شهد العالم اليوم الخميس موجة ترحيب واسعة باتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، إذ وصفه قادة دوليون بأنه “تطور تاريخي” و”خطوة نحو السلام”، داعين جميع الأطراف إلى الالتزام التام ببنوده وتنفيذه دون تأخير.
الأمم المتحدة: الالتزام الكامل ووقف دائم للقتال
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف كافة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، مؤكداً ضرورة إطلاق جميع المحتجزين “بطريقة كريمة”، وضمان وقف دائم وشامل للقتال. وشدد على أهمية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والمواد التجارية إلى قطاع غزة دون أي عوائق.
الاتحاد الأوروبي: دعم للتنفيذ وإعادة الإعمار
رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق، مثنية على الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه لإيصال المساعدات واستعداده للمشاركة في إعادة إعمار غزة.
بدورها، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاتفاق بأنه “إنجاز دبلوماسي كبير”، معتبرة موافقة حماس وإسرائيل على المرحلة الأولى “تقدماً مهماً نحو إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع المحتجزين”.
مواقف أوروبية متباينة ولكن إيجابية
رحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالاتفاق، مطالباً بتنفيذه “كاملاً دون تأخير” ورفع جميع القيود المفروضة على المساعدات إلى غزة.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأشاد بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء، معتبراً أن الاتفاق يجب أن يكون بداية لحل سياسي يقوم على مبدأ الدولتين.
وفي ألمانيا، قال المستشار فريدريش ميرتس إن برلين “تتابع الموقف بثقة”، بينما أشار وزير الخارجية يوهان فاديفول إلى أن الاتفاق يمهد الطريق لوقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى.
وفي مدريد، شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على ضرورة تطبيق الاتفاق، مطالباً حكومة نتنياهو بوقف الإبادة ضد الفلسطينيين والتوجه نحو “سلام نهائي يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
أما إيطاليا فاعتبرت الاتفاق “فرصة لإنهاء الصراع”، وأبدت استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار غزة وإرسال قوات في حال تشكيل قوة دولية لحفظ السلام.
مواقف داعمة من روسيا وآسيا
أعلنت روسيا دعمها للاتفاق، ووصفت تركيا ما تحقق بأنه “نتيجة لمفاوضات ساهمت فيها أنقرة بفعالية”، مؤكدة أنها ستراقب التنفيذ عن كثب.
كما رحب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بالاتفاق، واصفاً إياه بـ”خطوة ضرورية نحو السلام”، في حين هنأ رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الرئيس ترامب وشكر الوسطاء الإقليميين على جهودهم.
من جانبها، دعت الصين إلى تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وأبدت استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، بينما عبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن أمله بأن يمهد الاتفاق الطريق لسلام دائم يعيد الحياة إلى غزة.
تفاؤل حذر
ورغم الترحيب الدولي الواسع، شدد عدد من القادة والمسؤولين على أن نجاح الاتفاق مرهون بالتنفيذ الكامل والفوري لبنوده، وضمان تدفق المساعدات، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، ووقف القتال نهائيًا.
وأجمع الموقف الدولي على أن اتفاق غزة يمثل فرصة نادرة لإنهاء حربٍ دامت عامين، لكنه يتطلب إرادة سياسية حقيقية لضمان تحول هذه الهدنة إلى سلامٍ دائم.