تركيا تسمح للاجئين السوريين في المناطق المنكوبة بالعودة المؤقتة إلى بلدهم

عاد آلاف اللاجئين السوريين، الذين نجوا من الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا الأسبوع الماضي، إلى وطنهم الذي مزقته الحرب إما لفقدانهم منازلهم في تركيا أو لرعاية أقاربهم الجرحى في سوريا.

وشوهد مئات الرجال والنساء والأطفال متجمعون بالقرب من الحدود التركية السورية يوم الخميس، بعد إعلان على وسائل التواصل الاجتماعي بأن تركيا ستسمح لهم بالمغادرة لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر ثم العودة.

وأوقع الزلزال، الذي يعد أكبر زلزال يضرب تركيا منذ ثمانية عقود، الدمار أيضا في شمال غرب سوريا، وهي منطقة فقيرة توفر الملاذ الأخير للمعارضة التي ثارت ضد حكومة الرئيس بشار الأسد الاستبدادية قبل 12 عامًا.

وتقول السلطات التركية إن 36187 شخصا على الأقل قتلوا في الكارثة التي ألمت بالبلاد، فيما تقول الحكومة السورية والأمم المتحدة إن أكثر من 5800 شخص قتلوا في سوريا.

وفي غضون 48 ساعة من إصدار مسؤولي الحدود السورية الإعلان (عن إمكانية العودة المؤقتة)، عبر 2795 سوريًا يقيمون في تركيا، معظمهم من مناطق الزلزال في هاتاي والريحانية وأنطاكيا، إلى مناطق سوريا التي تسيطر عليها المعارضة عبر معبر باب الهوى الحدودي، بحسب مصادر مطلعة. 

وقالت سلاف البالغة من العمر 15 عامًا وهي تقف بالقرب من المعبر مع شقيقتها بعمر الست سنوات، إنهما تخافان على مستقبلهما بعد أن قرر والداهما العودة إلى الديار بسبب المخاوف من انهيار المنزل في تركيا.

من جهتها قالت سميحة “علينا الذهاب إلى سوريا لأن المنزل الذي كنا نعيش فيه به تشققات الآن”، مضيفة “الوضع ليس آمنًا وليس لدينا أقارب آخرون هنا في تركيا، سنعود حتى تتحسن الأمور قليلاً هنا.”

وأصبحت تركيا موطنا لنحو أربعة ملايين لاجئ سوري، بعد أن فتحت حدودها لأولئك الفارين من الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011، لكن ومنذ زلزال 6 فبراير، راجت في البلاد ادعاءات معادية للأجانب تزعم أن اللاجئين السوريين ينهبون المتاجر ومنازل الناس، وقد اكتسبت هذه الادعاءات زخمًا على الإنترنت.

وخلال الأسبوع الماضي، أعدم ما لا يقل عن ثلاثة سوريين دون محاكمة في المناطق المتضررة من الزلزال، بينما أفاد آخرون بأنهم أصبحوا بلا مأوى بعد طردهم من ملاجئ الطوارئ.

وقال خالد الذي كان يسير ذهابًا وإيابًا بينما كان ينتظر دوره لعبور الحدود، إنه فقد والدته وعمته جراء زلزال سوريا.

وأضاف:” عمري 20 عامًا وقد فقدت شعري، لقد واجهت في حياتي الكثير، قصف وخسائر عنيفة في الحرب، والآن هذا الزلزال، اعتقدت أننا كنا بأمان في تركيا”.

في غضون ذلك، تدرس الحكومة التركية نقل مئات الآلاف من السوريين من 10 محافظات في البلاد إلى مدن أخرى، لكنها لن تدفع مقابل إجلائهم.

وقالت مصادر إن السوريين الذين لديهم أقارب ومأوى في بلدات أخرى سيتم تشجيعهم على السفر لكن أولئك الذين ليس لديهم نفس القدرة سيتم استضافتهم في الخيام.

ووفقًا لجمعية اللاجئين ومقرها تركيا، كان حوالي 1.75 مليون سوري يعيشون في 10 مقاطعات ضربها الزلزال، وفقًا للإحصاءات التي نُشرت في ديسمبر الماضي.

مقالات ذات صلة