إسبانيا تتعهد بتقديم 175 مليون دولار للأونروا بحلول عام 2026

خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة مشتركة من البرازيل وإسبانيا والأردن، وفي محاولة لدعم وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الأونروا، بعد أن عانت من التخفيضات المستمرة من طرف الولايات المتحدة، تعهدت إسبانيا بالتبرع بمبلغ 175 مليون دولار لإغاثة الفلسطينيين بحلول عام 2026. 

وصرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو خلال المؤتمر بأنه “لا يوجد بديل آخر” للأونروا وأن إسبانيا “لا يمكنها ولن تبقى سلبية أمام معاناة فلسطين والشعب الفلسطيني”، قبل أن يعلن أن مساهمات بلاده لإغاثة الفلسطينيين سوف تصل إلى 150 مليون يورو بحلول عام 2026. 

“إن المساهمة المالية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة وأن بعض الدول تتراجع عن التزاماتها ولا يمكننا أن نسمح بأن تنهار الأونروا” – خوسيه بوينو- وزير الخارجية الإسباني

حضر المؤتمر أيضاً نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ومدير عام الأونروا فيليب لازاريني، حيث تحدثا عن أهمية الأونروا في حل مشكلة “المجاعة التي صنعها الإنسان” والمأساة في غزة.

وإضافة إلى الـ70 مليون دولار قدمتها إسبانيا منذ نهاية عام 2023، فقد أعلنت خلال المؤتمر أيضاً عن مبلغ جديد بقيمة 11 مليون دولار إضافية، حيث قال وزير الخارجية الإسباني: “إن المساهمة المالية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة وأن بعض الدول تتراجع عن التزاماتها ولا يمكننا أن نسمح بأن تنهار الأونروا”.

وطلب بوينو من جميع أعضاء اللجنة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الانضمام إلى الجهود المبذولة لإبقاء الأونروا واقفة على قدميها في مواجهة “الإجراءات الخارجية والسياسية والقانونية ضد الوكالة وتفويضها كأعضاء مسؤولين في المجتمع الدولي”.

من جانبه، حذر لازاريني من أنه إذا لم يتقدم المجتمع الدولي لسد فجوة التمويل التي خلفتها الولايات المتحدة، فقد تحتاج الأونروا إلى اتخاذ “إجراءات جذرية”، وقال: ” لقد اعتدنا على أن نتلقى في يناير المساهمة والتمويل الأمريكي مما سمح للوكالة ببدء العام بعجز، لكن هذا لن يكون ممكنا الآن، فالحاجة إلى أموال جديدة تبلغ الآن 200 مليون دولار”. 

واختتم لازاريني حديثه قائلاً: “لقد وضعنا إجراءات صارمة للتحكم في التكاليف وإجراءات تقشفية داخل المنظمة، لكن هذا لا يعني أننا سننجح في الاستمرار في قياس التدفق، لذلك بدون أموال جديدة كبيرة، فسوف تكون الوكالة ملزمة باتخاذ إجراءات جذرية إضافية”.

كان من بين هذه “الإجراءات الصارمة” عدم القدرة على دفع أجور موظفي الأونروا في مصر والحد من الإعانات المقدمة لعائلات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، حتى بمبالغ صغيرة تصل إلى 5 دولارات.

تحدث لازاريني أيضاً عن المعاناة الهائلة التي يواجهها موظفو الأونروا في غزة، والذين يقول إنهم يعانون نفس المعاناة التي يعاني منها عامة السكان في غزة، محذراً من أنه من الخطر الجسيم أن يعاني مقدمو الخدمة فذلك مؤشر على انهيار حالة الإغاثة الإنسانية بأكملها. 

وكان قد صرح لازاريني في وقت سابق: “نعلم جميعاً أننا بحاجة إلى وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية لوقف الفظائع التي تتكشف، ولكننا بحاجة أيضاً الآن إلى استعادة جهود الإغاثة الإنسانية كما كانت وقت وقف إطلاق النار”.

مقالات ذات صلة