ترجمة وتحرير موقع بالعربية
في أول زيارة دولية منذ سيطرة قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا على المدينة، وجد موظفو الإغاثة مدينة شبه خالية من الحياة، وسط مخاوف واسعة من مصير الجرحى والمحتجزين
وقال مسؤول أممي رفيع، إن موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين تمكنوا من دخول مدينة الفاشر في إقليم دارفور لأول مرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، لم يعثروا إلا على عدد ضئيل من الناجين من الهجمات التي شهدتها المدينة.
وفي تصريحات أدلت بها لوكالتي رويترز و فرانس برس يوم الاثنين، وصفت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، الفاشر بأنها “مسرح جريمة”.
وأوضحت براون أن الزيارة، التي جرت يوم الجمعة، كانت تهدف إلى تقييم ما إذا كان بالإمكان الوصول إلى المدينة بشكل آمن لإيصال الإمدادات الأساسية، لكنها أضافت بلهجة قلقة: ” لكننا بصراحة، لا نزال نشعر بقلق بالغ إزاء الجرحى الذين لم نرهم، وأولئك الذين قد يكونون محتجزين”.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين سيطرت عليها قوات الدعم السريع بعد حصار استمر 500 يوم، انتهى بإخراج الجيش السوداني وحلفائه من القوات المشتركة من المدينة.
وقالت براون إن مفاوضات دخول المدينة استغرقت أسابيع، مشيرة إلى أن من تبقى فيها كانوا قلة يُعتقد أنهم عاجزون عن المغادرة بسبب كبر سنهم أو إصاباتهم أو أمراضهم.
وفي تقرير أصدره مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل في وقت سابق من هذا الشهر، خلص إلى أن قوات الدعم السريع تشن حملة ممنهجة للتغطية على فظائع جماعية ارتُكبت في الفاشر، من خلال تدمير الأدلة عبر دفن الجثث أو حرقها.
وبحسب إفادات بعض الضحايا وعمال الإغاثة إلى موقع ميدل إيست آي، أقدمت قوات الدعم السريع على استخراج الدم قسرًا من مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من المدينة.
كما أفاد شهود عيان متعددون للموقع ذاته بأن القوات شبه العسكرية نفذت عمليات إعدام جماعي بحق مدنيين على أساس انتمائهم العرقي أو توجهاتهم السياسية المفترضة، إلى جانب ارتكاب عدد لا يُحصى من حالات الاغتصاب والعنف الجنسي.
وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، قال محمد حسن من داخل الفاشر: “رأيت الجثث في منطقة درج أولى… دخلت قوات الدعم السريع الحي بيتًا بيتًا وأطلقت النار على الجميع”.
أما حميد عبد الرحيم، الذي وصل إلى مدينة طويلة بعد أيام من السير على الأقدام، فأكد أن قوات الدعم السريع اعتقلت عددًا من أفراد عائلته، ثم “اتصلوا بي وبعمي مطالبين بدفع 15 مليون جنيه سوداني (نحو 500 دولار) عن كل شخص”.
وأظهرت صور أقمار صناعية حللها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل وجود “38 موضعًا لتغير لونيّ مائل إلى الاحمرار يتسق مع وجود دماء أو سوائل جسدية أخرى”، في مؤشر صادم على أن آثار الدماء كانت مرئية من الفضاء.
اتهامات بتواطؤ إماراتي
وتُعد هذه الهجمات من أكثر الفصول دموية منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، وهي الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا.
ورغم نفي أبوظبي المتكرر، تتزايد الأدلة التي تشير إلى أن دولة الإمارات هي الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع.
وقد واجهت الإمارات اتهامات بالتواطؤ في الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، في دعوى رفعتها الحكومة السودانية في أبريل/نيسان الماضي، لكنها لا تزال متعثرة بسبب إشكاليات تتعلق بالاختصاص القضائي.
وأثار حجم الفظائع التي أعقبت السيطرة على الفاشر موجة غضب دولية، تُرجمت إلى احتجاجات متكررة وحملة ضغط مركزة تستهدف دولة الإمارات.
وفي لندن، ظهر هذا الشهر إعلان ضخم في شارع أكسفورد يسلّط الضوء على دور الإمارات في الحرب، ويُظهر مؤثرة تلتقط صورة “سيلفي” في دبي، مرفقًا بعبارة: “صورتك لن تبدو جميلة حين تعرف ما يفعلونه في السودان”.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)







