ديفيد هيرست
أفاد مصدر رفيع في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة عن التأخر في تحديد أماكن جثث الأسرى الإسرائيليين الذين قضوا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب يجعل من عملية العثور على الجثث مهمة معقدة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
وأضاف المصدر في تصريح حصري لموقع ميدل إيست آي أن استمرار وجود قوات الاحتلال في القطاع و”الهجمات الإبادية والعشوائية التي شنّها جيش الاحتلال” تسببت في انهيار البنية التحتية، وأعاقت بشكل كبير عمليات البحث عن المفقودين، سواء من الفلسطينيين أو من الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا أثناء القصف.
وأوضح أن مفاوضي حماس أكدوا خلال المحادثات الأخيرة أن “الوقت والجهد الكبيرين” ضروريان بعد انسحاب قوات الاحتلال لجمع المعلومات حول الجثث، مشيرًا إلى أن هذا الأمر كان “واضحًا ومقبولًا أثناء المفاوضات”، وأن البند (5-هـ) في الاتفاق الموقّع نصّ على:
“إنشاء آلية لتبادل المعلومات بين الطرفين عبر الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتبادل المعلومات والمخابرات حول أي من الأسرى القتلى الذين لم تُستعد جثثهم خلال 72 ساعة، أو رفات الفلسطينيين المحتجزين لدى دولة الاحتلال، تضمن استخراج وتسليم جميع الجثث بأمان، وتتعهد حماس ببذل أقصى جهدها للوفاء بهذه الالتزامات في أسرع وقت ممكن”.
التزامات وتحديات ميدانية
وأكد المصدر أن الحركة سلّمت يوم الإثنين 20 أسيرًا على قيد الحياة بالإضافة إلى جثث أربعة آخرين، ومن المقرر تسليم 28 جثة إضافية ضمن الاتفاق، وفي اليوم التالي أعلنت حماس استعدادها لتسليم أربع جثث أخرى في وقت لاحق.
وأضاف أن الحرب التي شنّتها دولة الاحتلال على غزة أدت إلى “استشهاد وإصابة أكثر من 245 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين”، وأن كمية الذخائر التي أُلقيت على القطاع “تفوق تلك التي استخدمت ضد مدن أوروبية كبرى خلال الحرب العالمية الثانية”.
وأشار إلى أن نحو 92% من المباني السكنية و88% من المباني التجارية دُمّرت بالكامل، لافتًا إلى أن العديد من الأسرى الإسرائيليين لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي نفسه.
وقال المصدر: “يجب على الجمهور الإسرائيلي أن يحمّل نتنياهو وحكومته وجيش الاحتلال المسؤولية عن مقتل هؤلاء الأسرى وضياع جثثهم تحت الركام، تمامًا كما يرقد أكثر من 10 آلاف مدني فلسطيني تحت الأنقاض”.
“إسرائيل لم تُخفف من هجماتها”
وأوضح أن كتائب القسام حذّرت مرارًا من أن استمرار الغارات سيؤدي إلى مقتل الأسرى، إلا أن “دولة الاحتلال لم تُقلل من شدة هجماتها”، مؤكدًا أن العديد من الوحدات المكلفة بحراسة الأسرى “فُقد الاتصال بها بعدما استهدفها جيش الاحتلال”.
وأضاف المصدر أن الحركة ملتزمة التزامًا كاملاً بتنفيذ تعهداتها في الاتفاق، وستواصل التعاون مع الوسطاء والهيئات الدولية لتحقيق ذلك، موضحًا أن نص الاتفاق أشار إلى أن تسليم الجثث يجب أن يتم “في أسرع وقت ممكن”، وأن الحركة بالفعل “أوفت بالتزاماتها رغم سوء نية الطرف الآخر”، في إشارة إلى تعديل دولة الاحتلال لقائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم “في اللحظة الأخيرة”.
وقال: “رغم كل ذلك، سلّمت حماس جميع الأسرى الأحياء في الوقت المحدد، وكذلك جثامين أربعة أسرى قتلى، دون أي إخلال بالاتفاق”.
“تغيير جغرافي ومعوقات إنسانية”
ونوّه المصدر إلى أن دمار دولة الاحتلال الشامل “غيّر جغرافيا غزة بالكامل”، مما يجعل تحديد المواقع بدقة أمراً “بالغ الصعوبة”، مؤكداً أن إغلاق معبر رفح من جانب الاحتلال يشكل “خرقًا خطيرًا للاتفاق” ويعرقل جهود الإغاثة والبحث.
وأضاف: “نناشد الوسطاء التدخل فورًا لحل هذه المسألة، لأن استمرار إغلاق المعبر يفاقم المعاناة الإنسانية ويعطل عملية تنفيذ بنود الاتفاق”.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)