ترجمة وتحرير موقع بالعربية
يواجه الطالب المصري أسامة غانم خطر السجن والتعذيب في حال ترحيله إلى بلاده، بعد أن ألغت جامعة كينغز كوليدج لندن تأشيرته الدراسية وقررت إيقافه عن الدراسة إلى أجل غير مسمى، بسبب نشاطه الداعم لفلسطين ومعارضته للإبادة الإسرائيلية في غزة.
وذكر محامو غانم، البالغ من العمر 21 عاماً، أن موكلهم يواجه “خطر الترحيل الوشيك” من المملكة المتحدة إلى مصر بعد أن أبلغت الجامعة وزارة الداخلية البريطانية بقرار تعليق دراسته، ما أدى تلقائياً إلى إلغاء تأشيرته الطلابية وإخطاره بأمر ترحيل.
وفي رسالة قانونية وُجهت إلى الجامعة قبل اتخاذ القرار، اتهم محاموه إدارة الجامعة بانتهاك حقوق الإنسان والتمييز ضده على خلفية “معتقداته المناهضة للصهيونية”.
غانم، الذي يدرس العلاقات الدولية في كينغز كوليدج، شارك في تأسيس جمعية طلابية تُعرف باسم “بيت الحكمة”، تهدف إلى تشجيع النقاش والحوار في الحرم الجامعي، كما قاد حملات طلابية تطالب الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المتورطة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
هذه الأنشطة أدت إلى مثوله أمام ثلاث لجان تأديبية بين عامي 2024 و2025، الأولى بسبب احتجاجه خلال حفل لتكريم الخريجين، والثانية لاعتراضه على ندوة تناولت إيران وإسرائيل، والثالثة لتظاهره خلال مؤتمر الدفاع في لندن في مايو 2025.
وفي مايو 2024، انضم غانم إلى مئات الطلبة في اعتصام طلابي تضامناً مع غزة استمر عدة أشهر، وأسفر لاحقاً عن تشديد الجامعة للوائحها ضد الاحتجاجات، بحيث أصبح أي نشاط مشابه يؤدي إلى فصل أو طرد المشاركين من الطلبة والموظفين.
غير أن ما سرّع في اتخاذ القرار ضده، كان مشاركته في احتجاج ضد ندوة استضافت المتحدثة الإسرائيلية المؤيدة لنتنياهو، فائزة العلوي، ما دفع منظمة “الحملة ضد معاداة السامية” (CAA) إلى إرسال رسالة إلى رئيس الجامعة شيتج كابور تطالب بفتح تحقيق ضد الطلبة المشاركين في المظاهرة، متهمة إياهم بـ”الهتاف بشعارات معادية للسامية وتحريضية”، في إشارة إلى الهتاف الشهير: “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة.”
وأشارت المنظمة في رسالتها إلى تبني الجامعة تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية (IHRA)، الذي يعتبره الناشطون المؤيدون لفلسطين أداة لخلط الانتقاد المشروع لإسرائيل بمعاداة السامية.
وجاء في الرسالة الموجهة بتاريخ 4 مارس 2025:
“يجب أن تكون لهذه الممارسات عواقب تُظهر التزام الجامعة بعدم التساهل مع مثل هذا السلوك… إن فشلكم في اتخاذ الإجراء المناسب سيقوض مسؤوليتكم في الحفاظ على بيئة آمنة وشاملة.”
وبعد هذه الرسالة، تلقى غانم إخطاراً من الجامعة بقرار تعليقه حتى أغسطس 2026، مع إلزامه بالعودة إلى مصر في انتظار نتيجة التحقيق.
“هربت من القمع لأواجهه من جديد”
قبل التحاقه بالجامعة، كان غانم قد اعتُقل مع شقيقه ووالده في مصر عام 2020 بسبب معارضتهم للنظام المصري، ما دفعه لاحقاً إلى اللجوء إلى بريطانيا بحثاً عن الأمان.
وقال في حديثه لموقع ميدل إيست آي إن الجامعة كانت على علم بتجربته مع الاضطهاد من قبل الأجهزة الأمنية المصرية، مشيراً إلى أنه ذكر تلك التجربة في طلب التحاقه بالجامعة.
وأضاف غانم:”كتبت في طلبي للجامعة عن هروبي من الاستبداد في مصر، فقط لأواجهه مجدداً في كينغز كوليدج لندن.”
ورغم علم الجامعة بذلك، إلا أنها أمرته بالعودة إلى وطنه إلى حين البت في قضيته. وقال غانم: “إذا عدت إلى مصر، فقد أتعرض للاعتقال أو التعذيب، والمفارقة أن كينغز كوليدج تعرف جيداً أنني مررت بهذا من قبل. لقد كتبت في سيرتي الشخصية عن الرعب الذي عانته عائلتي وكيف أثّر ذلك في قراري بالدراسة في هذه الجامعة، وآخر ما كنت أتوقعه أن تكون هي نفسها من تعيدني إلى الخطر لأنني طالبتها بأن تكون أكثر أخلاقية.”
وأضاف بأسى: “الجامعة تتفاخر بدعمها لحرية التعبير وقضايا مثل أوكرانيا، لكنها تُسكت أي صوت يتحدث عن فلسطين.”
ولم ترد جامعة كينغز كوليدج لندن على طلبات التعليق المتكررة التي وجهها إليها موقع Middle East Eye.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)







