غزة بعد الهدنة: فرق الإنقاذ تنتشل الضحايا من تحت الأنقاض ومخاوف من فخاخ المتفجرات

بعد ساعات من انسحاب جيش الاحتلال من غالبية المناطق الحضرية في قطاع غزة صباح الجمعة، تمكنت فرق البحث والإنقاذ من انتشال ما لا يقل عن 35 جثمانًا لفلسطينيين قُتلوا خلال الأيام الأخيرة من العدوان.

وقالت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني إن معظم الجثامين عُثر عليها في مدينة غزة التي كانت هدفًا رئيسيًا للقصف العنيف خلال الأسابيع الماضية، فيما أكد شهود عيان أن أحياءً بأكملها، خصوصًا في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، تحولت إلى ركام بعد انسحاب القوات.

دمار شامل ومخاطر في الميدان

وصف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود البصل، المشهد بأنه “دمار هائل” شمل مناطق واسعة من القطاع المحاصر.

وقال خلال جولة ميدانية: “نحذر المواطنين من الاقتراب من أي أجسام مشبوهة أو معدات تركها جيش الاحتلال، إذ لا تزال المنطقة مليئة بالمتفجرات والروبوتات المفخخة التي قد تنفجر في أي لحظة.”

وأضاف: “بعض المنازل التي تمركزت فيها قوات الاحتلال زُرعت فيها عبوات ناسفة ولم تنفجر بعد، وقد يُفاجأ السكان العائدون بوجودها داخل منازلهم.”

وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات المحلية في غزة بدء المرحلة الأولى من “إعادة التعافي”، داعيةً السكان إلى التعاون مع فرق الطوارئ والالتزام بتعليمات السلامة، وأوضحت أن قوات الأمن الفلسطينية ستنتشر في مختلف مناطق القطاع للمساعدة في إعادة النظام وتأمين المواقع الخطرة.

ارتفاع الحصيلة إلى أكثر من 67 ألف شهيد

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال قتلت 17 فلسطينيًا يوم الخميس فقط، أي قبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 67,211 فلسطينيًا، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، فيما تؤكد بيانات إسرائيلية مسرّبة أن نحو 80% من الضحايا مدنيون.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 آلاف شخص ما زالوا مفقودين ويُعتقد أنهم تحت أنقاض المباني المدمرة، فيما لم تُسجّل أي وفيات أو إصابات جديدة يوم الجمعة.

تحركات أممية وخطة لإعادة الإعمار

في نيويورك، عرض منسق الإغاثة الأممي توم فليتشر أمام الأمم المتحدة خطة لإعادة إعمار غزة، تشمل توسيعًا هائلًا في توفير المأوى والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية.

وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على حشد دعم دولي لضمان “إعادة الحياة تدريجيًا إلى القطاع بعد عامين من الحصار والدمار”.

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت دولة الاحتلال حرب إبادة مدمّرة على قطاع غزة، ترافقت مع حصار خانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية. نتيجة لذلك، تحولت أجزاء واسعة من القطاع — بما في ذلك المنازل والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمستشفيات — إلى ركام.

وقف إطلاق النار وصفقة التبادل

وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهر الجمعة، بدأ سريان وقف إطلاق النار الهش رسميًا بعد موافقة دولة الاحتلال وحركة حماس على اتفاق لإنهاء الحرب وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

وستبدأ المرحلة التالية من الاتفاق ظهر الإثنين، أي بعد 72 ساعة من الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وتشمل الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء وتسليم جثامين عدد من القتلى، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني، من بينهم 250 محكومون بالمؤبد.

كما من المتوقع دخول نحو 400 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة خلال الأيام المقبلة، لكن لم ترد حتى الآن تقارير عن وصولها الفعلي.

مقالات ذات صلة