دعا ما يقارب خمسين نائبًا ديمقراطيًا في الكونغرس الأميركي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل العاجل لمعالجة خروقات دولة الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطالبين بربط المساعدات الأميركية المقدَّمة لها بوقف الهجمات المتواصلة على القطاع.
وجاء ذلك في رسالة وجّهها 49 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب، أكدوا فيها أن “القصف المتواصل ضد المدنيين، وتدمير الممتلكات، والتقصير في إدخال المساعدات الإنسانية” من قبل دولة الاحتلال، يهدد بشكل مباشر اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال النواب في رسالتهم: “من الضروري محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها”، مضيفين: “نحث إدارتكم بشدة على ممارسة أقصى الضغوط الدبلوماسية على الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام المساعدات الأميركية كورقة ضغط، لضمان الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، ووضع حد لأعمال العنف والتدمير المستمرة التي تقوّض هذا التفاهم الهش وتهدد فرص تحقيق سلام دائم في المنطقة”.
وفي الوقت الذي أشار فيه النواب إلى أن حركة حماس ارتكبت بدورها خروقات للاتفاق، شددوا على أن رد دولة الاحتلال كان “قاسيًا وغير متناسب”، وأنه أسفر عن “خسائر بشرية هائلة”.
وقاد المبادرة لكتابة الرسالة النائبان مارك بوكان ومادلين دين، كما حظيت بدعم منظمات يهودية من بينها “جي ستريت”، و”السردية اليهودية الجديدة”، و”وِن ويذاوت وور”.
وتأتي هذه الدعوة في ظل تصعيد واضح لاعتداءات الاحتلال على قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، فبعد مرور 75 يومًا على دخول اتفاق التهدئة حيّز التنفيذ، استشهد أكثر من 411 فلسطينيًا، وأصيب ما يزيد على 1112 آخرين، جراء هجمات جيش الاحتلال.
ووفقًا لتقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتكب جيش الاحتلال ما لا يقل عن 875 خرقًا منذ بدء وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول، شملت قصفًا مباشرًا، وإطلاق نار، و توغلات محدودة.
إلى جانب ذلك، واصلت دولة الاحتلال التهرب من التزاماتها المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، إذ لم يدخل إلى غزة سوى 17,819 شاحنة مساعدات، من أصل 43,800 شاحنة كان من المفترض إدخالها وتوزيعها على نحو مليوني فلسطيني.
وقد فاقم النقص الحاد في المأوى، والأدوية، والغذاء، والوقود، وسائر الاحتياجات الأساسية، من الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلًا في القطاع.
وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي، يوم الثلاثاء، من “أزمة إنسانية متفاقمة وغير مسبوقة”، ولا سيما في ما يتعلق بانعدام المأوى، في ظل درجات حرارة متدنية وأمطار غزيرة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المقبل في ولاية فلوريدا، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والإنسانية لوقف الاعتداءات وضمان احترام اتفاق التهدئة.
