أثار حاخام إسرائيلي مثير للجدل الغضب بعد أن زعم أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا يوم الاثنين كان بمثابة “عدالة إلهية”.
ادعى شموئيل إلياهو، حاخام صفد الرئيسي في شمال إسرائيل وعضو مجلس الحاخامات الأكبر، أن الله كان يعاقب البلدان المتضررة من الكارثة بسبب سوء معاملتهم المزعومة للشعب اليهودي.
وكتب إلياهو في مقال نشرته صحيفة أولام كاتان يوم الجمعة: “إن الله يحاسب كل الأمم من حولنا التي أرادت أن تغزو أرضنا وإلقاءنا في البحر”.
لقي ما لا يقل عن 30 ألف شخص مصرعهم في الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة يوم الاثنين، وتضرر ما يصل إلى 18 مليون شخص آخر بشكل مباشر في جنوب تركيا وشمال سوريا.
وزعم إلياهو في عموده أن سوريا “أساءت إلى سكانها اليهود لمئات السنين، وغزت إسرائيل ثلاث مرات، وأطلقت النار لسنوات على المزارعين الذين كانوا يعيشون عند سفح مرتفعات الجولان، وأساءت إلى الأسرى وأعدمت [الجاسوس الإسرائيلي] إيلي كوهين. ”
كما استهدف الحاخام اليهودي لبنان الذي ضربه الزلزال في ظل أزمة مالية منهكة، وكتب: “لا شك أن البلد الذي كان يومًا ما سويسرا الشرق الأوسط قد أصبح جحيمًا على الأرض، ومثل هذه الامور لا تحدث بالصدفة “.
أما بالنسبة لتركيا، التي كانت مركزا للزلزال، فقد كتب: “لا نعرف ما هي الحسابات الإلهية بخصوص تركيا، التي شوهت سمعتنا في كل مناسبة ممكنة، ولكن إذا كشفت الأقدار أن الله سيحاسب أعدائنا، فإننا نعلم أن كل شيء يحدث فإنه لتنظيف العالم وجعله أفضل “.
أثار إلياهو، وهو والد النائب اليميني ووزير التراث الإسرائيلي، أميهاي بن إلياهو، جدلًا متكررًا بسبب تصريحاته المعادية للفلسطينيين والعرب، ووجهت إليه تهمة التحريض على العنصرية.
وفي عام 2008، دعا الحكومة إلى “الانتقام بإقرار من الدولة” ضد العرب من أجل استعادة ما وصفه بالردع الإسرائيلي في أعقاب هجوم على مدرسة يهودية في القدس.
وفي عام 2019، قال للمراهقين المشتبه بهم بقتل امرأة فلسطينية في الضفة الغربية إنه لا يجب عليهم الخوف من السجن لأن هذا هو المكان الذي يبدأ فيه الطريق إلى السلطة السياسية، مما دفع العديد من المنظمات الحقوقية إلى المطالبة بإجراءات تأديبية ضده وتوجيه تهم جنائية له.
يشار إلى أن إسرائيل كانت من بين عشرات الدول من جميع أنحاء العالم التي أرسلت فرق مساعدات وإنقاذ إلى تركيا، منذ وقوع الزلزال المدمر.
علاقة صخرية
ساءت العلاقات بين تركيا وإسرائيل في عام 2011، عندما طردت أنقرة السفير الإسرائيلي في أعقاب تقرير للأمم المتحدة حول الغارة الإسرائيلية عام 2010 على سفينة المساعدات مافي مرمرة إلى غزة، والتي قُتل خلالها تسعة مواطنين أتراك.
وفي عام 2016، تم رأب الصدع باستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وتبادل البلدان السفراء.
وفي أواخر العام الماضي، التقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة التركية أنقرة، في أول زيارة لرئيس دولة إسرائيلي إلى البلاد منذ عام 2008.