بقلم أوستن بوديتي
يطمح المغرب في استضافة مونديال 2030 بعد إخفاقه خمس مرات سابقاً في الفوز باستضافة الحدث.
و بعد أقل من شهرين من الأداء الاستثنائي للمغرب في كأس العالم في قطر، تجد الدولة الواقعة في شمال إفريقيا نفسها في قلب كرة القدم العالمية مرة أخرى حيث تستضيف كأس العالم للأندية.
و تنطلق المنافسات يوم الأربعاء القادم وتستمر حتى 11 فبراير، حيث تستضيف العاصمة المغربية الرباط ومدينة طنجة الساحلية سلسلة من المباريات حيث تضم أندية من البرازيل ومصر ونيوزيلندا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والولايات المتحدة والمغرب أيضا.
وستقام المباراة الافتتاحية بين “الأهلي المصري” و”أوكلاند سيتي النيوزلندي” في طنجة، لكن المشجعين المغاربة أكثر حماسًا لمباراة 4 فبراير في الرباط والتي تجري بين “الهلال السعودي” ونادي “الوداد”، النادي المغربي الأكثر شهرة.
“البنية التحتية لدينا بحاجة إلى تحسين في السنوات الست المقبلة حتى نكون مستعدين لاستضافة حدث على مستوى كأس العالم” – ادير مخلص، مشجع نادي الوداد
وقد تم بيع تذاكر المباراة المرتقبة وغيرها من الألعاب رفيعة المستوى في غضون ساعات من طرحها يوم 20 يناير، حتى أن الكثير من المشجعين ذهب إلى موقع Reddit للعثور على تذاكر.
و لم يفز أي نادٍ مغربي بكأس العالم للأندية في السابق؛ لكن كانت هناك فرصة قوية للفوز عندما أحرز “الرجاء البيضاوي” المركز الثاني قبل عقد من الزمن.
و للمغرب مع ذلك تاريخ حافل في البطولة، حيث استضافت المملكة البطولة مرتين من قبل، في 2013 و2014.
آمال المشجعين في الاستضافة
ويأمل المشجعون المغاربة أن تؤدي استضافة كأس العالم للأندية إلى تعزيز فرص بلادهم باستضافة كأس العالم عام 2030.
“يعد نجاح كأس العالم للأندية مؤشرا قويا على مكانة المغرب وقدرته على استضافة مونديال 2030 خاصة بعد انتصارات الأسود في قطر” – سهيلة أدريف
وتشير الصحفية المغربية سهيلة أدريف، وهي من مشجعي نادي “الوداد المغربي”، إلى أن “نجاح كأس العالم للأندية يعد مؤشراً قوياً على مكانة المغرب وقدرته على استضافة مونديال 2030 خاصة بعد انتصارات أسود الأطلس في قطر”.
و في عام 2018، زار مفتشو الفيفا المغرب لتقييم مدى استعدادت البلاد لاستضافة كأس العالم 2026، حيث أثاروا تساؤلات حول قدرة المطارات والقطارات المغربية على نقل المشجعين بين عشرات المدن المخصصة لاستضافة المباريات.
وفي تقريرهم بعد الزيارة، أشاروا إلى أن وسيلة النقل العام الأساسية الواصلة لاثنتين من تلك المدن المخصصة لاستضافة مباريات كاس العالم، وتحديداً مدينتي الناظور ووجدة، هو قطار واحد يعمل مرتين في اليوم، بينما تستغرق الرحلة الواحدة التي يقطعها القطار من الدار البيضاء وهي أكبر مدينة في المغرب وموقع مطارها الدولي الرئيسي 10 ساعات تقريباً.
هل المغرب جاهز تماماً؟
“مادي أوجست”، مهندسة معمارية أمريكية تعمل في مدينة “فاس” المغربية قالت أنها تنوي حضور مباراة كأس العالم للأندية في طنجة. وتحدثت “أوجست” عن تجربتها في استخدام القطار حيث استقلته إلى مدينة الناظور العام الماضي.
ووصفت “أوجست” الأمر بأنه لا يستحق كل هذا العناء حيث غادرت مدينة “فاس” في الثانية صباحاً ووصلت مدينة “الناظور” في الثامنة صباحاً التجربة بأنها متعبة ومرهقة.
وما تزال ثلاث من المدن المغربية المقترحة لاستضافة كأس العالم 2026 – وهي “أغادير” في الجنوب، و” رزازات” في وسط الجنوب، وتطوان في الشمال – لا تمتلك وسائل نقل عامة بالقطارات، ومع ذلك، فقد أجرت الحكومة المغربية بعض التحسينات الرئيسية على البنية التحتية في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2018، أطلقت المملكة قطار البراق كأول قطار سريع في إفريقيا، حيث استطاع ان يقطع الرحلة من الرباط إلى طنجة في ساعة و20 دقيقة بدلاً من خمس ساعات، إلا أن تقرير الفيفا أعرب عن شكوكه في إمكانية المغرب مد خطوط قطار البراق ليصل مدن “مراكش” و”أكادير” بحلول الموعد النهائي الذي حددته المملكة، وهو عام 2025.
مشاكل سياسية
و يمكن للمواقف السياسية المغربية أن تقوض مكانتها كمضيف محتمل لكأس العالم، ففي الماضي، عارضت دول أفريقية مثل ناميبيا وجنوب إفريقيا عروض المملكة لاستضافة كأس العالم بسبب مطالبتها بالصحراء الغربية.
وفي بعض الأحيان، شكلت العطاءات المغربية نفسها مصدرا للجدل، حيث أشار تحقيق أجرته صحيفة صنداي تايمز عام 2015 إلى أنه برغم فوز اقتراح المغرب لاستضافة كأس العالم 2010 بأكبر عدد من الأصوات، منح الفيفا البطولة لجنوب إفريقيا بعد بعض المؤامرات غير المحددة، وواجه البلدان اتهامات بتوزيع رشاوٍ على مسؤولي الفيفا، لكنهما رفضا التهم.
وكان على المغرب أن ينكر المزاعم المتعلقة برشوة مسؤولي الفيفا لأكثر من مرة، بالرجوع إلى نهائيات كأس العالم 1998.
هل يمكن أن تكون الجزائر هي الجواب؟
وسط كل التحديات، قد يأتي أفضل أمل للمغرب لاستضافة كأس العالم 2030 من مكان غير متوقع: الجزائر وهو البلد المنافس الأكبر داخل وخارج ملعب كرة القدم.
فعلى الرغم من التوترات التاريخية بين الجزائر والمغرب بشأن الصحراء الغربية، ألمحت الجزائر في عام 2018 إلى استعدادها لإطلاق عرض مشترك لاستضافة كأس العالم 2030 مع المغرب وتونس.
وقد أيد بعض الخبراء هذه الفكرة كطريقة لمعالجة مخاوف الفيفا بشأن البنية التحتية للمغرب، وقد يشارك المغاربة أنفسهم هذا الحماس.
ونشر مركز الأبحاث الشهير، “الباروميتر العربي”، الشهر الماضي نتائج استطلاع أظهر أن غالبية المغاربة يفضلون إعادة فتح حدود بلادهم مع الجزائر، في مؤشر على العلاقات الحميمة بين الشعبين.