خطف وتجنيد قسري.. مأساة جديدة تطال أطفال السودان في جنوب كردفان

ذكر شهود وشبكة طبية لموقع ميدل إيست آي أن عناصر من قوات الدعم السريع وفصيل عبد العزيز الحلو من الحركة الشعبية في الشمال قاموا باختطاف 21 طفلًا يبلغون 14 و15 عاماً من العمر من ولاية جنوب كردفان الأسبوع الماضي بهدف تجنيدهم كمقاتلين.

وكان الأطفال ضمن نحو 150 شخصاً تم احتجازهم عندما سيطر الفصيلان المتحالفان على منجم الذهب في الزلياتية والمناطق المحيطة به في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.

ووفق “شبكة أطباء السودان”، التي تعمل على دعم المدنيين منذ بدء الحرب، فقد جاءت هذه المداهمة بعد ساعات من إعلان الدعم السريع وقفًا إنسانيًا أحادي الجانب لمدة ثلاثة أشهر، الأمر الذي يجعل من هذه الخطوة  تصعيداً خطيراً يعمّق المأساة الإنسانية في المنطقة الغنية بالذهب.

وأوضح أحد الشهود، وهو مسعف في الأربعينيات من عمره أن المهاجمين داهموا قرى أخرى بينها تبسا، مبيناً أن عدد المختطفين الإجمالي قد يصل إلى 700 شخص.

وفي شهادة أخرى، ذكرت ناشطة في الثلاثينيات من العمر أن المنطقة كانت هادئة تمامًا قبل الاقتحام، وأضافت: “كان الناس يمضون إلى أعمالهم بشكل طبيعي، بعضهم كان في أماكن عمله وآخرون في منازلهم”.

وأكدت الشاهدة أن العشرات من الشبان كانوا يعملون في المنجم حين تم احتجازهم، فيما شنّ المقاتلون حملة اقتحام للمنازل بحثًا عن المزيد.

وأضافت الناشطة: “تمت عمليات الاختطاف بطريقة مهينة، بعض العائلات اتصلت بأبنائها لاحقًا، فقالوا إنهم محتجزون في منطقة تجنيد مغلقة بلا فرصة للهروب”.

وقبل هذا الهجوم، كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش السوداني الذي يخوض حربًا مع قوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، حيث أعيد نشر معظم قوات الجيش خارج المنطقة.

وقالت شبكة الأطباء إن أربعة مدنيين أُصيبوا خلال الهجوم على الزلياتية، في حين شهدت منطقة جنوب كردفان، ولا سيما جبال النوبة، تصعيدًا كبيرًا في الأيام الأخيرة.

ففي يوم السبت، قالت الحركة الشعبية/شمال (جناح الحلو) إن غارة بطائرة مسيّرة تابعة للجيش السوداني استهدفت منطقة كومو، وأسفرت عن مقتل 45 مدنيًا، معظمهم من طلبة المدارس.

من جهته، قال الجيش السوداني إنه استعاد عدة قرى استراتيجية كانت تحت سيطرة الحركة الشعبية/شمال لسنوات طويلة.

يذكر أن الحركة الشعبية قد تعرضت لانقسامات بعد استقلال جنوب السودان عام 2011 شتتها إلى ثلاثة فصائل، حيث يُعد فصيل الحلو الأقوى في جبال النوبة، وقد تقرب من الدعم السريع منذ اندلاع الحرب للاستفادة من خطة دمج تلك القوات في الجيش.

وأصبح الحلو جزءًا من حكومة “تأسيس” الموازية التي شكّلها الدعم السريع، وعضوًا في المجلس الرئاسي المكوّن من 15 عضوًا فيها.

وبينت مصادر ميدل إيست آي إن هوية المقاتلين الذين نفذوا الاختطاف كانت واضحة من خلال الزي العسكري، وإن بعض الشبان المحليين الذين انضموا سابقًا للفصيلين كانوا بين المهاجمين.

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 من قيام الدعم السريع بتجنيد الأطفال، خاصة المنحدرين من أسر فقيرة أو الأطفال الذين لا يملكون عائلات ترعاهم.

وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، ظهر مقطع مصوّر لجندي طفل يُطلق النار على رجل أعزل خارج مدينة الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع عليها، حيث ارتكبت القوات فظائع واسعة.

وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال” في أبريل إن طفلًا واحدًا يُجبر على النزوح كل 10 ثوانٍ منذ اندلاع الحرب.

جدير بالذكر أن الحرب في السودان أسفرت منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 13 مليونًا، بينهم عدد كبير من الأطفال المعرضين للتجنيد أو الانتهاكات.

مقالات ذات صلة