أمطار كارثية تغرق خيام غزة… ومليونَي نازح في مواجهة العاصفة بلا مأوى

غرقت خيام الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة صباح الجمعة جرّاء الأمطار الغزيرة، فيما تهدد العواصف الرعدية المتوقعة بحدوث “عواقب كارثية” لنحو مليوني شخص يعيشون بلا مأوى.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن آلاف العائلات في مخيمات النزوح العشوائية استيقظت لتجد خيامها غارقة في المياه مع الساعات الأولى من الصباح.

وحذّرت الدفاع المدني الفلسطيني في غزة السكان، خصوصاً النازحين، من ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة تفادياً للأضرار المحتملة التي قد تتسبب بها العاصفة.

كما أصدرت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية تحذيرات من سيول وفيضانات محتملة في المناطق المنخفضة والأودية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مع توقع رياح قوية وأمطار غزيرة وعواصف رعدية خلال الأيام المقبلة.

وقال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن “العاصفة القادمة ستكون لها عواقب كارثية على السكان النازحين في قطاع غزة”.

ووفق بلدية خان يونس، يعيش أكثر من 900 ألف نازح داخل خيام في منطقة المواصي جنوب القطاع وحدها. وأكد متحدّث باسم البلدية أن سلامتهم باتت مهددة، مشدداً على الحاجة الملحّة إلى معدات لبناء حواجز تمنع غمر المخيمات بالفيضانات.

ويعيش مئات الآلاف من النازحين الآخرين في مختلف مناطق قطاع غزة في ظروف قاسية، في خيام مزدحمة تفتقر للخصوصية وتعاني من نقص شديد في الخدمات الأساسية والاحتياجات اليومية، بحسب الأونروا.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر أو ألحق أضرارًا بـ 83% من المباني والوحدات السكنية في القطاع خلال حربه الممتدة لعامين، بما يشمل المدارس والجامعات والمستشفيات ومرافق حيوية كانت تُستخدم عادة كمراكز إيواء خلال موجات النزوح.

وبحسب التحالف العالمي للمأوى، فقد تم تدمير أو إتلاف أكثر من 282 ألف منزل.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأونروا من أن 259 ألف أسرة على الأقل ستواجه فصل الشتاء “من دون حماية كافية”، وسط استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المواد اللازمة لإنشاء الملاجئ.

وعلى الرغم من بدء سريان وقف إطلاق النار الشهر الماضي، تواصل إسرائيل منع دخول معدات الإيواء والمواد الضرورية لإصلاح المنازل المدمرة.

ووفق الاتفاق المبرم مع حركة حماس، كان يفترض أن تسمح إسرائيل بدخول مئات الآلاف من الخيام والملاجئ المتنقلة إلى غزة لإيواء من فقدوا منازلهم؛ غير أنها خرقت الاتفاق بفرض قيود مشددة على دخول مواد الإغاثة، والأدوات، والمعدات اللازمة لمواجهة الأزمة الإنسانية.

ومنذ وقف إطلاق النار، يدخل إلى غزة 150 شاحنة مساعدات يومياً بالمعدل—وهو أقل بكثير من 600 شاحنة كان قد جرى الاتفاق عليها.

مقالات ذات صلة