرى الكثيرون أن نصريح ساندرز جاء متأخراً وأنه يفتقر إلى فهم دقيق بأن حرب إسرائيل على غزة لم تبدأ في 7 أكتوبر عام 2023، بل قبل عقود من ذلك دون ذكر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

كتب ساندرز: “بدأت حماس، وهي منظمة إرهابية، هذه الحرب بهجومها الوحشي في 7 أكتوبر عام 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص بريء واحتجاز 250 رهينة، ولإسرائيل، مثل أي دولة أخرى، الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس، ولكن على مدى العامين الماضيين، لم تدافع إسرائيل عن نفسها ضد حماس فحسب، بل شنت بدلاً من ذلك حرباً شاملة ضد الشعب الفلسطيني بالكامل”.

سجل حافل

لقد تحدث ساندرز علناً عن اقتراح ترامب بـ “تطهير” غزة ونقل الفلسطينيين الذين يعيشون هناك قسراً إلى البلدان المجاورة، فكتب في منشور على موقع اكس في يناير الماضي: “هناك اسم لهذا – التطهير العرقي – وهي جريمة حرب”، وقد كان ساندرز أيضاً مناصراً صريحاً ضد بيع الولايات المتحدة الأسلحة لإسرائيل، وصوت مراراً لمنع المساعدات العسكرية لإسرائيل.

من ناحية أخرى، فقد أصبحت النائبة ريبيكا بالينت من ولاية فيرمونت أول عضو يهودي في الكونغرس يستخدم مصطلح “الإبادة الجماعية” لوصف حرب إسرائيل في غزة، حيث قالت بالينت: “أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني”، في مقال رأي بغرفة أخبار كوريير.

وصف النواب رشيدة طليب، ومارجوري تايلور جرين، وألكساندريا أوكازيو كورتيز، أيضاً الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها إبادة جماعية، وأضاف ساندرز أيضاً بأنه رغم اختلاف الناس حول التعريفات، إلا أنه قال أنه من المهم أن تنهي الولايات المتحدة “تواطئها”.

كتب ساندرز: “أدرك أن الكثير من الناس قد يختلفون مع هذا الاستنتاج، ولكن الحقيقة هي أنه سواء كنت تسميها إبادة جماعية أو تطهيراً عرقياً أو فظائع جماعية أو جرائم حرب، فإن الطريق إلى الأمام واضح، ويجب علينا، كأمريكيين، أن ننهي تواطؤنا في ذبح الشعب الفلسطيني”.

حث ساندرز الأمريكيين على “استخدام كل ما لدينا من نفوذ” للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية التي تيسرها الأمم المتحدة، والاستثمار في الجهود الرامية إلى تزويد الفلسطينيين بدولتهم الخاصة، وأضاف: “لا يمكن التسامح مع مجاعة الأطفال، ويجب ألا يصبح تسوية المدن بالأرض هو القاعدة، ومصطلح الإبادة الجماعية في حد ذاته هو تذكير بما يمكن أن يحدث إذا فشلنا”.

حذر ساندرز أيضاً من صعود الهمجية في جميع أنحاء العالم، مؤكداً على أن إيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و”زملاءه من مجرمي الحرب” أمر بالغ الأهمية لمنع حدوث الإبادة الجماعية مرة أخرى.

مقالات ذات صلة