خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة التونسية في تظاهرة ضخمة ضد الرئيس قيس سعيِّد، نظمه الاتحاد العام التونسي للشغل.
واندفع المتظاهرون في مسيرة جابت شارع الحبيب بورقيبة بوسط تونس العاصمة أمس السبت ورددوا شعارات ورفعوا لافتات ضد انتزاع سعيد للسلطة وممارسات القمع الأخيرة ضد معارضيه.
و تشهد تونس أزمة سياسية واقتصادية منذ يوليو 2021، بعدما قام سعيِّد بتعليق البرلمان من جانب واحد وبحل الحكومة فيما وصفه كثيرون بـ “الانقلاب الدستوري” وبحكم البلاد بعدها بمرسوم قبل أن يمرر دستورًا جديدًا كرس حكمه الفردي.
وخلال الاحتجاجات، قال زعيم الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أمام المتظاهرين: “سنواصل الدفاع عن الحريات والحقوق مهما كان الثمن، و لا نخشى السجون أو الاعتقالات”.
وكانت السلطات التونسية قد اعتقلت، في الأسابيع الأخيرة، العديد من منتقدي الحكومة، من بينهم سياسيون وصحفيون وشخصيات نقابية، حيث اعتقل الشهر الماضي أنيس الكعبي، مسؤول كبير في الاتحاد ويشرف على عمال الطرق السريعة، بعد أن نظم إضرابًا لموظفي عمليات تعرفة الطرق.
وكان سعيد قد أمر الشهر الماضي أيضا بطرد إستر لينش، أكبر مسؤول نقابي في أوروبا، بسبب خطاب وصفه مكتبه بأنه “تدخل صارخ” في الشؤون الداخلية للبلاد.
‘لا للعنصرية”
ورفع المتظاهرون يوم السبت لافتات كتب عليها “لا لحكم الرجل الواحد” و “انهوا الدولة البوليسية”، فيما دافع الطبوبي عن “حقوق المهاجرين بغض النظر عن جنسيتهم أو لون بشرتهم”.
وقال الطبوني للمتظاهرين: “تونس بلد تسامح لا بلد عنصرية”.
وكان سعيد قد نشر في الأسبوع الماضي تعليقات ضد الأفارقة السود في تونس لاقت استنكارا على نطاق واسع ووصفت بأنها “عنصرية” وتآمرية.
ومن المقرر أن يغادر تونس نحو 300 مهاجر من غرب إفريقيا على متن رحلات العودة يوم السبت خوفا من موجة عنف أثارتها تصريحات سعيد.