عبرت مديرة إحدى مدارس مستشفي لندن عن صدمتها بعد إزالة الأعمال الفنية التي أنتجها أطفال من غزة وبريطانيا عقب شكوى من مجموعة مؤيدة لإسرائيل.
ووصفت جانيت ستيل، مديرة مدرسة مستشفى تشيلسي المجتمعية (CCHS) التي توفر تعليماً كاملاً للأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفى، المعرض بأنه كان عملاً رائعاً، وقالت: “إن المزعج الآن هو أن العرض تحول إلى شيء قبيح وسياسي، وهو ما لم يُراد له أن يكون “.
وأوضحت ستيل أن اللوحات الفنية عُرضت في السويد ضمن “مهرجان نور” الذي يحتفل بالثقافة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقالت: “لم يشتك أحد منذ 11 عامًا حول العمل الفني، وهذا أمر غير عادي للغاية”.
وكان صندوق مؤسسة مستشفى تشيلسي وويستمنستر في لندن قد أوقف عرض اللوحات في معرض ثقافي بعنوان “عبور الحدود” تحت ضغط تهديدات باتخاذ إجراءات قانونية من قبل منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل (UKLFI)”.
ومنذ العام 2012، والمشروع، الذي يتكون من 21 طبقا خزفيا، يُعرض في ممر بجوار قسم العيادات الخارجية للأطفال في مستشفى تشيلسي وويستمنستر.
وفي 14 شباط/ فبراير عبرت كارولين تيرنر، مديرة UKLFI، عن سرورها بإزالة اللوحات بعد أن قدمت شكوى إلى المستشفى “نيابة عن عدد من المرضى اليهود الذين قالوا إنهم “شعروا بالتعرض للهجوم ووضعوا موضع الضحية بسبب هذا العرض”.
وأضافت “إن الصورة الموجودة على اللوحة المصاحبة للنص تُظهر قبة الصخرة بعلم فلسطيني كبير، مما يشير إلى أن القدس، وعلى وجه الخصوص موقع المعبد اليهودي، سيكونان جزءًا من دولة فلسطينية”.
وأوضحت ستيل أن اللوحات الفنية الخزفية موجودة حاليًا في مخزن المدرسة، وقالت: “نحن نبحث عن مكان ما في لندن لعرضها مرة أخرى”. قبل أن تتابع “من يرغب في استضافة هذا المعرض؟ من يرغب في مشاهدته؟”
وتأسست مدرسة مستشفى تشيلسي المجتمعية عام 1989 في مستشفى وستمنستر للأطفال، وتقوم بتعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عامًا والذين لا يستطيعون ارتياد المدارس لأنهم يتلقون علاجًا طبيًا أو لديهم احتياجات تتعلق بالصحة العقلية.
وحصلت المدرسة على جائزة المدرسة الدولية من المجلس الثقافي البريطاني عام 2010 لشراكتها مع مدارس في فنلندا وبولندا، وإيطاليا، واليونان، وغزة.
وفي عام 2012، حصلت ستيل، التي كانت مديرة المدرسة لأكثر من 30 عامًا، على وسام OBE لعملها التعليمي وجمع التبرعات وإنشاء مؤسسة خيرية لتحسين حياة الأطفال في المستشفى.
وبنت المدرسة روابطها مع قطاع غزة ضمن برنامج “ربط الفصول الدراسية” التابع للمجلس الثقافي البريطاني، والذي استمر بين عامي 2008 و2022 ووافقت مدرسة مستشفى تشيلسي المجتمعية على الربط مع المدارس الفلسطينية في غزة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وفي عام 2012، زار ثلاثة موظفين من المدرسة البريطانية مدرسة بيت لاهيا الإعدادية للبنات ومدرسة جباليا الإعدادية للبنين في غزة، حيث أنتج الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا عشرات الصور للحياة التقليدية واليومية في فلسطين، والتي قام أحد المعلمين بمسحها ضوئيًا وإرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى المملكة المتحدة.
وفي لندن، اختار الطلاب في مدرسة مستشفى تشيلسي المجتمعية 21 صورة لنقلها إلى أطباق خزفية كانوا قد أنتجوها كجزء من دروس صناعة الفخار وأنشطة ما بعد المدرسة.
وأظهرت بعض الأعمال فلسطينيين يحملون جرار الماء ويخبزون الخبز ويطحنون الحبوب، بينما أظهر آخرون الصيادين أثناء الصيد، ومزارعين يقطفون ثمار الزيتون، وأطفالا يلعبون بالكرات البلورية (البنانير).
وقالت ستيل: “لقد كان مشروعًا إيجابيًا للعديد من الشباب والأطفال من مجتمعات مختلفة ممن مروا جميعًا بأوقات عصيبة، حيث اجتمعوا ودعم بعضهم البعض، هذا ما كان عليه الحال.”
وأوضحت أن المدرسة لا يمكنها فرض الرقابة على الأطفال عند قيامهم بالمشاريع، وأن مدرستها واجهت مشاكل مماثلة مع عمل آخر من إسبانيا يتضمن إظهار العلم الكتالوني.
وقالت ستيل: “نحن دائمًا حريصون للغاية بشأن ما نقوم به، لكننا ملزمون بعبور الحدود أحيانًا، وهذا المشروع يسمى عبور الحدود، وهذا ما فعلناه.”
قالت روزاليند النشاشيبي، فنانة بريطانية فلسطينية ومرشحة عام 2017 لجائزة تيرنر البريطانية المرموقة، إن معرض “عبور الحدود” كان “حقًا قطعة فنية جميلة”.
وأضافت: “من المخيف أن تستقبل رسومات الفلسطينيين لحياتهم اليومية وأنشطتهم المدرسية على أنها “تهديد” في أوروبا والمملكة المتحدة.
وتعتقد النشاشيبي أن العمل الطلابي يمثل الحياة اليومية، ويصور ما يراه الطلاب الفلسطينيون من حولهم، حيث تقول: “إنه عمل فني مميز، ويظهر للناس كيف تبدو الحياة في فلسطين، إنه محاولة للتواصل الثقافي والاتصال بالعالم الخارجي”.