رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضم حزب “الوطن” الأوراسي إلى تحالفه الانتخابي لانتخابات 14 أيار/ مايو المقبل.
وقال رئيس الحزب دوجو بيرينجيك، في مؤتمر صحفي إنه عقد اجتماعين منفصلين مع أردوغان لبحث إمكانية الانضمام إلى تحالف الجمهور الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم، لكن أردوغان رفض ذلك.
وتابع:” يجب أن نعلن ذلك بصوت عالٍ: قرار تحالف الجمهور برفض حزب وطن هو اختيار لطريق الخضوع للولايات المتحدة على استقلال تركيا وأمنها”.
ويمثل حزب الوطن عنصرًا هامشيًا في الأيديولوجية السياسية في تركيا وهو مزيج من القومية التركية المتطرفة واليسارية الماوية والعلمانية المتطرفة، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا والصين وسوريا.
ولطالما تمتع القوميون الأوراسيون الذين يرون أن أهداف تركيا وجغرافيتها مرتبطة بروسيا والصين بحضور بين أصحاب الرتب العليا في القوات المسلحة ومناصب الدولة البيروقراطية.
وكان بيرينجيك قد أبدى غضبه من انضمام حزب الهدى الإسلامي المؤيد للأكراد إلى تحالف أردوغان الانتخابي على الرغم من كون الأكراد “انفصاليون”.
وتتهم المعارضة حزب الهدى بالارتباط بجماعة حزب الله المسلحة، وهي منظمة كردية مقرها تركيا استهدفت المثقفات النسويات المحافظات وضباط الدولة خلال التسعينيات في سلسلة من الاغتيالات، رغم تنصل الجماعة من العنف فيما بعد.
وقال بيرينجيك: “لقد بذلوا جهدًا لتبرير تعاونهم مع المنظمة، التي أدرجت في برنامجها تعهدًا بإزالة مفهوم الأمة التركية من الدستور، وتهدف إلى جعل اللغة الكردية هي اللغة الرسمية”.
تأثير مبالغ فيه
وحظي بيرينجيك بسلطات داخل الدولة بعد توجه أردوغان إلى ممارسة سياسة خارجية أكثر استقلالية في أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016، لكن مستوى نفوذه في دوائر صنع السياسة الفعلية مازال موضع نقاش.
وأثارت علاقات أردوغان المزدهرة مع موسكو وبكين في السنوات الأخيرة اهتمام وسائل الإعلام بدور بيرينجيك الذي سافر إلى تلك الدول، زاعمًا أنه يلعب دور الوسيط، حتى في المصالحة الأخيرة بين أنقرة ودمشق.
ويعتقد سليم كورو، المحلل في مركز أبحاث Tepav ومقره أنقرة، أن أردوغان لا يقدر بيرينجيك حقًا بسبب دوره الذي يعطي أهمية كبيرة له ولحزبه في العلاقات مع موسكو وبكين.
وقال كورو إن بيرينجيك يبدو كمن يعمل وحده على جسر الخلافات رغم أنه “لا يملك أتباعا، ولا يطرح أي شيء على الطاولة، إنه لا يعني أي شيء “.
وكافح بيرينجيك لجمع 100 ألف توقيع مطلوبة لخوض السباق الرئاسي المقرر في 14 مايو، لكنه لم يستطع الحصول على أكثر من 25000 صوتا.
وينتقد قادة حزب الوطن الأوراسي أردوغان من خلال الزعم أنه وصل وحزبه إلى السلطة بفضل واشنطن، كما انتقدوا تقديم تركيا طائرات مسيرة وأسلحة لأوكرانيا لاستخدامها في الحرب ضد روسيا العام الماضي.
ويعتقد كورو أن أردوغان لا يريد أي إشكاليات خلال فترة الانتخابات، ولا يرغب في لفت الانتباه الغربي إلى حزب هامشي كشريك في التحالف لا يقدم له أي شيء.