قال مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع اكسيوس إن إسرائيل تشعر بـ”قلق بالغ” من تعزيز مصر وجودها العسكري في شبه جزيرة سيناء، في وقت تتزايد فيه حدة التوترات بين القاهرة وتل أبيب.
ووفق التقرير، فإن هذا الحشد العسكري بات خلال الأشهر الأخيرة محور خلاف رئيسي بين الجانبين. وبعد فشل المحادثات المباشرة مع المسؤولين المصريين في التوصل إلى تفاهم، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى طلب وساطة الإدارة الأمريكية.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي ومسؤولين إسرائيليين اثنين قولهم إن نتنياهو قدم، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين، قائمة بأنشطة اعتبرها “انتهاكات خطيرة” لمعاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
اتهامات إسرائيلية
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، تشمل هذه الانتهاكات إنشاء بنى تحتية عسكرية يمكن استخدامها لعمليات هجومية في مناطق يُسمح فيها فقط بوجود قوات خفيفة التسليح بموجب المعاهدة.
وأضافوا أن مصر شيدت منشآت عسكرية تحت الأرض ومددت مدارج بعض القواعد الجوية في سيناء لاستيعاب مقاتلات حربية. كما تشتبه إسرائيل بأن هذه المواقع قد تُستخدم لتخزين صواريخ، رغم اعترافها بعدم وجود أدلة مؤكدة على ذلك.
وقال مسؤول إسرائيلي للموقع: “ما يقوم به المصريون في سيناء أمر بالغ الخطورة، ونحن قلقون للغاية”. فيما أكد مسؤول آخر أن إسرائيل أثارت القضية مع القاهرة عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية، لكن المحادثات لم تحقق أي تقدم.
وزعمت المصادر الإسرائيلية أن مصر لم تقدم تفسيرًا مُرضيًا لحجم هذا التعزيز العسكري.
في المقابل، نقل موقع اكسيوس عن مسؤول مصري نفيه القاطع لهذه المزاعم، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية لم تثر هذه القضية مع القاهرة. كما نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر مصري آخر قوله إن الوجود العسكري في سيناء مرتبط بمخاوف مصرية من احتمال إقدام إسرائيل على تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة إلى أراضيها.
حالة استنفار مصري
وكان موقع ميدل إيست آي قد كشف الشهر الماضي أن مصر نشرت تعزيزات إضافية على طول حدودها مع غزة، خشية أن يؤدي الاحتلال الإسرائيلي المرتقب للقطاع إلى موجة نزوح جماعي للفلسطينيين نحو شمال سيناء.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري مصري كبير قوله إن نحو 40 ألف جندي باتوا متمركزين في شمال سيناء، أي ما يقارب ضعف العدد المسموح به وفق معاهدة 1979.
وأضاف المصدر أن الجيش المصري “في أعلى درجات الاستنفار التي نشهدها منذ سنوات”، مؤكدًا أن القاهرة أبلغت إسرائيل رسميًا بهذه التعزيزات. وأوضح أن مصر تعتبر هذا الحشد ذا طبيعة دفاعية، لكنها أوضحت في الوقت نفسه أن أي اعتداء على أراضيها سيواجه برد حازم.
ووفقًا للمصادر، فقد نشرت مصر مركبات مدرعة، وأنظمة دفاع جوي صينية، وقوات خاصة، ودبابات M60 في محيط مدينتي رفح والشيخ زويد، إضافة إلى قرية الجورة القريبة من الحدود مع غزة.
وكان “ميدل إيست آي” قد كشف في وقت سابق من هذا الشهر أن الاستخبارات المصرية أحبطت خططًا إسرائيلية لاستهداف قيادات من حركة حماس في القاهرة، وحذرت من أن أي عملية من هذا النوع ستُقابل برد عسكري قوي.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)