و بعد حرق حوّارة يأتي دور الخنق ! الاحتلال يتعسف لشل اقتصاد البلدة و تدميره

يواصل الجيش الإسرائيلي، إغلاق بلدة حوارة ومحيطها شمال الضفة الغربية المحتلة فيما وصفه الفلسطينيون بأنه عقاب جماعي. وأغلقت المحال التجارية في حوارة بالإضافة إلى الطرق في مدينة نابلس حتى إشعار آخر. وكان الجيش الإسرائيلي قد أغلق البلدة  في ساعة متأخرة من مساء السبت بعد إطلاق نار من سيارة يقودها فلسطينيون مما أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين.

وألحقت الإغلاقات الإسرائيلية أضرارا بأهالي البلدة لا سيما أصحاب الأعمال والتجار منهم.

وفي هذا السياق، يقول مازن العكر، وهو صاحب محل شهير للحلويات، إنه “عندما جاء الجنود لإغلاق متاجرنا، لم يسمحوا لنا بحفظ البضائع أو حتى تغطيتها، مهددين بتحطيم الزجاج وإطلاق النار “.

وقال العكر إن الإغلاقات جعلت شهر رمضان الحالي الأصعب من بين أشهر رمضان التي شهدتها المدينة منذ سنوات.

وحاول عدد من أصحاب المتاجر يوم الأحد إعادة فتح أبواب محالهم في تحد للإجراءات الإسرائيلية لكن قوات الجيش الإسرائيلي فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت في وسائل الإعلام المحلية عشرات الفلسطينيين المتجهين إلى حوارة عالقين في طوابير طويلة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية في المساء، مما أجبر الكثيرين على الإفطار داخل مركباتهم.

كما اقتحم مستوطنون إسرائيليون البلدة يوم الأحد محتجين على عملية إطلاق النار الأخيرة.

وانضم إلى حشود المستوطنين يوسي داغان رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية والنائب الإسرائيلي من اليمين المتطرف تسفي سوكوت.

وأنشأ داغان مكتبا مؤقتا على الطريق الرئيسي احتجاجا على ما وصفه “بفشل الجيش الإسرائيلي في حماية المستوطنين”.

الفترة “الأكثر صعوبة”

وكان إطلاق النار يوم السبت هو الثالث الذي يستهدف إسرائيليين في أقل من شهر في حوارة، التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب من طريق 60 بالضفة الغربية الذي يسلكه المستوطنون.

وبعد كل حادثة، يفرض الجيش إغلاقاً ويضع قيوداً مشددة على البلدة.

وقال غالب عودة، صاحب مطعم للوجبات السريعة، إن الجيش الإسرائيلي أغلق مطعمه، في شهر مارس وحده، لمدة 12 يومًا.

وأضاف: “أول أمس، أعددت 200-300 كيلوغراما من اللحوم والدجاج لبيعها، إلى جانب مئات العلب من السلطات المختلفة، لكن عندما صدر القرار العسكري الإسرائيلي بإغلاق المحلات، اضطررت إلى إتلافها، الأمر الذي تسبب لي بخسارة أموال كبيرة”.

وبحسب عودة، فإن هذه هي “أصعب فترة” تمر بها حوارة منذ أن افتتح محله في عام 1995.

وأضاف أنه حتى عندما يكون المطعم مفتوحًا، فإن اعتداءات المستوطنين المستمرة في البلدة تكبد المحلات التجارية خسائر فادحة بسبب الشلل شبه التام في حركة المركبات.

وفي الأشهر الأخيرة، كانت حوارة مسرحًا لعنف المستوطنين المتكرر، حيث تحتل البلدة موقعا استراتيجيا وسط قرى جنوب نابلس، ويقطنها 7000 فلسطيني وتحيط بها المستوطنات الإسرائيلية.

وخلال الشهر الماضي، تعرضت البلدة لهجوم غير مسبوق من قبل مئات المستوطنين الإسرائيليين بحماية الجنود، مما تسبب بمقتل فلسطيني وإصابة قرابة 400 آخرين.

مقالات ذات صلة