أعاد عمال الإنقاذ الإسرائيليون الذين أرسلوا إلى تركيا بعد أن ضربها الزلزال في السادس من فبراير مخطوطة يهودية يعود تاريخها لـ 200 عام إلى إسرائيل، وسط احتجاجات حول ما إذا كان ينبغي إخراجها من البلاد في المقام الأول.
وكانت إسرائيل قد أرسلت فريقًا من عمال البحث والإنقاذ ضم عددا من المتطوعين والعسكريين لنجدة تركيا بعد أن تعرضت لزلزالين مدمرين ضربا المنطقة قبل أسبوعين وخلفا كارثة قتلت ما لا يقل عن 41 ألف شخص في تركيا و4 آلاف آخرين في سوريا.
وبينما كانت مهمة الإنقاذ الإسرائيلية (ZAKA)، التي أمضت ستة أيام في جنوب تركيا، تقدم المساعدة في ولاية هاتاي التي كان يسكنها جالية يهودية قديمة، عثر أعضاء الفريق على زعيم الجالية اليهودية، شاول سينودي أوغلو، وزوجته فورتونا ميتين تحت أنقاض منزلهما في أنطاكيا في يوم 10 فبراير.
وسائل إعلام تركية: فريق الإنقاذ الإسرائيلي الذي جاء إلى #تركيا للمساعدة في كارثة #الزلزال قام بتهريب مخطوطات تاريخية إلى #إسرائيل تضم لفائف كتاب إستر التي يعود تاريخها إلى قرنين من الزمان، والتي تم تخزينها في كنيس أنطاكيا إضافة لقطع أثرية تاريخية تم تهريبها من تركيا. pic.twitter.com/wAtLMeWMQN
— أسامة الحمَد (@OsamaAlhamad_RT) February 19, 2023
وعندما عاد الفريق إلى إسرائيل يوم الخميس، استولى على لفائف أثرية من كتاب إستير كانت مخزنة في كنيس أنطاكيا الذي دُمر في الزلزال.
ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، اقترب رجل مسن من الجالية اليهودية في تركيا من أعضاء فريق الإنقاذ الإسرائيلي وعرض عليهم المخطوطات للتكفل بحفظها.
ويذكر أن خبر نقل المخطوطات من تركيا لإسرائيل نشر أولاً في الصحافة الإسرائيلية.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي أخذ المخطوطات نقلا عن الرجل اليهودي الذي سلمها لفريق الانقاذ قوله: “لقد توفي الآن آخر رئيس لجاليتنا بشكل مأساوي، ومع قربنا من سوريا، أكره أن أرى المخطوطات تقع في الأيدي الخطأ، أرجو أن تتم حراستها والتأكد من تذكر جاليتنا”.
“لقد سلمت الأسرة الإسرائيلية مخطوطات إستير للجيش الإسرائيلي للمحافظة عليها، وفي أول فرصة تمت إعادتها” – الحاخام ميندي تشيتريك
ومع ذلك، سرعان ما تحولت ردات الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي التركية عدائية مع استمرار السخط خلال عطلة نهاية الأسبوع على الرغم من إعادة اللفائف يوم الجمعة، في خطوة قد تحد من المخاوف القائمة منذ زمن بعيد من حقيقة أن العناصر التاريخية قد نُهبت من البلاد في أوقات الأزمات، كما حدث خلال الفترة العثمانية.
وعليه، سرعان ما حاولت مؤسسة الحاخامية الكبرى التركية تهدئة المخاوف من خلال معالجة المشكلة على تويتر والتأكيد على أن اللفائف في حوزتها.
وكتبت على تويتر يوم الجمعة “تم استلام لفيفة إستير ذات الصلة من إسرائيل وهي محفوظة في الحاخامية الرئيسية، وستعود [المخطوطة] إلى مكانها في أنطاكيا بعد تجديد كنيسنا اليهودي”.
وبموجب القانون التركي، يحظر نقل الآثار أو القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية المهمة التي يزيد عمرها عن قرن إلى الخارج.
يشكل كتاب إستر وثيقة تاريخية مهمة للجالية اليهودية في تركيا.
وفي هذا الشأن، قال زعيم الجالية اليهودية من الأشكناز في تركيا، الحاخام ميندي تشيتريك: “لقد سلمت الأسرة الإسرائيلية مخطوطات إستير للجيش الإسرائيلي للمحافظة عليها، وفي أول فرصة تمت إعادتها”.
وأوضح تشيتريك بالقول: “لا تتمتع مخطوطات إستير بنفس القداسة التي تتمتع بها مخطوطات التوراة، فهي تُعد ملكية شخصية للأفراد”، مضيفًا: “عادة ما يعطيها المتدينون للأطفال عندما يبلغون سن الـ 13 عامًا، جميع أطفالي لديهم منها، فالأمر كله ليس بالقضية”.