بقلم ديفيد هيرست
ترجمة وتحرير مريم الحمد
لقد كانت هذه الحرب الأطول والأكثر دموية وتدميراً في حروب إسرائيل ضد الفلسطينيين في تاريخ هذا الصراع، والآن سوف تنتهي بمسرحية ينظمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سوف يسافر إلى إسرائيل للترحيب بالرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومن الممكن أن يكون هناك أيضاً إعلان، بإصرار من حماس وقطر، عن نهاية رسمية للحرب.
على الأرض، سوف تنسحب القوات الإسرائيلية من جميع المدن الرئيسية في غزة، وسوف تعود شاحنات الأمم المتحدة إلى القطاع مرة أخرى.
الصورة بعيدة كل البعد عن منطق “السلام في عصرنا” الذي قد يعلنه ترامب، حتى لو كان ذلك يمثل نهاية معركة وحشية وطويلة
ومع ذلك، يجب ألا ننسى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن حول طبيعة المرحلتين الثانية و الثالثة من الصفقة، والتي تشمل نزع سلاح حماس وفرض تفويض دولي لحكم غزة، والمرجح أن لا يكون هناك.
إن وجهة نظر ترامب حول الخسائر التي تكبدتها حماس خلال عامين من الحرب تتناقض إلى حد ما مع الواقع، فقد صرح الرئيس الأمريكي مؤخراً بأن حماس أصبحت على حافة الدمار، بعد القضاء على قيادتها ومقتل 25 ألف من مقاتليها أي ما يقرب من نصف قوتها المقاتلة.
أما تقييم حماس لأضرار المعركة، فيتلخص في أن نزاهتها المؤسسية وقيادتها وسيطرتها واتصالاتها قد صمدت جميعها في وجه أقسى الاختبارات، بما في ذلك اغتيال كبار زعمائها وحجم المتفجرات التي أسقطتها إسرائيل على غزة بما يفوق ما حصل في هيروشيما.
علاوة على ذلك، فحماس اليوم لديها عدد مماثل من المقاتلين لما كان عليه الحال في بداية الحرب، ويمكنها الاعتماد على كمية غير محدودة من الأسلحة الصغيرة والمتفجرات لتصميم الصواريخ المضادة للدبابات والعبوات الناسفة.
إن حماس، التي تم تصنيفها على أنها جماعة إرهابية في بريطانيا ودول أخرى، لا تعتبر نفسها قوة مهزومة مضطرة إلى الانصياع لإرادة إسرائيل العسكرية، والأمر ذاته ينطبق على الفصائل المقاتلة الأخرى في غزة.
“سلام عصرنا” ما زال أمراً بعيداً
لقد صمدت شعبية حماس في غزة أمام الحرب، كما تزايدت في الضفة الغربية المحتلة وفي الشوارع العربية وخاصة في الأردن، فقد بلغت شعبية كتائب القسام مكانة أسطورية غير مسبوقة.
في ظل ذلك، لا يمكن اعتبار هذه اللحظة في التاريخ بمثابة نهاية للصراع المسلح، كما يدعي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فمن وجهة نظر حماس، فإن الهدنة طويلة الأمد لن تتحقق إلا إذا وافقت إسرائيل على الانسحاب إلى حدود عام 1967، وأنهت احتلال غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
إضافة إلى ذلك، لا تبدي الحركة نظرة إيجابية تجاه السماح لهيئة دولية بالسيطرة على غزة، وبالتالي العودة إلى أيام الانتداب البريطاني الذي بدأ قبل ما يزيد قليلاً عن قرن من الزمان!
من الواضح إذن بأن الصورة بعيدة كل البعد عن منطق “السلام في عصرنا” الذي قد يعلنه ترامب، حتى لو كان ذلك يمثل نهاية معركة وحشية وطويلة.
اليوم يحق بالفعل لحماس وللفصائل المسلحة الأخرى وسكان غزة أن يتحدثوا عن تحقيق نجاحات استراتيجية، فقد أحبطوا أخطر محاولة إسرائيلية للتهجير الجماعي منذ عام 1967 بصمود السكان أمام الإبادة الجماعية.
لقد فعلوا كل هذا بمفردهم، فدعم الدول العربية المجاورة كان مفقوداً طوال الحرب، وكان السبب الوحيد الذي دفع مصر أو الأردن إلى منع النقل الجماعي للسكان هو تأمين مصالحهما الوطنية وليس من باب التعاطف مع الفلسطينيين.
من ناحية أخرى، فقد تحقق البقاء على الأرض بتكلفة باهظة بفقد أكثر من 67 ألف شخص، وذلك دون احتساب كل الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض، وتدمير كل المساكن والمستشفيات والمدارس والمساجد والمؤسسات في غزة تقريباً، كما أن سكان غزة سوف يعانون من الصدمة ومن آثار المجاعة طوال حياتهم.
على الجانب الآخر، سوف يتباهى نتنياهو بأنه سحق حماس باعتبارها منظمة قتالية، تماماً كما يزعم أنه فعل مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني، فهو يرى أنه يستعيد جميع الرهائن ويضع أسس للاستقرار على جبهته الغربية للجيل القادم، معتقداً بأن غزة لن تقوم بشن المزيد من الهجمات على إسرائيل لفترة طويلة قادمة.
تمزيق سمعة إسرائيل
لقد محا نتنياهو غزة وجعلها غير صالحة للعيش، ولكن هذه الحرب أيضاً حطمت قوة إسرائيل غير المقيدة بالتحرك، وهذا الأمر ليس بأقل أهمية بالنسبة لتل أبيب من إخضاع السكان الأصليين أو السيطرة على أرضهم.
لقد اعتمدت إسرائيل على هذه القوة لعقود من الزمن، وهي أساس كل المعدات العسكرية والأموال التي تلقتها من الولايات المتحدة وأوروبا، وهي لطالما كانت مرتبطة بسمعة إسرائيل الدولية، واليوم، بعد عامين من الإبادة الجماعية، تم تمزيق تلك السمعة.
لعقود، كانت رواية إسرائيل تتلخص في أن “الدولة اليهودية” في الأساس مشروع أخلاقي باعتبار إسرائيل ملاذاً لليهود المضطهدين في مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت هذه الرواية جزءاً لا يتجزأ من القانون الأخلاقي في جميع الدول الغربية التي لديها أطول تاريخ من معاداة السامية، فقد ظل ترديد حق إسرائيل في الوجود منطلقاً دينياً لدى كل الأحزاب السياسية الكبرى.
لقد أصبح تعريف الذات على أنها “صديقة لإسرائيل” بمثابة بطاقة عبور لكل سياسي طموح ودليل على جديته واستحقاقه للحكم، سواء كانوا يعرفون الشرق الأوسط أو يجهلونه، ففي كل مرة تشن فيها إسرائيل حرباً جديدة تحت ستار ضربة وقائية، كان رد الدول الغربية عبارة عن جوقة دعم تصم الآذان شعارها “حق الدولة اليهودية في الدفاع عن نفسها”.
في 7 أكتوبر عام 2023، تحول هذا “الحق” ليصبح “حرباً عادلة”، فقد اعتُبر احتجاز الرهائن الجماعي من قبل حماس بمثابة أمر يهدد وجود إسرائيل.
ويشكل هذا الصرح الغربي الضخم أساس الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة وأوروبا، فإذا ما تعثر الصرح أو تشقق، فإن إسرائيل سوف يكون لديها مشكلة.
وفي غضون عامين فقط، حدث ما هو أكثر من مجرد التعثر، فقد انهار الصرح برمته على رأس إسرائيل!
تحول الدعم
يمكن قياس تحول الدعم بأربع طرق مختلفة، من خلال استطلاعات الرأي والسردية السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي والتطورات في المحاكم الدولية وكيفية رد فعل النخب السياسية رغم كونه العنصر الأبطأ من بين العناصر الأربعة.
بالنسبة لاستطلاعات الرأي، فهي واضحة للغاية، ليس فقط فيما يتعلق بسرعة تهاوي سمعة إسرائيل، ولكن فيما يتعلق بتوريد الدعم أيضاً، فقد وثق مؤيدون مخلصون لإسرائيل مثل صحيفة نيويورك تايمز والغارديان حدوث انعكاس زلزالي في الدعم.
قبل عامين، كان تعاطف الناخبين الأمريكيين واضحاً مع إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل، حيث تعاطف وقتها 47% إلى جانب إسرائيل و20% إلى جانب الفلسطينيين، لكن، وبعد مرور عامين، كشف استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا أنه ولأول مرة في هذا الصراع، كان عدد الأمريكيين الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين أكبر من المتعاطفين مع إسرائيل بنسبة 35% و34% على التوالي.
أظهر الاستطلاع أيضاً بأن أغلبية تعارض تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية إضافية لإسرائيل، كما طالب كل 6 من 10 مشاركين إسرائيل بإنهاء الحرب حتى لو لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، فيما رأى 40% بأن إسرائيل تقتل المدنيين عمداً.
وقد أظهر الاستطلاع تعزز المشاعر المعادية لإسرائيل مع عوامل الانقسام السياسي وفرق الأجيال، فحوالي 7 من كل 10 ناخبين تحت سن الثلاثين يعارضون تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل، كما أعرب 54% من الديمقراطيين المشاركين عن تعاطف أكبر مع الفلسطينيين، مقارنة بـ 13% لإسرائيل.
وتعكس النتائج التي توصلت إليها غالوب هذه الاتجاهات كذلك، حيث أشارت إلى أن 60% من الأمريكيين لا يوافقون على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، بينما يوافق عليها حوالي 30%.
لقد تفاقم هذا الانهيار في الدعم وتسارع بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مساحة من المفترض أن إسرائيل تتفوق فيها أيضاً على الفلسطينيين.
إذا كان ترامب يعتقد أن “عملية السلام” كتلك التي أعلنها في خطته لغزة سوف توقف في مساراتها هذه الموجة من أجل تحرير الفلسطينيين، كما أوقفت اتفاقيات أوسلو التعاطف الذي خلقه قمع إسرائيل للانتفاضة الأولى، فهو مخطئ
قبل عامين، اتهم الجمهوريون الشركة الصينية المالكة لتطبيق تيك توك، شركة بايت دانس، بهندسة خوارزميتها للتلاعب بالرأي العام الأمريكي حول الحرب، واليوم، ثبت بطلان هذه التهمة، فمشاهدات المحتوى المؤيد للفلسطينيين والمؤيد لإسرائيل متقاربان في منصة تيك توك، ولكن انتشار المحتوى المؤيد للفلسطينيين أوسع، ففي سبتمبر الماضي، خلص مركز أبحاث الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية إلى أنه مقابل كل منشور مؤيد لإسرائيل، كان هناك 17 منشوراً يدعم الموقف الفلسطيني.
إن فقدان وسائل التواصل الاجتماعي كأرضية لإسرائيل، رغم محاولاتها العديدة لامتلاك أجزاء من هذه العقارات أو شراء المؤثرين، له عواقب مباشرة على سمعتها.
عدالة دولية
لقد تعرضت سمعة إسرائيل لضرر في المحاكم الدولية، رغم الجهود الحثيثة التي كان موقع ميدل إيست آي أول من بذلها ورغم محاولة استبعاد كريم خان، المدعي العام البريطاني للمحكمة الجنائية الدولية وقضاة محكمة العدل الدولية التي لا تزال تنظر في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.
إن هذه الحملة العلنية لإفساد مسار العدالة الدولية تقوض ادعاء الغرب بدعم سيادة القانون الدولي، فنتنياهو مذنب بارتكاب جرائم حرب في غزة مثل تلك التي ارتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، ولذلك فإن محاولة حماية طرف من العدالة الدولية وإطلاق العنان لإدانة طرف آخر لم يعد مبرراً في الساحة الدولية.
لقد أدى كل هذا إلى مظاهرات غير مسبوقة في مختلف أنحاء أوروبا، في كل البلدان التي كان بوسع إسرائيل أن تعتمد على حكوماتها في السابق مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
على سبيل المثال لا الحصر، فقد كتب المحلل معين رباني على موقع اكس: “لقد نشأت في هولندا، وخلال شبابي، كانت هولندا الدولة الأكثر تأييداً لإسرائيل في أوروبا، لدرجة أن الفلسطينيين الزائرين كان يرون أن التفاوض مع الإسرائيليين أسهل من التفاوض مع الهولنديين فيما يتعلق بالشرق الأوسط”.
وخلال مظاهرات نهاية الأسبوع الماضي، كتب رباني: “لقد خرج ربع مليون مواطن هولندي من كافة الخلفيات ومن كافة المشارب والألوان ليرسموا خطاً أحمر ضد الإبادة الجماعية في غزة، وأنا لم أتوقع قط أن أشهد مثل هذه المشاهد خلال حياتي، فقد خسرت إسرائيل الشعب الهولندي وستجد الحكومات الهولندية المستقبلية صعوبة في الحفاظ على موقفها نيابة عن نظام الفصل العنصري الذي يمارس الإبادة الجماعية”.
لقد رأينا مشهداً مشابهاً في جميع أنحاء إسبانيا، حيث سار مئات الآلاف من المتظاهرين في برشلونة ومدريد، وتم تعطيل فريق الدراجات الإسرائيلي خلال سباق جولة إسبانيا الأخير، كما تم نقل أكثر من 40 إسبانياً بمن فيهم عمدة برشلونة السابق، من 42 قارباً من قوارب أسطول الصمود العالمي الذي اعترضته إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.
وقد تكرر المشهد في إيطاليا كذلك، حيث نظمت النقابات إضراباً لمدة 24 ساعة، ووفقاً لوزارة الداخلية الإيطالية، فقد خرج ما يصل إلى 400 ألف متظاهر في 29 منطقة مختلفة.
تجاوز العتبة
السؤال الآن، هل سيتبدد هذا الدعم غير المسبوق للشعب الفلسطيني مع انتهاء الحرب على غزة؟ لا أعتقد ذلك.
بإطلاق سراح كافة الرهائن، تكون حماس والفصائل المسلحة الأخرى في غزة قد أنقذت نفسها من عبء كبير استخدمها مؤيدو إسرائيل حجة بأن حماس كانت مذنبة بإدامة هذه الحرب مثل نتنياهو، حيث ساهم استمرار احتجازهم إسرائيل على إخفاء حقيقة أن نتنياهو قام بتخريب محاولات سابقة لإطلاق سراحهم من خلال المفاوضات، وأن العديد من الرهائن قُتلوا نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
لقد قلبت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ميزان الرأي الغربي، ولا يمكن لأي كمية من شاحنات الغذاء أو إعادة بناء غزة أن تعكس هذا الاتجاه الآن
إذا لم يمتد اتفاق وقف إطلاق النار إلى مرحلة ثانية أو ثالثة، وهذا ما أعتقد أنه سوف يحدث، فسوف يختار نتنياهو أن يعامل غزة كما يفعل الآن في جنوب لبنان وسوريا وإيران، هدوء تتخلله غارات جوية متفرقة على أهداف مختارة.
من ناحية أخرى، فإن الهدوء في غزة لن يعني الهدوء في المسجد الأقصى، حيث أعلن المتعصب إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، النصر هذا الأسبوع بعد توغلين متتاليين من قبل المستوطنين الإسرائيليين، ولن يستمر الهدوء في الضفة الغربية المحتلة حيث سيتم الضم الفعلي في المرحلة المقبلة.
في ظل هذه الظروف، لن تستمر الاحتجاجات في أوروبا فحسب، بل ستزداد زخماً، فقد تم تجاوز العتبة في العالم الغربي، وأصبح الالتفات إلى الحقوق الفلسطينية واقعاً لا رجعة فيه بعد الإبادة.
قلب كفة الميزان
هذا يقودنا إلى النقطة الأخيرة في التغيرات الأربعة، فكما كشف البحث الذي أجراه أندرو فاينشتاين وجاك سينامون حول صندوق الثروة السيادية النرويجي، فقد سحبت أوسلو استثماراتها من بعض الشركات الإسرائيلية، لكن صندوقها البالغ 2 تريليون دولار لا يزال يستثمر بكثافة في شركات الأسلحة التي تزود الجيش الإسرائيلي.
الحقيقة أن إسرائيل جزء أساسي في الصناعات السياسية والمالية وصناعات توريد الأسلحة في الغرب، ولذلك فإن فك هذه العلاقة وعزل إسرائيل بشكل حقيقي، سوف يستغرق عقوداً وليس سنوات.
ومع ذلك، فهناك عدد غير مسبوق من الدول التي تدعم الآن قيام دولة فلسطينية، وذلك يمثل حركة مهمة رغم أنها تبدو سخيفة ومتأخرة بالنسبة للرأي العام، ولكن ذلك سوف يفتح، على أقل تقدير، مجالاً للتحدي أمام حكومات مثل الحكومة البريطانية، فكيف يمكن رسم مسار قابل للحياة نحو إقامة دولة فلسطينية في حين لا وجود لها؟
حتى على المستوى السياسي، فإن دعم إسرائيل لم يعد يمثل خطوة مهنية للسياسيين الشباب كما كان في السابق، فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن غالبية أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين قضوا فترة ولايتهم الأولى قد شاركوا في رحلة الحج السنوية التي تقوم بها إيباك إلى إسرائيل، فقبل عامين، سافر 24 من الديمقراطيين في مجلس النواب مع إيباك إلى إسرائيل، ولكن هذا العام، حضر 11 فقط من أصل 33 عضواً ديمقراطياً في فترة الولاية الأولى في مجلس النواب.
قبل عامين، كانت القضية الفلسطينية ميتة، واليوم، وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خاصة في أوساط الشتات الفلسطيني، الذي لم تتسبب ثروته ومستويات التحصيل التعليمي والمهني لديه إلا إلى توليد المزيد من الشعور بالمسؤولية تجاه المعاناة التي طالت غزة، والتساؤل عن عدم قيام الشتات ببذل المزيد من الجهود، فقد حفز النضال الفلسطيني جيلاً كاملاً للنضال من أجل استكماله.
إذا كان ترامب يعتقد أن “عملية السلام” كتلك التي أعلنها في خطته لغزة سوف توقف في مساراتها هذه الموجة من أجل تحرير الفلسطينيين، كما أوقفت اتفاقيات أوسلو التعاطف الذي خلقه قمع إسرائيل للانتفاضة الأولى، فهو مخطئ.
لقد قلبت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ميزان الرأي الغربي، ولا يمكن لأي كمية من شاحنات الغذاء أو إعادة بناء غزة أن تعكس هذا الاتجاه الآن، وهو ما سوف يترتب عليه عواقب كثيرة في السنوات القادمة، فالإسرائيليون بعيدون كل البعد عن إدراك مدى أهمية هذا التغيير في الرأي بالنسبة لهم.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)