ترجمة وتحرير موقع بالعربية
كشفت رسائل إلكترونية مسرّبة أن الملياردير الأمريكي المدان بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين والمحامي الشهير آلان ديرشوفيتز تعاونا سرًا في حملة لتشويه سمعة أستاذَي العلوم السياسية جون ميرشايمر وستيفن والت، عقب نشرهما ورقة بحثية بارزة انتقدت نفوذ “لوبي الاحتلال” في الولايات المتحدة.
وتظهر الرسائل التي نشرها موقع Drop Site News يوم الثلاثاء أن إبستين قدّم ملاحظاته على نقاط الحديث التي استخدمها ديرشوفيتز لمهاجمة الباحثين عام 2006.
وفي إحدى رسائله، وصف إبستين هجوم ديرشوفيتز بأنه “ممتاز”، مختتمًا الرسالة بكلمة “تهانينا”، ثم وعد بتوزيع مقال ديرشوفيتز المعنون: “تفنيد أحدث وأقدم المؤامرات على اليهودية” على أصدقائه ومعارفه.
وعندما سأل مساعد ديرشوفيتز إبستين عمّا إذا كان سيقوم بـ”توزيع” المقال، رد إبستين: “لقد بدأت بالفعل”.
وكان آلان ديرشوفيتز قد شغل منصب أستاذ قانون بجامعة هارفارد بين 1964 و2013، وهو يبلغ من العمر الآن 87 عامًا.
ويظهر ديرشوفيتز باستمرار على قنوات مثل “فوكس نيوز”، حيث يدافع عن المستوطنات غير القانونية، ويقلل من شأن جرائم دولة الاحتلال في الضفة الغربية وغزة أمام الجمهور الأمريكي، حيث وصفته صحيفة هآرتس ديرشوفيتز بأنه “كلب الهجوم” لنتنياهو في الساحة الدولية.
كما مثل ديرشوفيتز في قضايا جنائية كبرى، من بينها الدفاع عن رجل هوليوود الشهير المدان بالاغتصاب هارفي واينستين.
وفي الوقت الذي كان فيه يخطط مع إبستين لمهاجمة ميرشايمر ووالت، كان ديرشوفيتز يعمل أيضًا كمحام لإبستين في القضية التي أدين بموجبها عام 2008 بجرائم جنسية.
وتبدو العلاقة بين إبستين وديرشوفيتز مثالًا واضحًا على ما وثّقه الباحثان ميرشايمر ووالت في ورقتهما الشهيرة عن كيف يدافع أنصار الصهيونية عن نفوذ “اللوبي الإسرائيلي” داخل الولايات المتحدة.
ورغم أن الباحثين نشرا لاحقًا كتابهما المؤثر “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية” عام 2007، فإن الهجمات ضدّهما كانت شديدة، ووصلت إلى حد “الإلغاء” داخل بعض الأوساط الأكاديمية.
إلغاء محاضرات وضغوط سياسية
وألغى مجلس شيكاغو للشؤون العالمية محاضرة كان سيقدمها المؤلفان عام 2007 بعد ضغوط من جماعات مؤيدة لدولة الاحتلال.
كما وصف ستروب تالبوت، رئيس مؤسسة بروكينغز آنذاك وهو مسؤول رفيع سابق في إدارة كلينتون، العمل بأنه “مروّع”.
يذكر أن الكتاب والورقة البحثية تناولا بالتفصيل كيف يعمل الأثرياء والشخصيات النافذة المؤيدة لدولة الاحتلال إلى جانب مراكز أبحاث ومنظمات دينية وصهيونية مسيحية للحفاظ على “دعم أمريكي غير مشروط” لدولة الاحتلال، وهو دعم اعتبره الكاتبان غير مبرر أخلاقيًا ولا استراتيجيًا بالنسبة للولايات المتحدة.
وواجه العمل البحثي عاصفة من الانتقادات في الأوساط الأكاديمية ومراكز التفكير، إذ لم يكن ميرشايمر، الأستاذ البارز في جامعة شيكاغو وأحد أهم منظّري المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية، معروفًا كخبير في شؤون دولة الاحتلال، بل كمنظّر يعتبر أن الدول تتحرك وفق موازين القوة والمصلحة الذاتية.
وقد تزايدت شهرة ميرشايمر في السنوات الأخيرة عبر يوتيوب ومنصات التواصل، خصوصًا بعد توقعه الصحيح بأن روسيا ستغزو أوكرانيا.
لكن مواقفه التي حمّل فيها الناتو والولايات المتحدة مسؤولية اندلاع حرب 2022 جعلته هدفًا لانتقادات واسعة داخل دوائر السياسة في واشنطن.