قال رئيس المخابرات السعودية الأسبق تركي الفيصل إنه لا يمكن للولايات المتحدة ولا لأوروبا أن تكونا “وسيطا نزيها” لتأمين اتفاق بين السعودية وإيران كالذي ساعدت الصين في إبرامه.
وأوضح الفيصل في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن “الصين هي التي يمكن أن تنجح بذلك بسبب العلاقات الجيدة التي تربطها بكلينا”.
واتفقت إيران والسعودية يوم الجمعة الماضي على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد أيام من المحادثات الثلاثية في بكين.
وينص الاتفاق على إعادة فتح سفارات البلدين وتبادل البعثات التمثيلية بينهما في غضون شهرين، وعلى الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، وفقًا لبيان مشترك وقعت عليه الصين أيضاً.
“إن تحول السعوديين إلى بكين يسلط الضوء على مدى سوء حالة العلاقات بين إدارة بايدن والرياض”- ديفيد شينكر
وشكل الخبر صدمة لواشنطن، حيث سارع مسؤولون أمريكيون لتهدئة المخاوف حيال اعتبار الاتفاق تعبيرا عن تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية.
وأفاد ديفيد شينكر، مسؤول سابق في وزارة الخارجية خلال إدارة ترامب، أن اتفاق المصالحة أعاد تأكيد التراجع في العلاقات الأمريكية السعودية.
وقال في تقرير سابق: “إن تحول السعوديين إلى بكين يسلط الضوء على مدى سوء حالة العلاقات بين إدارة بايدن والرياض”.
وفي العام الماضي، انتقد الفيصل نهج إدارة بايدن في إدارة العلاقات الأمريكية السعودية، قائلاً إن التوتر في العلاقات يرجع إلى تعامل بايدن مع قضايا الأمن الإقليمي، وأضاف أن المملكة شعرت بخيبة أمل بسبب موقف الولايات المتحدة من الحرب في اليمن.
وقال الفيصل، وهو سفير سابق لدى الولايات المتحدة، ويعمل الآن رئيساً لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومقره الرياض، إنه لم يكن على علم بتفاصيل الاتفاقية، ولكنه يأمل أن تؤدي إلى مزيد من التطورات الإيجابية في الشرق الأوسط.
وأضاف: “أعتقد أن الاتفاق سيكون له تأثير على قضايا مثل اليمن، على سبيل المثال، وآمل أن يحدث ذلك أيضا في سوريا، حيث تستمر إراقة الدماء”.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قطعت العلاقات مع إيران في العام 2016، بعد إدانة الأخيرة إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية.
وفي حينه، اتهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الرياض بارتكاب “جريمة قتل” وهاجم محتجون البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومدينة مشهد بشمال شرق إيران.