ترجمة وتحرير موقع بالعربية
كشف تقرير صادر عن مكتب المفتش العام في وزارة الحرب الأمريكية، يوم الخميس، أن وزير الحرب بيت هيغسِث عرض القوات الأمريكية للخطر حين استخدم هاتفه الشخصي وتطبيق “سيغنال” المشفّر لمناقشة خطط الضربات الجوية على اليمن مطلع هذا العام، في فضيحة باتت تُعرف في واشنطن بـ “سيغنال غيت”.
وقال التقرير إن هيغسِث “خلق مخاطرة تهدد أمن العمليات، كان من الممكن أن تؤدي إلى فشل المهام العسكرية الأمريكية وإلحاق الضرر بالطيارين الأمريكيين”.
وأشار التقرير إلى أن إرسال هيغسِث لمعلومات غير علنية عبر تطبيق خاص “يعرض معلومات حساسة لاحتمال الاختراق، بما قد يسبب أذى للعسكريين الأمريكيين ويقوّض أهداف المهمات”.
وأوضح التقرير أن رسالة بعثها هيغسِث عبر هاتفه الشخصي على “سيغنال” في 15 مارس/آذار 2025، احتوت على معلومات “تتطابق” مع بيانات عملياتية سرّية أرسلها مقر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) وصنّفت على أنها “سرّي/ممنوع مشاركته مع أجانب.
غير أن التقرير لم يجد دليلاً على أن هيغسِث سرّب معلومات مصنّفة بشكل مخالف للقانون، وهي النقطة التي كانت محور انتقادات معارضيه خلال التحقيق.
ورد هيغسِث على التقرير عبر منصة X قائلاً: “لا معلومات سرّية، تبرئة كاملة، لقد انتهى الأمر، الحوثيون قُصفوا حتى الخضوع، شكراً لاهتمامكم بهذا التحقيق.”
لكن الحزب الديمقراطي رفض هذه الرواية، إذ قالت كيندال ويتمر، مديرة الاستجابة السريعة في اللجنة الوطنية الديمقراطية أن “عدم كفاءة بيت هيغسِث ليست مجرد فضيحة؛ إنها تهديد بالغ للأمن القومي يعرض جنودنا للخطر”.
وتابعت ويتمر: “تعيين مذيع من فوكس نيوز لقيادة أكبر جيش في العالم كان واحداً من أكثر قرارات دونالد ترامب تهوراً وخطورة.”
كيف انكشف تسريب “سيغنال غيت”؟
في مارس/آذار الماضي، أكّد البيت الأبيض أن صحفياً أمريكياً أُدرج عن طريق الخطأ في مجموعة دردشة تضم مسؤولي إدارة ترامب، كانت تناقش تفاصيل قد تكون مصنّفة حول ضربات ضد جماعة أنصار الله في اليمن.
وكشف الصحفي ويدعى جيفري غولدبرغ، وهو رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتك”، أنه تلقى إخطاراً مسبقاً بالضربات قبل حدوثها بساعتين عبر “سيغنال”، ونشر لاحقاً صوراً من المحادثة لإثبات ذلك.
وكتب غولدبرغ: “كنت أعلم قبل انفجار أول قنبلة بساعتين أن الهجوم قد يقع، بيت هيغسِث بعث لي خطة الحرب عند الساعة 11:44 صباحاً، وكانت تتضمن تفاصيل دقيقة عن حزم الأسلحة والأهداف والتوقيت.”
وأضاف أن الرسالة احتوت على “تفاصيل عملياتية للضربات المرتقبة، بما يشمل الأهداف، ونوعية الأسلحة التي ستستخدمها الولايات المتحدة، وتسلسل الهجوم”.
وأوضح غولدبرغ أنه تلقى طلب اتصال على “سيغنال” من مستشار الأمن القومي مايكل وولتز في 11 مارس/آذار، وأنه أصيب بالقلق فوراً من احتمال انتحال شخص ما لشخصية وولتز، لكنه وافق لاحقاً.
وبعد يومين، أضيف إلى مجموعة دردشة اسمها “مجموعة الحوثي PC الصغيرة”، التي يفترض أن تضم كبار مسؤولي الأمن القومي.
ودفعت الفضيحة وولتز إلى الاستقالة، لكنه عاد بعد ذلك ليُعيَّن سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وبعد ساعات فقط من الضربات التي ناقشتها مجموعة “سيغنال”، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، أنيس الأصبهاني، عبر حسابه على منصة X، أن القصف الأمريكي استهدف مناطق مدنية وسكنية في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع، مبيناً أن أكثر من 100 من الضحايا كانوا من النساء والأطفال.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)







