وافقت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر على مقترح لإنشاء “حرس وطني” تحت القيادة المباشرة لوزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير.
ويرى الفلسطينيون أن القوة التي ستركز على العمل لمواجهة “أعمال الشغب” أو “الجريمة” في المناطق الفلسطينية داخل إسرائيل، ستستخدم لاستهدافهم.
تبلغ ميزانية القوة، التي عارضت تأسيسها شخصيات أمنية إسرائيلية بارزة، مليار شيكل (حوالي 277 مليون دولار)، وتضم نحو 2000 عنصر يتمتعون بذات السلطات التي يحظى بها ضباط الشرطة.
بدأ بن غفير في التفكير جدياً في المرشحين لقيادة القوة لضمان تماشي أجندتها مع برامجه.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن أحد أبرز المرشحين هو أفينوعام إيمونة، وهو كولونيل متقاعد معروف بتشجيع جنوده على الاستمتاع بقتل الفلسطينيين، وبرفضه العمل مع النساء، وبآرائه الدينية المتشددة.
الحكومة الصهيونية وافقت بشكل رسميّ على تأسيس ميليشيا الحرس الوطني بقيادة بن غفير، بشكل رسميّ أصبح لجماعات الهيكل وغيرهم الحماية الكاملة من المُسائلة عند ارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين، بالنّسبة لهذه الصورة، تعود للضابط الذي وقف بين جنوده على حدود غزّة، وكان يُحرض: "اقتلوا العرب، pic.twitter.com/aM96mYKYpW
— 𝐋𝐚𝐲𝐚𝐧 𓂆🇵🇸 (@Layan1948) April 2, 2023
مهنة عسكرية
خدم إيمونة بشكل خاص في وحدة نخبة المظليين 101، سيئة السمعة، وهي واحدة من أكثر الوحدات شهرة في الجيش الإسرائيلي، وترقّى لقيادتها.
تأسست الوحدة عام 1953 وقادها في البداية الجنرال السابق ورئيس الوزراء أرييل شارون، الذي أمرها بترويع المدنيين في فلسطين والأردن ومصر خارج حدود إسرائيل.
ونفذت الوحدة ضربات عقابية مرتجلة ضد المدنيين وكثيرا ما اتهمت باختراع مهام خاصة بها بدلا من اتباع تعليمات رئيس الأركان العسكرية.
خاضت الوحدة 101 قتالًا عنيفًا وشنت حملات قمع واسعة النطاق ضد الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية، وإبان غزو لبنان عام 2006، وفي الحرب على غزة عام 2014.
ترقى إيمونة البالغ من العمر 43 عامًا بشكل سريع، رغم معاقبته بتجميد عمله لعامين أثناء قيادته لوحدة ماجلان، وأصبح قائد مدرسة القيادة التكتيكية للجيش الإسرائيلي وقاد فرقة حرمون في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
الالتزام الديني
يعرف إيمونة أيضًا بآرائه الدينية الأرثوذكسية المتطرفة رغم جذور عائلته العلمانية، وقد قضى الكثير من وقته في الجيش في الصلاة ودراسة النصوص المقدسة إلى جانب تنفيذ العمليات العسكرية، لدرجة أنه تعرض لانتقادات لإصراره على البقاء مستيقظًا ليلا لدراسة النصوص الدينية قبل المهام الحساسة والخطيرة.
وأثناء قيادته لثكنة في هضبة الجولان السورية المحتلة، رفض قبول تولية امرأة منصب الناطق باسمه، متذرعًا بأسباب دينية.
وبعد 24 عامًا من الخدمة العسكرية، ترك إيمونة الجيش العام الماضي عندما تم رفض ترقيته لقيادة فرقة المظليين بسبب حماسه المفرط لاستخدام القوة، بحسب الصحافة الإسرائيلية.
“ابتسم، اقتل، واستمتع”
وبحسب المصادر، فقد عاقب إيمونة جنوده الذين لم يستخدموا ما يكفي من العنف في قطاع غزة.
وأظهر مقطع فيديو، تم تصويره خلال حرب 2014 على غزة، إيمونة وهو يحرض جنوده على قتل العرب مستهزئا بهم حيث وصف المقاتلين الفلسطينيين بـ “الجرذان”.
وفي مقال نُشر عام 2015 في مجلة عسكرية، وصف إيمونة شعار “ابتسم، اقتل، واستمتع” بأنه “كلمات لتحفيز” القوات، وفقًا لصحيفة هآرتس.
وشهد أحد الجنود الذين عملوا تحت إمرته بأن رد فعل إيمونة على التهديدات الموجهة للإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة كان رداً قاسياً.
لكن إيمونة لم يقر قط أن واجبه، كضابط في جيش احتلال، هو أولاً وقبل كل شيء حماية السكان الفلسطينيين المحتلين بموجب القانون الدولي.
وحظي إيمونة بإشادة من النائب المعارض ماتان كاهانا عندما ترك الجيش، الأمر الذي يخشى البعض أن يتحول إلى إقرار بأداء إيمونة ويزيد من تعقيد الاعتراضات على تعيينه لقيادة الحرس الوطني.
وقد أبدى الكثيرون مخاوفهم من أن بن غفير الذي يشتهر بالتحريض ضد الفلسطينيين ودعم جماعة مصنفة بالإرهاب سوف يسيّس قيادة القوة الوليدة ويستخدمها كـ “ميليشيا خاصة به”.
للإطلاع على المادة الأصلية من (هنا)