تقرير: خطة ترامب لإنهاء الحرب بشكل دائم تُطيح بمشروع “غزة ريفييرا”

وفقاً لتقرير نشرته فايننشال تايمز، فقد طرح ترامب خطة جديدة مكونة من 21 نقطة على مجموعة من الزعماء المسلمين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتضمن سيناريو لنهاية الحرب الإسرائيلية على غزة ونشر قوة دولية في القطاع وعدم تهجير الفلسطينيين قسراً. 

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز بأن خطة ترامب تدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة بناء على اقتراح سابق لوقف إطلاق النار قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حيث تتطلب الخطة المقدمة من القوات الإسرائيلية التراجع إلى نفس المواقع التي احتلتها خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين بين يناير ومارس من هذا العام، يليه انسحاب كامل بمجرد نشر “قوة تحقيق الاستقرار”.

وتنص الخطة على إنشاء “هيئة إشرافية دولية” تشرف على لجنة فلسطينية تتولى إدارة غزة في الفترة الانتقالية، وتنص الخطة على أن حماس لن تلعب أي دور في حكم غزة بعد الحرب.

لم يحدد تقرير الفايننشال تايمز من الذي سوف يشكل تلك اللجنة الفلسطينية، لكنه قال بأن “السلطة الفلسطينية، الهيئة المدعومة من الغرب والتي تدير أجزاء محدودة من الضفة الغربية المحتلة، سوف يكون لها دور، لكن الدول العربية والإسلامية ترغب في توسيعها”.

تعهد ترامب للقادة المسلمين بأنه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية المحتلة، حيث نقل التقرير عن 6 مصادر مطلعة على المناقشة، بأن “اثنين من هؤلاء الأشخاص قالوا إن ترامب كان حازماً حول هذا الموضوع وأن الرئيس وعد بعدم السماح لإسرائيل باستيعاب الضفة الغربية”

من جانبه، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً فكرة إشراك السلطة الفلسطينية في أي حكم لقطاع غزة بعد الحرب، كما أكدت إسرائيل باستمرار على أنه ليس لديها خطط لإنهاء الحرب في غزة، وأنها تتطلع إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من القطاع.

وتنص الخطة على أنه لن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين في غزة، وهو ما تتطلبه خطة ترامب “ريفييرا غزة”، ولذلك فقد أشار المسؤولون الإسرائيليون باستمرار إلى أنهم يخططون لتنفيذ اقتراح ترامب الذي رفضه القادة العرب على نطاق واسع، وهي خطة تراجعت عنها الإدارة الأمريكية ذاتها.

حضر الاجتماع المغلق على هامش قمة الأمم المتحدة ترامب وزعماء تركيا وقطر والسعودية ومصر وباكستان والأردن وإندونيسيا والإمارات.

انفراجة مرتقبة

لقد كان وقف إطلاق النار في غزة بعيد المنال، ففي هذا الشهر فقط، قصفت إسرائيل مفاوضي حماس في قطر بينما كان من المقرر أن يجتمعوا لدراسة اقتراح لوقف إطلاق النار. 

وقد أكد ويتكوف، خلال حديثه في قمة كونكورديا السنوية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن ترامب قدم للزعماء الخطة وقال بأنه “واثق” من أنهم قد يعلنون عن انفراجة في الأيام المقبلة. 

إن هدف نتنياهو المعلن المتمثل في تدمير حماس بالكامل، والذي قال مسؤولون أمريكيون أنه يبدو مستحيلاً، يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي مبرراً دائماً للبقاء في غزة. 

وخلال كلمته عبر الفيديو أمام اجتماع الأمم المتحدة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه مستعد لدخول غزة وتنفيذ خطة ترامب الجديدة، في إشارة إلى الخطة المكونة من 21 نقطة التي تم تقديمها هذا الأسبوع. 

وقد أشار ويتكوف خلال حديثه في قمة كونكورديا إلى أن الخطة تستوعب جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الإسرائيليين، لكن الإسرائيليين لم يعلقوا عليها بعد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزعيم الوحيد الذي علق علناً على الاجتماع، قائلاً بأن المناقشة كانت “مثمرة”.

ضم الضفة الغربية 

وفقاً لما ذكرته صحيفة بوليتيكو، فقد تعهد ترامب للقادة المسلمين بأنه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية المحتلة، حيث نقل التقرير عن 6 مصادر مطلعة على المناقشة، بأن “اثنين من هؤلاء الأشخاص قالوا إن ترامب كان حازماً حول هذا الموضوع وأن الرئيس وعد بعدم السماح لإسرائيل باستيعاب الضفة الغربية”.

بحسب بوليتيكو، فقد قدم ترامب ورقة بيضاء حول إنهاء حرب إسرائيل على غزة، والتي تضمنت تعهد الضم إلى جانب خطة للحكم والأمن بعد الحرب.

قد يكون تعهد ترامب بمثابة مفاجأة، بالنظر إلى أن جزءاً كبيراً من الضفة الغربية المحتلة قد تم ضمه بالفعل بحكم الأمر الواقع، وقد تغاضى المسؤولون الأمريكيون عنه أو أداروا الخد الآخر عند مناقشته. 

وقد كشف مسؤول أمريكي وغربي مطلع على المناقشات الأخيرة، لموقع ميدل إيست آي، بأن إسرائيل يمكن أن تضم رسمياً وادي الأردن، وهي مساحة واسعة من الأراضي المتاخمة للأردن، رداً على تحركات الدول في الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين.

وأضاف المسؤول الأمريكي بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان قد ناقش مع نتنياهو مناطق محددة في الضفة الغربية المحتلة قد تضمها إسرائيل رسمياً هذا الأسبوع، لكنه لم يذكر ما هو الموقف الأمريكي.

قال المسؤول الغربي لميدل إيست آي: “أود أن أقول أن أي شيء كان مطروحاً على الطاولة في صفقة القرن لضم الضفة لإسرائيل فهو لعبة عادلة، أما التوقف عند تجاهل الولايات المتحدة لذلك أو الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية، فهذه مسألة أخرى”.

لقد كان السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، من أشد المؤيدين لضم الضفة الغربية المحتلة منذ ما قبل توليه منصبه في هذه الإدارة، حيث نشرت مجلة بوليتيكو تصريحاً له عام 2017: “أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة، وهناك كلمات معينة أرفض استخدامها، فلا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة ولا يوجد شيء اسمه مستوطنة فهي مجتمعات وأحياء ومدن، ولا يوجد شيء اسمه احتلال”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة