يقود عدد من المشرعين الأمريكيين جهوداً وصفت بغير المسبوقة، لمطالبة إدارة بايدن بالتحقيق فيما إذا كانت إسرائيل تستخدم الأسلحة الأمريكية لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
وحث المشرّعان جمال بومان وبيرني ساندرز الإدارة الأمريكية على ضمان عدم استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لدعم المشاريع في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
ودعا المشرعان في رسالة وجهت إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين والرئيس جو بايدن إلى تحديد ما إذا كان تقديم الأسلحة الأمريكية لإسرائيل ينتهك العديد من القوانين الأمريكية المتعلقة بمراقبة تصدير السلاح.
وتعد الجهود التي يبذلها المشرّعان من أهم الإجراءات التي اتخذها الكونغرس حتى الآن ضد إسرائيل في تاريخها.
وجاء في الرسالة، التي نشرتها التيارات اليهودية في أمريكا وحملت تواقيع ثمانية مشرعين تقدميين آخرين: “نطلب من إدارتكم إجراء تحول في سياسة الولايات المتحدة اعترافًا بتفاقم العنف، وضم مزيد من الأراضي، وإنكار حقوق الفلسطينيين”.
ورحبت شخصيات فلسطينية في الولايات المتحدة بالرسالة، قائلين إنها يمكن أن تمهد الطريق لتقييم جاد للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي حافظت فيها واشنطن على مدى عقود على دعمها غير المحدود لتل أبيب.
وأوضح نادر هاشمي، الأستاذ المشارك في جامعة دنفر أن إسرائيل ستواصل الإفلات من العقاب على تصرفاتها “إلى أن تحاسبها الولايات المتحدة على سجلاتها في مجال حقوق الإنسان”.
وذكرت نورا عريقات، المحامية الفلسطينية الأمريكية لحقوق الإنسان والأستاذة المشاركة في جامعة روتجرز، إن “أي دعوة للتحقيق في استخدام إسرائيل للأسلحة هي سابقة من نوعها”.
دعم الولايات المتحدة لإسرائيل
وحظيت الرسالة الموقعة من المشرعين الثمانية بدعم من أكثر من 70 مجموعة يهودية تقدمية وأكثر من 20 مجموعة مجتمع مدني.
وقالت بيث ميلر المديرة السياسية لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام في بيان إن “رسالة النائب بومان والسناتور ساندرز دعوة مهمة للعمل”.
وأضافت:” قُتل أكثر من 80 فلسطينيًا على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بداية عام 2023، وتصريحات إدارة بايدن عن القلق لا تعني شيئًا بدون عمل ومساءلة”.
وأكدت ميلر أن “القادة الذين ينضمون إلى دعم هذه الرسالة في الكونجرس يتابعون مطالب عدد متزايد بسرعة من الأمريكيين، بمن فيهم يهود أمريكيون، يريدون رؤية الحكومة الإسرائيلية تُحاسب على عقود من اضطهاد الفلسطينيين”.
وتأتي رسالة المشرعين في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية اضطرابا، بعدما حاولت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الجديدة مؤخرًا إدخال إصلاحات قضائية كبرى قوبلت باحتجاجات واسعة في الشارع الإسرائيلي.
وحث بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إلغاء خطط الإصلاح القضائي، فيما قال نتنياهو إنه لن يرضخ “لضغوط من الخارج”.
كما حذر المشرعون الأمريكيون في وقت سابق من التعديلات القضائية المقترحة في إسرائيل، ومع ذلك، انتقدت رسالة بومان وساندرز أيضًا مقاربة إدارة بايدن المنحازة لإسرائيل عبر مساواتها بين طرفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأدانت الرسالة تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الاقتحامات العسكرية لبلدات في الضفة الغربية المحتلة بالإضافة إلى هجمات المستوطنين التي وصفها المشرعون بأنها “عنف مروّع”.
كما أشارت إلى “مخاوف عميقة” من توجه الحكومة الإسرائيلية نحو “الضم غير القانوني بحكم الأمر الواقع وبحكم القانون” للضفة الغربية.
وجاء في الرسالة أن “الخطوات الواضحة لتغيير الأوضاع السياسية هي فقط التي ستمهد الطريق للسلام”.