ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن الشرطة الإسرائيلية ستمنع اليهود من دخول الحرم القدسي في العشر الأواخر من شهر رمضان.
ووفقا للصحيفة، فإن القرار جاء بعد نشر توصية من شرطة الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المستوطنين خلال العشر الأواخر من الشهر المبارك لدى المسلمين، والتي تتزامن كذلك مع احتفالات اليهود بعيد الفصح.
ويأتي القرار كذلك، في ظل ارتفاع وتيرة المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في المسجد الأقصى وأنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة والداخل الفلسطيني، سيما في ظل تواصل دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة إلى ذبح القرابين اليهودية خلال عيد الفصح داخل المسجد الأقصى.
عاجل الجزيرة| يديعوت أحرونوت: الشرطة الإسرائيلية ستمنع اليهود من دخول الحرم القدسي في #العشر_الأواخر من #رمضان.
– وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يعارض إغلاق الحرم القدسي في وجه اليهود.#المسجد_الأقصى #الشرق_في_رمضان_غير pic.twitter.com/lpayw7k6yS
— صحيفة الشرق – قطر (@alsharq_portal) April 8, 2023
وخلال الأيام الماضية، ارتفعت وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية للحرم القدسي وطرد المعتكفين من المصلى القبلي بالقوة وإيقاع جرحى في صفوفهم لإفساح المجال للمستوطنين لاقتحامه وأداء طقوسهم الدينية داخله.
لكن هذه الاعتداءات أدت إلى رفع وتيرة التوتر إلى حدود غير مسبوقة في المنطقة، حيث قتلت مستوطنتان وأصيبت ثالثة بجراح خطيرة في هجوم بالرصاص شنه مسلح فلسطيني على سيارة كانت تقل المستوطنات الثلاث قرب مستوطنة الحمرا في الأغوار، وقتل سائح إيطالي وأصيب 6 آخرون في هجوم مازالت ملابساته ملتبسة في تل أبيب.
كما تعرضت إسرائيل لموجات من القصف الصاروخي من جنوب لبنان ومن قطاع غزة ردت عليها بغارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية لحركة حماس في الجانبين.
في المقابل، يؤكد المراقبون أن الرد الإسرائيلي جاء محدودا تماشيا مع مساعي حكومة نتنياهو لتخفيف حدة التوتر وعدم السماح بتفجر الأوضاع على أكثر من جبهة في آن واحد، وهو التحدي الذي ظلت مؤسسات الدراسات الإسرائيلية تعتبره أحد التحديات الإسرائيلية أمام تل أبيب.
لكن حكومة نتنياهو تواجه في سبيل ذلك تحدي التعامل مع الجماعات الدينية المتطرفة، بما فيها الأحزاب المنضوية في الائتلاف الحكومي، حيث هلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير على منع اليهود من دخول الأقصى بالقول “هذا استسلام للإرهاب”.
ويبدو أن قرار الشرطة يأتي في ظل استراتيجية أمنية هدفها تركيز الجهود على مواجهة تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية عبر تهدئة بواعثها في القدس، وتكثيف العمليات في المدن الفلسطينية.
فبالتزامن مع دعوات فلسطينية لاستمرار الحشد والاعتكاف بكثافة في المسجد الأقصى لإحباط تمرير مخططات المستوطنين والتصدي لاقتحامات محتملة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن وزارة الدفاع قررت ارسال تعزيزات إضافية إلى الفرق المنتشرة في مناطق التماس والأغوار في الضفة.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تمديد إغلاق الضفة الغربية، وإلغاء التسهيلات الممنوحة للفلسطينيين في شهر رمضان، وأوعز للجيش بالتدخل لمساعدة الشرطة في التعامل مع احتجاجات محتملة في المدن العربية داخل إسرائيل.