أظهر استطلاع أمريكي جديد أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من تعاطفهم مع الإسرائيليين، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2001.
وسئل الناخبون الديمقراطيون الذين شاركوا في الاستطلاع الذي نشرته مؤسسة غالوب الخميس الماضي: “فيما يتعلق بالشرق الأوسط، هل تعاطفكم أكثر مع الإسرائيليين أم مع الفلسطينيين؟”.
و قال 49% من المستطلعة آراؤهم أنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، فيما قال 38% أنهم يتعاطفون أكثر مع الإسرائيليين، حيث كانت هناك زيادة بمقدار 11 نقطة خلال العام الماضي في التعاطف مع الفلسطينيين من شريحة الناخبين التي صوتت للحزب الديمقراطي.
وأظهر الاستطلاع تراجعاً في تعاطف نفس الناخبين مع الإسرائيليين لما يزيد من عقد من الزمان، ومنذ أن بلغ ذروته في العام 2014 عندما تعاطف 58 في المائة مع الإسرائيليين و23 في المائة فقط مع الفلسطينيين.
ويعد هذا التحول الأول منذ 22 عاما.
ومنذ بداية العام الحالي، تصاعد العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، حيث قتل ما لا يقل عن 85 شخصًا، بينهم 16 طفلاً، على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين، مما يجعله العام الأكثر بداية دموية منذ سنة 2000، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني، بنيامين نتنياهو، قد دمر كثيراً من جسور التواصل مع العديد من الديمقراطيين في الولايات المتحدة من خلال التحالف العلني مع الحزب الجمهوري بشكل عام والرئيس السابق دونالد ترامب على وجه الخصوص.
وتشهد إسرائيل حاليًا أزمة سياسية وضعت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة في مواجهة المجتمع المدني اليهودي، والأكاديميين، ونخبة رجال الأعمال، بالإضافة إلى وزراء سابقين في الحكومة وشخصيات عسكرية.
ويقود رئيس الوزراء أيضًا خطة مثيرة للجدل لإصلاح نظام القضاء الإسرائيلي، وهي الخطوة التي لقيت احتجاجات جماهيرية مستمرة منذ أسابيع في جميع أنحاء البلاد.
المستقلون والجمهوريون
وبحسب الاستطلاع، فقد وصل التعاطف مع الفلسطينيين إلى مستوى جديد في أوساط المستقلين السياسيين في الولايات المتحدة، حيث تعاطف 32٪ منهم مع الفلسطينيين.
ومع ذلك، لا يزال المزيد من المستقلين يميلون إلى الإسرائيليين، حيث أبدى 49٪ تعاطفهم مع الإسرائيليين بدلاً من الفلسطينيين.
إلا أن دعم الجمهوريين للإسرائيليين لم يشهد أي تغيير، حيث أبدى 78٪ تعاطفاً مع إسرائيل مقارنة بـ 11٪ فقط ممن يدعمون الفلسطينيين.
ولعقود من الزمن، كان دعم إسرائيل مسألة مشتركة بين الحزبين في واشنطن، لكن الاستقطاب في السياسة الأمريكية والإسرائيلية أدى إلى ظهور بوادر انقسام أكثر حدة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.