كشف برقيات مسربة للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر إن الجيش المصري أطلع روسيا على تفاصيل محادثاته الخاصة مع الولايات المتحدة، حتى بعد تحذير واشنطن للقاهرة من التعامل مع الكرملين في ما يخص ليبيا.
جاء ذلك خلال مراسلات أرسلها خليفة حفتر إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
المراسلات الدبلوماسية المذكورة حصل عليها موقع “ميدل إيست آي “البريطاني بشكل حصري من مصدر ليبي مُقرب إلى دائرة حفتر.
وبحسب البرقية، فقد طلب حفتر أن ترسل روسيا مقاتلات نفاثة إلى المطارات المصرية “القريبة من الحدود الليبية في أقرب وقتٍ ممكن”، لكن حفتر اشتكى من أن واشنطن حذّرت القاهرة من استخدام أراضيها كمنصة انطلاق للمساعدة في الإطاحة بحكومة طرابلس، المعترف بها من الأمم المتحدة.
يقول المحللون إن إطلاع مصر لموسكو على تفاصيل محادثاتها مع الولايات المتحدة مسألة تُبرز التحديات التي تواجهها واشنطن اليوم، بالتزامن مع محاولة واشنطن تجنيد القاهرة للمساعدة في الإطاحة بروسيا من ليبيا، وغيرها من النقاط الساخنة في إفريقيا.
السيسي يميل لروسيا
كان طرد مرتزقة مجموعة فاغنر من ليبيا والسودان موضوعاً أساسياً في المحادثات، التي جرت بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز والمسؤولين المصريين خلال زيارته لمصر في يناير/كانون الثاني 2023.
كما أثار وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الموضوع بشكلٍ مباشر، في أثناء حديثه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، خلال الشهر نفسه.
الباحث والخبير الليبي في مركز أبحاث مركز دراسات الأمن والدفاع، جلال حرشاوي قال إنه يشك في تعاون القاهرة. حيث صرح للموقع البريطاني: “ما يزال المصريون على علاقة وطيدة مع الروس، وينعمون بحميميةٍ سياسيةٍ شديدة معاً”.
يذكر أن القاهرة من العواصم العربية المتعددة التي رفضت دعم العقوبات الغربية ضد روسيا، التي تبني شركتها النووية الوطنية Rosatom محطةً للطاقة في مصر.
وارتفعت حصة القمح الروسي الذي يصل إلى مصر المعتمدة على الاستيراد، رغم الحرب المستعرة في أوكرانيا.
ويضيف حرشاوي: “إذا كنت في مكان الرئيس السيسي وطلبت منك واشنطن المساعدة في الإطاحة بالروس من ليبيا، فسوف تقدم بادرةً رمزية وتنسى الأمر”.
وبحسب خبراء ومحللون فإن موسكو والقاهرة متوافقتان في رغبتهما في إبقاء سيطرة حفتر على شرق ليبيا.