سامح الأقطش … بطل فلسطيني هبّ لنجدة منكوبي زلزال تركيا ثم عاد ليغتاله المستوطنون!

عاد سامح الأقطش من تركيا قبل 4 أيام من استشهاده حيث ساند المتضررين من زلزال تركيا كمتطوع. ولكن مساء الأحد، قُتل الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 37 عامًا برصاص مستوطنين إسرائيليين استهدفوا قريته زعترة بالضفة الغربية المحتلة.

تقع زعترة إلى الجنوب من نابلس، حيث تقيم إسرائيل بالقرب منها نقطة تفتيش عسكرية سيئة السمعة، كما يقوم الجنود بالاعتداء على الفلسطينيين بشكل يومي.

ويعيش في القرية نحو 100 شخص فقط جميعهم من نفس العائلة ومعظمهم من النساء والأطفال.

بدأت هجمات المستوطنين الإسرائيليين بعد أن قتل فلسطيني مستوطنين اثنين بالقرب من بلدة حوارة بعد ظهر يوم الأحد، وردا على ذلك، هاجم مئات المستوطنين البلدات والقرى الفلسطينية، مما أدى إلى إصابة نحو 300 شخص وإحراق العديد من المنازل.

ورغم بعدها بما يزيد عن ست كيلومترات عن حوارة حيث قُتل المستوطنان، بلغ العنف الهمجي للمستوطنين في زعترة ذروته، فقد هاجموا القرية وحاولوا إزالة بوابتها الرئيسية.

هرع عبد المنعم برفقة شقيقه سامح الأقطش لوقف تخريب المستوطنين عند البوابة ومنعهم من الدخول، لكن المستوطنين عاودوا الهجوم مجدداً بعد فترة وجيزة، وهذه المرة بحماية جنود الاحتلال.

وقال عبد المنعم:” بدأ إطلاق النار يستهدفنا، ثم سقط (سامح) على الأرض “.

ومع قيام الجنود والمستوطنين بإغلاق الطرق، لم تتمكن أي سيارة إسعاف من الوصول إلى زعترة، لذلك اضطر أشقاء سامح إلى استخدام سيارة خاصة لنقله عبر طريق ترابي إلى بلدة بيتا المجاورة.

وبينما كانوا يسيرون على الطريق الوعر، تدفق الدم النازف من مكان الرصاصة التي أصيب بها سامح بمنطقة البطن ثم بدأ يفقد وعيه.

وفي مركز بيتا الطبي، انهار أشقاء الأقطش بالبكاء عندما أخبرهم الطبيب أن سامح فارق الحياة متأثرا بجراحه، تاركاً خلفه ثلاثة أطفال أصغرهم فتاة تبلغ من العمر أربعة أشهر.

وأوضح عبد المنعم:” لم تكن هناك اشتباكات عندما هاجمنا المستوطنون، كان سامح شخصًا طيبًا يحب مساعدة الناس، وقبل يومين من مقتله تحدث مع رؤساء المجالس المحلية في منطقتنا لجمع التبرعات لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا”.

المدن تحترق

لن يكون من السهل أبدا محو الآثار التي خلفتها هجمات المستوطنين على البلدات والقرى جنوب نابلس، لقد تم تحطيم منازل ومتاجر وسيارات الفلسطينيين وإحراقها، كما ذبح المستوطنون المواشي في الطرقات.

وظنّ الطفل إلياس الضميدي، البالغ من العمر ثماني سنوات، وهو من سكان حوارة أن يوم الهجوم هو الأخير في حياته.

وقال الصغير للصحفيين “لم أر قط مثل هذا الهجوم الكبير، كان مئات المستوطنين يصرخون ويشتمون ويحطمون كل شيء في طريقهم ويشعلون النار في المنازل بينما كانت العائلات في داخلها”.

ولحوارة التي يشطر أراضيها طريق رئيسي يستخدمه المستوطنون والجنود الإسرائيليون تاريخ من الاحتكاك المتصاعد مع الاحتلال.

فقد صادرت إسرائيل معظم أراضي القرية لبناء مستوطنات يهودية غير شرعية، وإنشاء طرق مختلفة حصريًا لخدمة الإسرائيليين للحفاظ على أمنهم حصرياً.

ومع انتشار الفوضى في البلدة، أغلق الجيش الإسرائيلي جميع الحواجز المحيطة بنابلس، مما أدى إلى تقطع السبل بالفلسطينيين داخل المنطقة وخارجها، لكن السكان فتحوا منازلهم للعالقين في الطرق رغم هجوم المستوطنين.

ومع حلول الصباح، تكشف حجم الضرر الذي لحق بالبلدة، لقد تلطخت المنازل والمتاجر والأشجار بالسواد جراء الحرائق، وحتى المدرسة تعرضت للهجوم وبقي الطلاب في منازلهم يوم الاثنين خشية على حياتهم.

وخلال أعمال الشغب، مُنع الطاقم الطبي ورجال الإطفاء من الوصول إلى المناطق المتضررة، الأمر الذي أدى إلى تأخر علاج مئات الجرحى الفلسطينيين لساعات طويلة بعد إصابتهم.

وقال أحمد جبريل، مدير دائرة الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني إن المسعفين تعرضوا لانتهاكات كثيرة خلال الهجوم على حوارة ومنعوا من دخول البلدة، كما تم إطلاق النار على سيارات الإسعاف.

وأوضح:” لم تقع الاعتداءات على يد الجنود فحسب، بل من قبل المستوطنين الذين هاجموا الطاقم الطبي أثناء محاولتهم نقل أحد الجرحى”.

مستهدفون في المنازل

كما تعرضت بلدة بورين المجاورة للكتل الاستيطانية لهجمات مسعورة من المستوطنين.

“هاجمنا أكثر من 100 مستوطن” – أيمن صوفان ، من سكان بورين

فقد كان أيمن صوفان بصحبة زوجته وأطفاله داخل منزلهم عندما هاجمهم المستوطنون وأضرموا النار في البيت.

يسرد صوفان الحادثة بقوله:” هاجمنا أكثر من 100 مستوطن، وقسموا أنفسهم إلى مجموعتين، إحداهما حطمت النوافذ والأبواب والأخرى سرقت أغراضنا وأغنامنا من أمام المنزل”.

ويتابع مفصلا:” أضرموا النار في مقتنياتنا، هربت أنا وعائلة أخي إلى الجانب الآخر لحماية أنفسنا، وأصيب ابني في كتفه بحجر ألقاه المستوطنون “.

وفي كل شهر تقريبًا، يتعرض أهالي بورين للاعتداء من قبل المستوطنين الذين يريدون الاستيلاء على منازلهم وسرقة أراضيهم لتوسيع المستوطنات القريبة التي يحميها الجنود الإسرائيليون.

وقال صوفان:” حاول المستوطنون حرقنا أحياء داخل منزلنا، ولو لم نتمكن من الهرب لكنا قد متنا الآن، كما منع الجنود رجال الإطفاء من الوصول إلينا رغم النيران الهائلة التي ظلت مشتعلة إلى أن خمدت من تلقاء نفسها”.

وختم صوفان بالقول: “منذ عام 2000 ونحن نعيش في نفس دوامة العدوان”.

مقالات ذات صلة