كشفت صحيفة الغارديان يوم الأربعاء، في تقرير صحفي، النقاب عن تلاعب قراصنة الكترونيين إسرائيليين بنتائج أكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم، وفقًا لتحقيق استقصائي أجرته مجموعة من الصحفيين من 30 مؤسسة إعلامية بما في ذلك هآرتس ولوموند ودير شبيجل.
وذكر التقرير أن العميل السابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، تل حنان، قاد فريقًا من النشطاء الذين سعوا للتدخل في نتائج الانتخابات باستخدام المعلومات المضللة والقرصنة والتخريب.
وحصل ثلاثة من المراسلين السريين على لقطات ووثائق مسربة بعد أن تظاهروا بأنهم مستشارون يعملون لدولة أفريقية أرادت تأجيل الانتخابات.
وتقول وحدة حنان، التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها وتطلق على نفسها اسم فريق خورخي، إن خدماتها متاحة للعملاء السياسيين والأفراد، فضلاً عن وكالات الاستخبارات، موضحة أنها قدمت خدماتها في كل من إفريقيا، وأمريكا الجنوبية والوسطى، والولايات المتحدة، وأوروبا.
Twisted information, an army of avatars, hacking of high-ranking officials: the second part of #StoryKillers pulls back the curtain on "Team Jorge", a shadowy ”black ops” entity that worked with Cambridge Analytica.
https://t.co/uTI5Nf762w pic.twitter.com/Ep6CHdL5wc— Forbidden Stories (@FbdnStories) February 15, 2023
كما كشف التحقيق أن إحدى الوسائل التي استخدمها فريق خورخي كانت ملفات شخصية مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى برنامج رقمي متقدم (AIMS) للتحكم في أكثر من 30 ألف حساب مزيف، والتي من شأنها أن تستمر في نشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت، حيث أُعطي كل حساب من الحسابات الرقمية تاريخا من المنشورات يمتد لسنوات طويلة ماضية لإضفاء الشرعية.
كما أخبر حنان المراسلين أن الملفات الشخصية المزيفة كانت تستخدم نظام “blogger machine” الخاص به – وهو نظام آلي ينشئ مواقع الكترونية لنشر الأخبار الكاذبة.
وذكر فريق خورخي إنه زرع موادًا إعلامية في وكالات إخبارية حقيقية أيضًا، ثم تم تضخيمها بعد ذلك من خلال المدونات والحسابات المزيفة.
وقال حنان للصحفيين السريين: “بعد أن تكتسب المصداقية، ماذا تفعل؟ عندها تستطيع التلاعب.”
القرصنة والتخريب
كما تفاخر حنان باختراق شخصيات بارزة، نيابة عن عملائه، بشكل مباشر من خلال حسابات Gmail وتيليغرام، وادعى أنه اخترق حسابات شخصيتين مقربتين من الرئيس الكيني وليام روتو، في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة، العام الماضي.
واعتمدت إحدى الطرق التي تم ذكرها لتنفيذ مثل هذا القرصنة على استغلال نقاط الضعف في أنظمة اتصالات الإشارات العالمية (SS7)، ففي إحدى الحالات، كانت المجموعة متورطة في تخريب مباشر، حيث ادعى فريق خورخي أنه أرسل لعبة جنسية إلى منزل أحد السياسيين لجعل زوجته تعتقد أنه كان على علاقة غرامية.
وعندما سئل حنان عن أنشطة وأساليب فريق خورخي، زعم أنه سيحتاج إلى “موافقة” من سلطة معينة للتعليق، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات، وفقًا لصحيفة الغارديان.
وبحسب التقرير، تم تنفيذ بعض عمليات التضليل من خلال شركة (Demoman International)، وهي شركة أمنية إسرائيلية يشغل فيها حنان منصب الرئيس التنفيذي.
وذكر التحقيق أن الشركة مدرجة على موقع إلكتروني تديره وزارة الدفاع الإسرائيلية كشركة استخبارات استراتيجية رسمية.
ولا تزال إسرائيل تواجه انتقادات متكررة وضغوطًا دبلوماسية بسبب برامج التجسس والأسلحة الإلكترونية الأخرى التي يتم تطويرها في البلاد مما يقوض الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، واجهت بيغاسوس، برنامج تجسس عسكري من إنتاج مجموعة (NSO) في إسرائيل، إجراءات قانونية بعد مزاعم بإساءة استخدام أدواتها من قبل الحكومات والوكالات الأخرى لاختراق الهواتف المحمولة للنشطاء وكبار السياسيين في العديد من البلدان.