أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في مساحات واسعة من بلدة حوارة شمال الضفة الغربية مساء الأحد بعد هجوم بإطلاق النار نفذه مسلح فلسطيني قبل ساعات وأسفر عن مقتل اثنين من المستوطنين.
وقُتل فلسطيني واحد على الأقل يُدعى سامح حمد الله محمود أقطش بعد إصابته برصاصات عدة في البطن خلال هجوم المستوطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال سكان محليون إن النيران أضرمت في منازل ومتاجر وسيارات وأراض زراعية في بلدة حوارة الواقعة على مشارف مدينة نابلس، مؤكدين أن القوات الإسرائيلية وفرت الحماية للمستوطنين خلال اقتحامهم للبلدة الفلسطينية.
اصابة 100 فلسطيني وإحراق عدد من المنازل والمركبات في اعتداء لقطعان الصهاينة وقوات الإحتلال الاسرائيلي، على اهالي بلدة #حوارة جنوب #نابلس شمال #الضفة_الغربية ردا على مقتل مستوطنين اثنين على يد فدائي فلسطيني مساء اليوم قرب قرية حوارة#فلسطين #أحمد_الرفاعي #يوم_الجريح #قمة_العار pic.twitter.com/nsGiXQwlqG
— وكالة تسنيم الدولية للأنباء (@Tasnim_Arabic) February 26, 2023
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم إنقاذ تسع عائلات فلسطينية من منازلها المحترقة.
وقالت فداء حمد، وهي من سكان حوارة إن هجوم المستوطنين على البلدة الليلة كان الأكبر على الإطلاق وإن النيران أضرمت في المنازل بينما كان سكانها لا يزالون بداخلها.
وأوضحت أن سُحباً كبيرة من الدخان تصاعدت في جميع أنحاء البلدة، فيما سُمع صراخ الأهالي بشكل مستمر.
أصوات الاقتحام كانت أعلى من كل شيء: شتائم بالعبرية، تحطيم للنوافذ، وحرق للمركبات… كان الأمر فظيعًا جدًا “- فداء حمد، من سكان حوارة
وتابعت حمد:” كنا نجلس في بيوتنا وفجأة سمعنا دوي انفجارات وصراخ وعلمنا أن المستوطنين هاجموا البلدة”.
وذكرت حمد:” بدأ أطفالي في البكاء وحاولت تهدئتهم، لكن أصوات الاقتحام كانت أعلى من كل شيء: شتائم بالعبرية، وتحطيم للنوافذ، وحرق للمركبات، والمنازل، والمتاجر … كان الأمر فظيعًا للغاية”.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة ما لا يقل عن 100 شخص خلال الهجوم على البلدة، وذكرت صحيفة “هآرتس” أن أحد الفلسطينيين أصيب بجروح خطيرة في الرأس بحجارة المستوطنين.
وقالت النائب الفلسطينية في الكنيست الإسرائيلي عايدة توما سليمان على تويتر: “المستوطنون يرتكبون جريمة مروعة الليلة في حوارة، يحرقون المنازل والعائلات بداخلها ويعيثون فسادا “.
وتابعت:” إنهم (المستوطنون) يتصرفون بروح الحكومة الفاشية، لقد تحدثت إلى عدد من السفراء وطلبت منهم التدخل”.
وتعرضت سيارة إطفاء فلسطينية واحدة على الأقل لهجوم المستوطنين خلال توجهها للمشاركة في إطفاء الحرائق مما أدى إلى تحطم نوافذها، كما تضررت العديد من سيارات الإسعاف وفقًا لتقارير على تويتر.
المستوطنون يسعون للانتقام
في وقت سابق من أمس الأحد، قُتل هيليل وياجل يانيف، وهما شقيقان إسرائيليان من مستوطنة هار براخا غير القانونية في الضفة الغربية أثناء قيادتهما لسيارتهما في حوارة.
وصدم مهاجم فلسطيني سيارة المستوطنين قبل أن يطلق النار عليهما وينسحب من مكان الهجوم، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي على الفور أنه يلاحق المنفذ.
وأصدر مستوطنون إسرائيليون دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم مسيرة إلى حوارة “للانتقام” والرد على الهجوم.
وغرد الحساب الرسمي للبعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة على تويتر ونشر مقطع فيديو لإحدى الحرائق مشيرا إلى حساب وزير الخارجية جيمس كليفرلي وحسابين آخرين في وزارة الخارجية، معلقاً بالقول: “المستوطنون الإسرائيليون يرهبون الفلسطينيين اليوم في الضفة الغربية المحتلة ويهاجمون المدنيين ويحرقون المنازل والشركات”.
ويقطن الضفة الغربية المحتلة نحو 2.9 مليون فلسطيني بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 475 ألف مستوطن يهودي يعيشون في مستوطنات شرعتها الحكومة الإسرائيلية بالرغم من كونها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا أمس الأحد، أعلن فيه أن الكنيست مرر قانوناً يشرع عقوبة الإعدام بالمدانين بارتكاب جرائم إرهابية ضد إسرائيليين.
وجاء في البيان “في هذا اليوم الصعب الذي قتل فيه مواطنان إسرائيليان في هجوم إرهابي فلسطيني، ليس هناك ما هو أكثر رمزية من إصدار قانون عقوبة الإعدام للإرهابيين”.
في غضون ذلك، بدأت كل من القيادة الإسرائيلية والفلسطينية محادثات في الأردن لمحاولة تهدئة الاضطرابات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقُتل ما لا يقل عن 62 فلسطينيًا على أيدي إسرائيليين هذا العام، بمعدل قتيل في كل اليوم.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد كبير في أعمال العنف في عام 2022 حيث قُتل ما لا يقل عن 167 فلسطينيًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو أعلى عدد من القتلى في تلك الأراضي في عام واحد منذ الانتفاضة الثانية.