وجه أكثر من 80 نائباً بريطانياً رسالة إلى وزيرة الخارجية البريطانية، يفيت كوبر، طالبوها فيها بتحذير نظرائها في دولة الاحتلال من مغبة الاعتداء على “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى غزة محمّلاً بالمساعدات الإنسانية.
وقال النواب في رسالتهم التي وُجّهت الخميس: “المهمات الإغاثية السابقة تعرّضت لاعتراضات من قبل قوات الاحتلال، التي مارست التهديد والترهيب، وصعدت بشكل غير قانوني على متن السفن واعتقلت الطواقم المدنية.”
وأضافوا في رسالتهم: “نحن قلقون من أن دولة الاحتلال تخطط للتعامل مع هذه المهمة الإغاثية بالعداء ذاته، مما يعرّض حياة المواطنين البريطانيين للخطر.”
وحملت الرسالة التي وقعها 84 نائباً وعضواً في مجلس اللوردات، أسماء بارزة مثل الزعيم العمالي السابق جيريمي كوربن، إضافة إلى نواب مستقلين فازوا على أساس دعمهم للقضية الفلسطينية، إلى جانب أعضاء من حزب العمال، والليبراليين الديمقراطيين، وحزب الخضر، والحزب القومي الاسكتلندي.
موقف الحكومة البريطانية
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في وقت سابق أنها “لا تستطيع توفير الحماية الدبلوماسية” لمواطنيها المشاركين في الأسطول.
وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن الحماية الدبلوماسية تعني إمكانية تحرّك بريطانيا ضد دولة أخرى في حال تسببت بضرر لمواطن بريطاني أو لممتلكاته في انتهاك للقانون الدولي.
وذكرت مراسلة ميدل إيست آي ماتيلدا مالينسون، التي تستقل إحدى سفن الأسطول، إن الخارجية البريطانية أبلغت والدتها بأنها “غير قادرة على تقديم” الحماية الدبلوماسية لها.
هجمات وتخوّفات
وأشار النواب في رسالتهم إلى أن إحدى السفن، وهي “ألما” التي ترفع العلم البريطاني، تعرّضت لهجوم في تونس عبر ما يُعتقد أنه غارة بطائرة مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال، كما لفتوا إلى أن 13 مواطناً بريطانياً على الأقل يشاركون في الأسطول.
وجاء في الرسالة: “لقد شهدنا بالفعل محاولات لوقف هذه المهمة الإغاثية بالقوة، حيث تعرّضت سفن لهجمات بطائرات يُعتقد أنها مسيّرة من دولة الاحتلال، ما تسبب بحرائق صغيرة على متن سفينتين.”
وأضافوا: “نرصد الآن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من حكومة الاحتلال تزعم أن الأسطول مدعوم من حركة حماس، نحن قلقون من أن هذه المزاعم قد تمهّد لمزيد من العداء وربما أعمال عنف ضد الأسطول”.
ومضت الرسالة تقول أن المشاركين في هذه الرحلة “هم صحفيون وأطباء ومتطوعون وعاملو إغاثة إنسانية وناشطون، إنهم ليسوا إرهابيين، ولا يشكلون أي تهديد لدولة الاحتلال.”
وطالب النواب وزيرة الخارجية البريطانية بأن تبلغ حكومة الاحتلال “بأشد العبارات الممكنة” أن أي اعتداء على الأسطول أو على المواطنين البريطانيين أمر غير مقبول.
تحرك أوروبي
وكانت الهجمات التي استهدفت الأسطول قد دفعت إيطاليا وإسبانيا إلى إرسال قطع بحرية إلى البحر المتوسط.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: “سنرسل غداً سفينة من ميناء كارتاخينا مجهزة بكل الموارد اللازمة للتدخل إذا اقتضت الحاجة لمساعدة الأسطول أو تنفيذ عملية إنقاذ.”
أما وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو فأكد الخميس: “لقد أرسلنا سفينة، وأخرى في طريقها، وهي على أتم الاستعداد لأي طارئ.”
في المقابل، أوضحت مصادر بريطانية لـ ميدل إيست آي أن حكومة لندن لا تعتزم إرسال سفن حربية لمرافقة الأسطول، لكنها ستوفر دعماً قنصلياً للمواطنين البريطانيين إذا استدعى الأمر.
أوسع قافلة بحرية منذ بدء الإبادة
“جدير بالذكر أن أسطول الصمود” يضم أكثر من 300 مشارك من 44 دولة، بينهم ناشطون، عاملون صحيون، برلمانيون وصحفيون.
ومن أبرز المشاركين الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، كما وتحمل السفن مساعدات إنسانية عاجلة بينها حليب أطفال وإمدادات طبية، في أكبر قافلة بحرية متجهة إلى غزة منذ أن شرعت دولة الاحتلال في تنفيذ جريمة الإبادة بحق الفلسطينيين في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان الأسطول قد تعرّض في وقت سابق لهجمات بمسيّرات أثناء رسوّه في تونس يومي 8 و9 سبتمبر/أيلول وهي هجمات وصفتها الحكومة التونسية بأنها “عدوان مدبّر مسبقاً”.
وتاريخياً، اعتادت دولة الاحتلال اعتراض الأساطيل البحرية المتجهة إلى غزة خلال العقدين الماضيين، حيث كانت تجبر السفن على تغيير مسارها نحو موانئها وتقوم بترحيل النشطاء.
وفي عام 2010، هاجم جيش الاحتلال سفينة “مافي مرمرة” وأوقع عشرة شهداء مدنيين كانوا على متنها.
ودعت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى فتح تحقيق عاجل في الهجمات الأخيرة التي طالت “أسطول الصمود”.